الخجل الاجتماعي يضاعف انتشار«التوحّد»
أبلغت مدير مركز دبي لتطوير نمو الطفل في هيئة تنمية المجتمع الدكتورة بشرى الملا، «الإمارات اليوم»، بأن «مراكز التوحد في الدولة لا تملك احصاءات حديثة للأطفال المصابين باضطراب التوحد، بسبب الخجل الاجتماعي وإخفاء معلومات الاصابة من قبل الأسر، الأمر الذي يسهم في انتشار المرض ويؤخر فرص علاجه»، لافتة إلى أن «هيئة الإمارات للهوية الوطنية تلزم المواطنين ضمن شروط الحصول على البطاقة الادلاء بمعلومات صحيحة حول الإعاقات والامراض في الأسرة، الأمر الذي يسهم في عمل قاعدة بيانات حديثة بالإعاقات والأمراض في الدولة».
وأفادت الملا في مؤتمر صحافي، أمس، بأن «هيئة تنمية المجتمع ستنظم ندوة التوحد حول العالم ،2010 في مايو المقبل، بهدف تعزيز وعي الأسر والمجتمع باضطراب التوحد، وأهمية إدراك سبل التعامل مع الأطفال المصابين بأنواع الاعاقات كافة، وأهمية التدخل المبكر واكتشاف الحالة قبل تفاقمها وتأخر علاجها».
وأشارت إلى أن «المؤتمر يستعرض مستجدات وأحدث الأساليب المتطورة في علاج اضطراب التوحد، إضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على نوعية الخدمات التي تقدمها مراكز التوحد في الدولة».
وذكرت الملا أن «التوحد اضطراب عصبي وليس مرضاً كما هو شائع في المجتمع، ينتج عنه خلل في وظائف الدماغ غالباً ما يظهر إعاقة تطورية أو نمائية عند الطفل خلال السنوات الثلاث الاولى من عمره، ويلاحظ على طفل التوحد علامات رئيسة منها تأخر في تطور المهارات اللفظية وغير اللفظية، واضطراب السلوك وصعوبة التفاعل والتواصل الاجتماعي». لافتة إلى أن «اضطراب التوحد يصيب الذكور أكثر من الاناث بنسبة إصابة أربعة أضعاف».
من جانبها، أكدت مؤسسة مركز الطفل للتدخل الطبي المبكر الدكتورة هبة الشطا، أن «ندوة التوحد في العالم تستهدف المختصين بمجال التوحد والمعالجين النفسيين، وسيتم التركيز على أسر الأطفال المصابين بالتوحد، من خلال تقديم معلومات شاملة حول طبيعة الاضطراب وكيفية التعامل مع طفل التوحد».
وأوضحت أن «الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد لا يمكن ملاحظة اصابتهم من قبل الأسرة، الأمر الذي يؤخر علاجهم، خصوصاً أن اكتشاف الاضطراب يتم غالباً بعد التحاق الطفل بالمدرسة والاحتكاك بأقرانه».
وأضافت الشطا أن «أعراض التوحد تتفاوت حسب الأطفال، لذلك لا تظهر العلامات المجتمعية عليهم، منها المهارات اللفظية والسلوكية والتفاعل الاجتماعي»، لافتة إلى أن «طفل التوحد غالباً ما يميل إلى العزلة وفتور المشاعر، والارتباط غير الطبيعي بالأغراض مثل الدمى، في المقابل يمكن لطفل التوحد أن يصبح عبقرياً ويبدع في مجالات الرياضيات والفيزياء إذا ما تلقى العلاج المناسب والمخصص لحالته، خصوصاً أن طفل التوحد يمتاز بالذكاء الحاد».