35 ٪ مــن مرضـى السرطـــان فـــي الدولة تعــافوا من الإصابة
نجح مرضى مصابون بالسرطان في الشفاء التام، بفضل إصرارهم على الشفاء منه ومواظبتهم على تلقي العلاج، والتزام نصائــح الأطبــاء، وفق ما قالوه لـ«الإمارات اليوم».
وأكدت رئيسة قسم علاج الأورام في مستشفى النور الدكتورة هالة عبداللطيف، أن الكشف المبكر عن المرض يسهم في علاج 95٪ من الإصابات، منوهة بدور المواظبة على العلاج في إتمام شفاء نحو 35٪ من المرضى المصابين بأمراض سرطانية داخل الدولة.
والتقت «الإمارات اليوم» مرضى تعافوا تماماً من السرطان بعد اتباعهم التعليمات الطبية العلاجية. وبحسب تأكيداتهم، فقد لعب إصرارهم على العلاج وعدم الاستسلام لـ «الأفكار السوداء» التي تراود المصابين بهذا المرض عادةً، دوراً أساسياً في شفائهم منه.
وقالت المواطنة خديجة فتحي، إنها ووالدتها بشرى الجيلاني اكتشفتا إصابتهما بمرض سرطان الثدي خلال عام .2008 وتروي قصة إصابتها قائلة إن ورماً ظهر في صدرها، فتجاهلته في بداية الأمر، ولم تعره أي اهتمام. ولكن بعد شهور قليلة شعرت بالورم والألم نفسه يعاود الظهور بقوة أكبر، فتوجهت إلى المستشفى، وبعد إجراء التحاليل والفحوص الطبية، تبين أنها مصابة بسرطان الثدي.
وتضيف «بعد التأكد من إصابتي، حرصت على إجراء تحاليل مشابهة لأمي. وكانت دهشتي بالغة حين اكتشفت أنها تعاني من المرض نفسه».
وقالت إنها ووالدتها تلقتا تداعيات المرض بمعنويات عالية، وتعاملتا معه بحكمة وإيمان كاملين، إلى أن شفيتا منه تماماً، على الرغم من عدم إصابة أحد من أفراد عائلتها بالمرض من قبل.
وتنصح خديجة النساء بتقبل المرض بشجاعة، وعدم الاستسلام لتداعياته، وما تجره على المرضى من أفكار قاتمة، كما تنصحهن بالمثابرة على العلاج من دون أن يفقدن إيمانهن بالله، مشيرة إلى إمكان علاجه.
وتؤكد خديجة أن معنوياتها عالية بعد استئصال الورم، لافتة إلى أن جدوى العلاج داخل الدولة ارتفعت بصورة تضمن علاج المصابين.
وقال المواطن عادل عبدالله بخيتان، إن بدايات المرض ظهرت لديه بورم في الغدة الليمفاوية عام ،2008 وبعد الفحوص المتكررة في مستشفيات المفرق والنور، وتحليل عينات للورم الخبيث، تبين أنه سرطاني، ولابد من معالجته بصورة عاجلة.
وأكد حرصه وإصراره على العلاج الكيمياوي في مستشفى النور، الى حين إتمام الشفاء نهائياً، ومتابعته لفحوص دورية على مدار العام.
كما أكد بخيت جدوى المواظبة على العلاج، وعدم اليأس، مذكراً بأن «لكل داء دواء»، لافتاً إلى أن الاكتشاف المبكر للمرض والتقنيات الحديثة يسهمان بشكل كبير في علاج المرضى.
وقال المريض (و.ا) إن قصته مع المرض بدأت عام 2003 بإمساك مزمن، سرعان ما تحول إلى بواسير.
وعلى الرغم من إجراء جراحة، إلا أن الإمساك ظل مستمراً.
وأفاد بأنه توجه إلى مركز متخصص لعمل منظار على القولون بناء على توجيهات طبيبه، مؤكداً أن نتائج المنظار أثبتت الإصابة بسرطان في القولون والمستقيم منذ فترة لا تقل عن ثلاث سنوات.
لكن المعلومات الطبية تفيد بأن هذه النوعية من السرطانات ليست وراثية، وأنها تنتشر بعد سن الخمسين.
وكلا الشرطين لا ينطبقان على حالته، إذ لا توجد إصابة وراثية سابقة في عائلته، كما يقول، وعمره لا يتجاوز 35 عاماً.
وتابع «أظهرت صور إشعاعية لعدد من الأطباء إصابتي بسرطان المثانة والقولون والبروستاتا، وحتى القضيب. ولكن مع المعالجة الجراحية لم يجد الطبيب إلا سرطان القولون فقط». وأكد أنه شفي تماماً من المرض ويجري تحاليل دورية كل ثلاثة أشهر، وتصويراً إشعاعياً كل ستة أشهر، ومنظاراً كل عام.
وذكرت رئيسة قسم علاج الأورام في مستشفى النور الدكتورة هالة عبداللطيف لـ«الإمارات اليوم»، أن عمليات الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية بشكل عام تسهم في الشفاء بنسبة تصل إلى 95٪ خصوصاً لسرطانات الثدي وعنق الرحم والقولون، لافتة إلى أن انتشار برنامج الكشف المبكر في القطاعين الطبيين الحكومي والخاص للكشف عن سرطاني الثدي وعنق الرحم، وحديثاً القولون والبروستاتا، أسهم بشكل كبير في الحد من انتشار هذه النوعية من السرطانات.
وأكدت عبداللطيف شفاء 35٪ من هذه الأورام في الإمارات، بفضل الكشف المبكر في مرحلتي الإصابة بالمرض الأولى والثانية.
وقالت إن سرطان الثدي بين النساء في الإمارات الأكثر انتشاراً، ويصاب به ما بين 25 و35٪ ممن تتجاوز أعمارهن 40 عاماً، لافتة إلى إصابة الرجال في الإمارات بسرطان الثدي بنسبة أقل من 1٪.
وأفادت بأن سرطان القولون عند النساء والرجال يأتي في المرتبة الثانية، وتراوح نسبة الإصابة به ما بين 15 و20٪، مضيفة أن نحو 20٪ من الجنسين يصابون بسرطان الغدد الليمفاوية، ويعد من تتجاوز أعمارهم 40 عاماً الأكثر تعرضاً له.
وأشارت عبداللطيف إلى تزايد انتشار سرطان الغدة الدرقية للفتيات الإماراتيات في سن العشرين، مؤكدة أن نسبة الإصابة تراوح بين 17 و18٪، لافتة إلى إصابة الرجال بسرطان البروستاتا بنسبة 10٪، وإصابة النساء بسرطان عنق الرحم بنسبة مماثلة، مؤكدة أن نسبة الإصابة بسرطان الرئة تُراوح ما بين 4و5٪ في المجتمع الإماراتي.