الرويس ومصفح وشارع حمدان الأكثر تلوّثاً في أبوظبي
أكد خبير جودة الهواء ومدير إدارة الأجهزة وتكنولوجيا المعلومات في المعهد النرويجي لابحاث الهواء الدكتور طارق العربي، أن المنطقتين الصناعيتين الرويس ومصفح، تعدان الأكثر تلوثاً في إمارة ابوظبي وهما غير صحيتين لمرضى الجهاز التنفسي، مشيراً إلى أن «شارع حمدان سجل نسبة تلوث تجاوزت نصف الحد المسموح به في الإمارة جراء التلوث الناجم من المركبات والحركة المرورية إضافة إلى الضوضاء، وهى نسبة مرتفعة مقارنة بالشوارع الأخرى».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، في مدرسة المواهب النموذجية في أبوظبي بمناسبة الانتهاء من قياس جودة الهواء المحيط بـ 27 مدرسة حكومية وخاصة ونموذجية في أبوظبي، بالتعاون مع المعهد النرويجي لأبحاث الهواء، الشريك الاستراتيجي لهيئة البيئة في ابوظبي في عملية إدارة وتنفيذ أنشطة مراقبة جودة الهواء في الإمارة، في إطار التزامها بتنفيذ «مبادرة المدارس المستدامة» التي أطلقتهــا هيئة البيئة خلال شهر سبتمبر الماضي برعايــة شركة «بي بي»، بهدف تعزيز السلوك البيئي الايجابي وسط الطلاب.
واعتبر العربي أن المناطق البعيدة غير المأهولة كالصحراء تحتوي على تركيز عال من الأوزون وهو ملوث لكنه مفيد اذا وجد في طبقات الجو العليا كونه يشكل حاجزاً بيئياً يحمي الكرة الارضية، موضحاً ان «طبيعة البلاد الصحراوية وهبوب رياح الشمال الشرقية تعد من أكثر أسباب التلوث الطبيعية مقابل مصادر التلوث الصناعية الأخرى والتي في معدلات مسيطر عليها».
وأضاف أنه يوجد 10 محطات ثابتة لقياس جودة الهواء في إمارة ابوظبي، واثنتان متنقلتان تمتلكهما هيئة البيئة في ابوظبي، إذ تقدر تكلفة الواحدة منهما بما يقارب المليون درهم، إضافة الى انه يوجد محطة في كل من شركات ادنوك، وادوية، والتنمية السياحية، وشاطئ الراحة، مشيراً إلى ان المحطة تستطيع ان تحدد مصدر الملوثات، كما انها تقيس الضوضاء ليلاً ونهاراً وتقيس برامج الأرصاد الجوية كاتجاه الرياح وسرعتها والحرارة.
ورداً على سؤال إذا ما كان يستفاد من قياس جودة الهواء في تحديد أماكن بناء المستشفيات والمدارس والمساكن وأماكن الترفيه والحدائق والمنتجعات قال يفترض ذلك، موضحاً أن «الهيئة لا تجدد ترخيص المصانع والمنشآت التي لا تلتزم بالقوانين البيئية».
يشار إلى أن أربع مدارس مشاركة في المبادرة تقع خارج نطاق تغطية شبكة محطات مراقبة الهواء، الأمر الذي تطلب إرسال وحدة متنقلة لرصد نوعية الهواء في هذه المدارس، وتضم مدارس المواهب النموذجية في منطقة البطين، والدانة للتعليم الأساسي في النجدة، وأبوظبي جرامر سكول في النادي السياحي وأبوظبي الهندية في منطقة المرور. وقد شارك طلبة هذه المدارس والمدارس المجاورة في إتمام عملية الرصد تحت إشراف مهندسي المعهد النرويجي لأبحاث الهواء وساعدوهم على قراءة بيانات ملوثات الهواء والتي تشمل ثاني أكسيد الكبريت، أكسيد النيتروجين، أول أكسيد الكربون والأوزون، والجزيئات العالقة، والرصاص، التي عادة ما تكون مصحوبة بمخاطر صحية. كما انتهت هذه المدارس من قياس بصمتها البيئية في المجالات الرئيسة التي تشمل الهواء والماء والنفايات والطاقة، وذلك لاتخاذ الإجراءات ووضع الخطط والبرامج اللازمة للحد من التأثيرات البيئية ووضع أهداف محددة لتحقيها سنوياً. ويعتبر التدقيق البيئي واحداً من المكونات الأربعة الرئيسة لمبادرة المدارس المستدامة، والذي يلزم المدارس المشاركة بالتأكد من تحقيق الاستدامة البيئية في مدارسها عن طريق التدقيق البيئي عبر قياس البصمة البيئية للمدرسة من حيث استهلاك المياه والطاقة وكمية النفايات المتولدة عن المدرسة.