مستشفى عبيدالله يتلقى 10 حالات شهرياً
بلدية رأس الخيمة ترصد تزايداً في حالات التــسمم الغذائي
رصدت بلدية رأس الخيمة تزايداً في عدد حالات التسمم الغذائي في الإمارة، ملقية بالمسؤولية عن ذلك على سوء تخزين الأغذية، وعدم التعامل معها بصورة صحية. وأفاد مستشفى عبيدالله بأنه يتلقى نحو 10 حالات شهرياً. فيما حذر أطباء ومختصّون في التغذية من أن التخزين الخاطئ للمواد الغذائية في المطاعم والمطابخ والمنازل يعرّض المستهلكين للإصابة بالتسمم. ولفتوا إلى أن تناول وجبات غذائية غير معروفة المصدر يشكل أهم عامل في التعرض للإصابة بالتسمم الغذائي، مشيرين إلى أن كثيراً من المستهلكين يصابون بحالات تسمم بسيطة ومتوسطة، بسبب تناول وجبات غذائية مشبعة بالميكروبات.
وأفاد مختصّون في التغذية بأن إزالة الثلج عن المواد الغذائية (إذابتها) وإعادة حفظها في الثلاجة، تؤديان إلى انتشار ميكروبات، خصوصاً في اللحوم والدواجن، موضحين أن معظم المطاعم والمطابخ، وحتى ربات المنازل، يجهلون الطرق الصحيحة والصحية لتخزين الأغذية ودرجة الحرارة المناسبة لحفظها.
وتفصيلاً، قال مدير إدارة الصحة العامة والبيئة في بلدية رأس الخيمة، عادل علي السويدي، إن «38٪ من أصحاب المطاعم والمطابخ وربات المنازل يجهلون كيفية حفظ المواد الغذائية من لحوم ودواجن وأجبان في الثلاجات في درجات برودة معينة»، لافتاً إلى أن الإصابة بالتسمم تشهد تزايداً بسبب تناول وجبات غذائية غير محفوظة في درجة برودة مناسبة.
وأوضح أن «الفحوص المختبرية التي أجراها قسم الرقابة الغذائية أظهرت أن معظم حالات التسمم خلال الفترة الماضية كانت بسبب حفظ الطعام في درجات مرتفعة تسمح بتكاثر البكتيريا، إضافة إلى خلط مواد غذائية مختلفة مع بعضها بعضاً في الوجبات السريعة، ما يؤدي إلى اندماج البكتيريا وظهور بكتيريا خطيرة تؤدي إلى الإصابة بحالات تسمم». وأكد السويدي أن الإدارة وضعت خطة رقابية تستمر خمس سنوات على جميع المطاعم والمطابخ، تتضمن إخضاع الطهاة في المطاعم والمطابخ الكبرى لدورات تأهيلية بأسعار رمزية، تطلعهم على كيفية حفظ المواد الغذائية واستخدام اللحوم والدواجن المجمدة المطلوبة في الطهي من دون وضعها في الماء الساخن لإذابة الثلج قبل الطهي، إضافة إلى توعية الطهاة بخطورة إعادة اللحوم والدواجن إلى الثلاجات بعد إذابتها من الثلج.
وأشار إلى أن معظم العاملين في المطاعم يخرجون أكياس اللحم والدواجن من الثلاجات بهدف إذابتها من الثلج وأخذ الكمية المناسبة للطهي، ثم يعيدون الكميات المتبقية إلى الثلاجات، ما يؤدي إلى تكاثر الميكروبات في المواد الغذائية، وظهور رائحة غير مستساغة للمواد التي يعاد حفظها مرة أخرى.
وأضاف أن «معظم حملات الرقابة التي أجراها مفتشو إدارة الصحة العامة والبيئة في مختلف المطاعم أظهرت أن معظم الطهاة في المطاعم والمطابخ التي توجد في الشركات الكبرى غير حاصلين على شهادات في طهي الطعام، إضافة إلى أنهم غير حاصلين على دورات تأهيلية حول كيفية حفظ المواد الغذائية من التلف»، مشيراً إلى ضرورة حفظ اللحوم والدواجن في درجة برودة لا تتجاوز أربع درجات مئوية، إضافة إلى عدم ترك الأغذية المطهوة في درجة حرارة تتجاوز 75 درجة لمدة ساعتين.
وأكد مدير عام مستشفى عبيدالله في رأس الخيمة، محمد راشد بن ارشيد، أن قسم الطوارئ في المستشفى يستقبل ما يقارب 10 حالات تسمم شهرياً بسبب تناول مواد غذائية فاسدة، أو تم طهوها بشكل خاطئ، موضحاً أن «بعض الحالات تصاب بنسبة تسمم مرتفعة بسبب وجود كميات كبيرة من البكتيريا في الوجبات الغذائية التي تم تناولها». وأشار إلى أن معظم حالات التسمم التي تصل إلى قسم الطوارئ بسبب تناول وجبات غذائية فاسدة، أو غير صالحة للاستهلاك، تكون مليئة بالميكروبات لحفظها بشكل خاطئ في درجة حرارة تسمح بتكاثر الميكروبات.
وحذّر رئيس قسم الطوارئ في مستشفى صقر الحكومي، الدكتور يوسف الطير، المستهلكين من تناول أي وجبات غذائية من دون معرفة مكوناتها الغذائية.
وأضاف أن «الحالات المصابة بالتسمم تختلف من حالة إلى أخرى، فبعضها يكون مصاباً بسبب تناول مواد غذائية فاسدة وغير صالحة للاستهلاك البشري، وبعضها بسبب تناول وجبات غذائية مليئة بالميكروبات الضارة نتيجة اختلاف درجات حرارة الطعام من وقت إلى آخر.
وفي السياق نفسه، أكدت أخصائية التغذية، هلا أبو طه، أن معظم العاملين في المطاعم والمطابخ لا يطبقون الشروط الصحية في الحفاظ على سلامة المواد الغذائية، وأن معظم الطهاة يحفظون الخضراوات والفواكه واللحوم والدواجن في ثلاجة تبريد واحدة، ما يتسبب في تلف المواد الغذائية، ونمو البكتيريا في داخلها بشكل سريع من دون ظهور علامات خارجية. ولفتت الى ضرورة حفظ كل نوع من المواد الغذائية في ثلاجة خاصة، وعدم خلط جميع المواد مع بعضها، إضافة إلى عدم إعادة اللحوم والدواجن المجمدة إلى الثلاجات بعد إذابتها، لأن ذلك يتسبب في نمو وتكاثر البكتيريا في مجموعة من الحويصلات، كما تسبب إصابة المستهلكين بتسمم وأعراض إضافية في المعدة بعد بضع ساعات من تناول تلك المواد الفاسدة. كما حذرت من تناول المواد الغذائية المكشوفة التي تتكون من البيض ومشتقات الحليب، مشيرة إلى أن بقاء «المايونيز» لفترة طويلة يؤدي إلى تكاثر بكتيريا «السلامونيلا» والتسبب في حالات تسسم لمتناوليها. وطالبت بعدم تناول الوجبات الغذائية المكشوفة، والتأكد من المكونات الغذائية التي توجد في الوجبات، سواء في «السندوتشات» أو «البوفيه المفتوح» لتجنب الإصابة بالتسمم.
طرق حفظ الأغذية
قالت أخصائية التغذية، هلا أبو طه، إن «السبب الرئيس في إصابة مستهلكين بالتسمم الغذائي، هو عدم التزامهم بالشروط الصحية والطرق السليمة في حفظ الأغذية»، مضيفة أن «التصرفات الخاطئة في حفظ الأغذية، ووضعها في المطبخ من قِبل بعض ربات البيوت، يساعد على انتشار البكتيريا، وتعرض الخضراوات والفواكه للتعفن، وإصابة أفراد العائلة الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة بالتسمم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news