التغذية غير السليمة تؤدي إلى أمراض خطرة. أرشيفية

«الصحة العالمية» تحذّر من تزايد أمراض «التغذية» في الدولة

قال مسؤولون في وزارة الصحة إن «سوء العادات الغذائية في الدولة بين المواطنين والمقيمين هو السبب الرئيس في انتشار الأمراض المزمنة والخطرة»، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد «الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية»، مؤكدة انها «من الأسباب الرئيسة للأمراض والوفيات في معظم الدول العربية، وخصوصاً في دولة الإمارات».

وأوضح مسؤولو الوزارة في مؤتمر صحافي، أمس، أن «ارتفاع الأمراض غير المعدية في الدولة يعود إلى ارتفاع نسبة السمنة وقلة النشاط البدني، الذي يعود بدوره إلى أنماط الصحة والتغذية غير الصحية».

وتم خلال المؤتمر الإعلان عن اطلاق أول استراتيجية وطنية في التغذية بالدولة، التي تُجرى بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بهدف تحسين وضع التغذية لكل الفئات العمرية للسكان.

 

سكري وقلب وضغط

حذّر مسؤولون في وزارة الصحة من «ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض غير المعدية في الدولة مثل أمراض السكري، والقلب، وارتفاع ضغط الدم».

وذكروا ان «نسبة السكري في الدولة بلغت 25٪ للفئة العمرية أكبر من 20 سنة، وهي نسبة عالية جداً ليس على مستوى دول الخليج بل عالمياً».

وقال المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، في بيان، إن الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية هي من الأسباب الرئيسة للأمرض والوفيات.

ومن أهم هذه الأمراض أمراض القلب التاجية، والإصابات المخيّة الوعائية، وأمراض ضغط الدم وداء السكري بالإضافة إلى بعض أنواع السرطانات والسمنة.

وحتى وقت قريب «كان الاعتقاد السائد أن هذه الأمراض تنتشر عادة بين المجتمعات المتقدّمة، ولكن العديد من المؤشرات يبين أن انتشار الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية آخذ في الازدياد في بعض المجتمعات النامية، وحتى بين الطبقات الفقيرة من السكان».

 وقال مدير عام وزارة الصحة بالإنابة الدكتور سالم الدرمكي، إن ما رصدته الوزارة والقطاعات الصحية، يكشف ارتفاع نسبة الأمراض غير المعدية مثل أمراض السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم، التي ترجع أسبابها في الأصل إلى الأنماط الصحية وسلوكيات التغذية غير السليمة وعدم ممارسة النشاط البدني.

ولفت إلى أن وزارة الصحة تدرك أهمية التغذية الجيدة أساساً للوقاية من الأمراض غير المعدية، موضحاً أن الوزارة عملت بمساعدة منظمة الصحة العالمية على وضع الاستراتيجية الوطنية للتغذية (2010 ـ 2015) بهدف العمل على تحسين وضع التغذية لفئات المجتمع كافة، وخصوصاً الأطفال والنساء مع وضع برامج تغذية تهدف إلى الحد من مشكلة السمنة والأمراض غير المعدية.

وذكر أن الوزارة ستفعّل البرامج الوطنية التي تزيد من وعي المواطنين وتحقيق استفادتهم من الخدمات الصحية المختلفة.

وأشار الدرمكي إلى ضرورة تفعيل برامج تدخل التغذية المبكر منذ فترة الطفولة، مشيراً إلى أنها أصبحت تمثل ركناً أساسياً في برامج الرعاية الصحية الأولية لما لها من تأثير فعال في تشخيص ومعالجة أمراض سوء التغذية.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتغذية تتضمن مكوّنات عدة تتعلّق بنشر الوعي الصحي والتغذية لجميع فئات المجتمع وتشجيع الرضاعة الطبيعية والغذاء الصحي والنشاط البدني، إضافة إلى تدعيم الأغذية بالمعادن والمغذيات الدقيقة.

وأكد الدرمكي أهمية تعاون جميع الفئات والقطاعات في المجتمع لنشر مبادئ التغذية السليمة وسلوكيات الغذاء الصحي بداية من المنزل وفي دور ومعاهد التعليم المختلفة وحتى في أماكن العمل.

من جانبها، قالت مديرة قسم حفظ التغذية وتعزيزها في منظمة الصحة العالمية الدكتورة هيفاء ماضي «هناك علاقة قوية بين انتشار الأمراض غير المعدية وبين غياب أنماط الحياة الصحية ولاسيما التغذية».

وأضافت أن «الاستراتيجية الجديدة من شأنها أن تساعد الإمارات على وضع الحلول الجذرية للتحديات الصحية للتغذية ومن ضمنها تشجيع تناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني».

وأوضحت أن الاستـراتيجية تتضمن مكوّنات عدة تتعلّق بنشر الوعي الصحي والتغذية لجميع فئات المجتمع وتشجيع الرضاعة الطبيعية والغذاء الصحي والنشاط البدني، إضافة إلى تدعيم الأغذية بالمعادن والمغذيات الدقيقة.

وقال مسؤولو الوزارة إن هذه الاستـراتيجية بدأ العمل في إعدادها منذ أكتوبر الماضي، بمشاركة وزارة التربية والتعليم والجامعات والهيئات الصحية في دبي وأبوظبي، وسيجري العمل على تنفيذها بمشاركة مؤسسات القطاعين العام والخاص في الدولة.

الأكثر مشاركة