مراكز في الخارج تحتال على مرضى السكري
كشفت هيئة الصحة في دبي عن تعرض مرضى بالسكري للاحتيال، بدعوى العلاج من المرض عبر تقنية الخلايا الجذعية.
فحص السكري في المراكز التجارية
تطلق وزارة الصحة اليوم فعاليات المرحلة الثانية من حملة الفحص المبكر للسكري في عدد من المراكز التجارية والهيئات والشركات العاملة في الدولة، وستبدأ من «أبوظبي مول» في الـ11صباحاً، إذ يتضمن البرنامج إجراء فحص مجاني للزوار، إضافة إلى برامج توعية وتوزيع المطويات التثقيفية. وقال رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة داء السكري في وزارة الصحة الدكتور محمود فكري، إن «الحملة تهدف إلى الوقاية من مرض السكري والتعريف بمضاعفاته، وتستمر حتى 14 نوفمبر المقبل». أبوظبي ــ الإمارات اليوم |
وأبلغ مسؤول في مركز «جوسلن» لعلاج السكري «الإمارات اليوم» أن «المواطنين والمقيمين في الدولة، ودول الخليج، مستهدفون من مراكز في الخارج تزعم علاج السكري بالخلايا الجذعية»، مشيراً إلى أن «هذه المراكز تبيع الوهم للمرضى بآلاف الدولارات».
وأوضح أن هذه التقنية «لاتزال في طور الدراسة، ولم تعتمد من المنظمات الصحية الدولية، بوصفها علاجاً»، محذراً من أن «الذين يعالجون بهذه الطريقة قد تزرع لهم خلايا من حيوانات مثل الخنازير تصيبهم باورام، أو قد يتعرضون لمخاطر ومضاعفات صحية عدة».
وفي التفاصيل، قال استشاري الغدد الصماء والسكري في مركز جوسلن للسكري، التابع لهيئة الصحة في دبي، الدكتور أحمد حسون، إن «المركز استقبل حالات مصابة بالسكري استدرجت إلى مراكز في الخارج تزعم علاج المرض بالخلايا الجذعية».
وأضاف «هذا العلاج لايزال حتى اللحظة في طور البحث، ولم يصرح بتداوله أو استخدامه للقضاء على المرض»، مشيراً إلى ان «تلك المراكز غير معتمدة، أو غير مصرح لها بتطبيق هذا العلاج».
وأشار الى أن «المرضى في الامارات ودول الخليج، مستهدفون من هذه المراكز، التي تستدرجهم عبر وسطاء، أو عبر مواقع الإنترنت، والبريد الالكتروني»، ملاحظاً أن «المرضى يسهل خداعهم، ويسافرون للعلاج في هذه المراكز، كونهم يبحثون عن أي علاج ينقذهم من آلام المرض».
واعتبر حسون أن «هذه المراكز هدفها الاستيلاء على أموال المرضى، ولا تقدم لهم سوى الوهم»، متابعاً «قد يذهب المريض إلى هناك، ويخضع لجراحة، ويقتنع بأنه حصل على علاج، لكنه في الحقيقة لم يحصل على شيء، ولم يحقن بأي مادة».
وحذر من أن «مريض السكري الذي يستقبل علاجاً بخلايا جذعية جينية قد يصاب بأورام، وقد يحصل على خلايا مشتقة من حيوانات مثل الخنازير». ولفت إلى أن «المركز استقبل مرضى سافروا إلى تلك المراكز، وعادوا بعد ما أنفقوا مبالغ طائلة، ولم يطرأ عليهم أي تحسن».
وطالب حسون المرضى بعدم تصديق مثل هذه الادعاءات، والبحث عن العلاج في المراكز الصحية المعتمدة، مبيناً أن «السكري ليس له علاج شافٍ بصورة ناجعة حتى الآن».
وذكر أن المركز دعا المرضى وغير المرضى إلى محاضرة واسعة، للكشف عن خداع المرضى بهذا العلاج، وتأكيد أنه لايزال في طور البحث، مشيراً إلى أن الندوة دعي اليها مئات الاطباء من العاملين في مجال علاج السكري في الدولة، لاطلاعهم على آخر تطورات هذا العلاج.
وأفاد بان الاحصاء الدولي السنوي للسكري للعام الماضي، أثبت أن «الامارات لاتزال ثاني أعلى دولة في العالم من حيث الإصابة بالسكري»، وهو المركز الذي تحتله منذ سنوات عدة.
وذكر أن «50٪ من المواطنين مصابون بالسكري، أو بحالات ما قبل السكري، في حين تقدر نسبة الإصابة بين السكان بـ19٪».
وكانت وزارة الصحة أعلنت العام الماضي أن «معدلات الإصابة بداء السكري في الإمارات عند الموطنين، ازدادت من 5.5٪ في عام 1990 إلى 24٪ في عام ،2005 ويتوقع لهذه النسبة الاستمرار في الارتفاع، لتصل إلى أكثر من 28٪ بحلول عام ،2025 إذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية الفعالة للحد من هذا الوباء».