‏‏«الرقابة الغذائية»: الأطباء البيطريون يلعبون دوراً في حماية الثروة الحيوانية

الألبان المحلية خالية من متبقيات المضادات الحيوية‏

«الرقابة الغذائية» يُعد جهة ضامنة للاستخدام المرّشد للأدوية البيطرية. تصوير: جوزيف كابيلان

‏أكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أن المسوحات المخبرية التي أجريت على الحليب الخام المنتج في مزارع الألبان في إمارة أبوظبي أثبتت خلوّه من متبقيات المضادات الحيوية، مشيراً إلى أن الأطباء البيطريون في مزارع الإنتاج الحيواني يلعبون دوراً في حماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوافدة والمتوطنة وبالتالي ضمان سلامة المنتجات الحيوانية من الأمراض المنقولة بالغذاء ومن متبقيات المضادات الحيوية.

وأشار مدير إدارة صحة الحيوان والنبات في الجهاز أحمد الطنيجي، خلال افتتاح ورشة العمل التي نظمتها الإدارة أمس، تحت عنوان «استخدامات المضادات الحيوية في مزارع الإنتاج الحيواني» إلى الاهتمام العالمي المتزايد بالمضادات الحيوية واستخداماتها المتنوعة في مجالي صحة ورعاية الحيوان والطب البشري خصوصاً وظهور أنواع من الأحياء الدقيقة المقاومة للمضادات الحيوية ما حدا بالمنظمات العالمية ذات الاختصاص إلى إصدار التشريعات المنظمة لاستخدام المضادات الحيوية في مجالاتها كافة.

وأضاف أن الدولة أصدرت قوانين وتشريعات منظمة لعمليات تسجيل واستيراد الأدوية البيطرية وإصدار القرارات المحددة لأنواع الأدوية التي يسمح باستخدامها في مزارع الحيوانات المنتجة للغذاء، مشيراً إلى أن الجهاز يعد جهة ضامنة للاستخدام المرشد للأدوية البيطرية في مزارع الإنتاج الحيواني في أبوظبي.

وقال إن الورشة تهدف إلى تبادل الخبرات والتعريف بالآليات والتشريعات الجديدة المرتبطة باستخدامات المضادات الحيوية في مزارع الإنتاج الحيواني، ليست في إمارة أبوظبي فحسب بل في إمارات الدولة كافة.

من جهته، قال مفتش رئيس في إدارة صحة الحيوان والنبات الدكتور حامد رجب حامد، إن من أهم توصيات ورشة العمل تقديم مقترح بإعداد قائمة بالمضادات الحيوية التي يحتاجها كل بلد، بحيث يتم تقنين عملية استيراد المضادات الحيوية مقتصرة على ما يحتاجه البلد فقط، إضافة إلى الاستعانة بالأنظمة الإدارية والبدائل الأخرى التي تؤدي لتقليل استخدام المضادات الحيوية مع التأكيد على ضرورة عدم استخدام المضادات الحيوية في العلاج، حيث يحصل الجهاز على عينات عشوائية من المزارع والأسواق من أجل التأكد من خلوها من متبقيات تلك المضادات.

واشتملت ورشة العمل على أربع أوراق علمية تطرق الدكتور هشام صلاح الدين من وزارة البيئة والمياه في الورقة الأولى منها إلى أنواع المضادات الحيوية المسموح باستخدامها في مزارع الإنتاج الحيواني والحيوانات المستخدمة فيها، إلى جانب التطرق إلى آلية تسجيل واستيراد المضادات الحيوية.

أما ورقة العمل الثانية قدمها مدير مزرعة الروضة للدواجن الدكتور رشيد دفع الله، واستعرض طرق مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ذاكراً الخطوط العامة للتغلب على مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، أما ورقة العمل الثالثة فتطرقت فيها الدكتورة آن ماكنزي من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية الى السلامة الغذائية واستخدامات المضادات الحيوية، وأوضحت أن التغيير الحاصل في واقع مزارع الإنتاج الحيواني في أبوظبي كان هائلاً وحقق طفرة نوعية مقارنة بما قبل إنشاء الجهاز نتيجة للجهود المبذولة في هذا الإطار، حيث زاد معدل التزام المزارع بالاشتراطات وتم استحداث تحاليل جديدة للكشف عن المضادات الحيوية.

وقالت إن الشيء الجديد هنا هو أنه لا توجد مخالفات في آلية استخدام المضادات الحيوية نظراً لوجود أطباء بيطريين في كل المزارع ملتزمين بتقديم خدماتهم وخبراتهم إلى أصحاب المزارع.

وقدم الورقة الرابعة مفتش رئيس في إدارة صحة الحيوان والنبات في الجهاز الدكتور حامد رجب حامد، استعرض خلالها بدائل المضادات الحيوية وإمكانية الاستعاضة بها عن المضادات وهو ما فنده في مشاركته، مؤكداً أنه لا يمكن الاستغناء عنها في مجال المعالجات لكن هناك الكثير من النظم والمواد الأخرى التي لو استخدمت فلن تكون هناك حاجة لاستخدام المضادات الحيوية، نظراً لمساهمة البدائل في رفع مناعة الحيوانات وتقليل تعرضها لمسببات المرض، وبالتالي تقليل إصابتها بالأمراض بما يغني عن استخدام المضادات الحيوية التي يعتبر اللجوء إليها محفزات للنمو والوقاية من الممنوعات في معظم دول العالم.

وقال الدكتور رشيد دفع الله لـ«الإمارات اليوم » إن ما يقارب 10٪ الى 15٪ من أصحاب مزارع الدواجن الحالية يستخدمون المضادات الحيوية عشوائياً ممن لا يمتلكون طبيباً بيطرياً مقيماً، وإن اللقاحات تعد الأهم في الوقاية، معتبراً المضادات الحيوية عاملاً رئيساً في تكوين مقاومة من البكتريا، مضيفاً «تصبح الحيوانات معرضة لخطر الموت من التهاب بكتيري بسيط كان في الإمكان علاجه وبأرخص الأنواع»، مؤكداً امكانية استفحال الأمراض ومضاعفاتها وهي بسيطة.‏

تويتر