مرض نادر يحوّل آلاء إلى علي
عاشت عائلة مصرية مقيمة، سنوات طويلة من دون أن تدري أن ابنتها آلاء ليست إلا فتى، بتكوين بيولوجي وميول ذكورية، جرّاء مرض نادر يصيب شخصاً من كل مليون نسمة، ويسمى «التباس في شكل الأعضاء التناسلية الخارجية»، وفقاً لأطباء أكدوا للعائلة أن «آلاء ولد يحتاج إلى جراحة تصحيحية لإظهار الأعضاء الذكورية التي كانت تنمو داخلياً».
أُجريت لـ«الفتاة» جراحة دقيقة، فتحوّلت إلى فتى، سُمي (علي)، الذي «بدأ حياة جديدة في عالم الذكور، واصطدم بعقبات كثيرة في البيت والمدرسة والشارع، وبات لا يستطيع التأقلم مع واقعه الجديد»، على حد تعبيره.
وقال والد علي لـ«الإمارات اليوم» إنه «تزوّج منذ 14 عاماً، وأنجبت زوجته طفلتين هما آية وأمينة، ثم أنجبت آلاء التي عاشت طفولة عادية، قبل أن تخبره والدتها بأنها بدأت تلاحظ عليها سلوكاً ذكورياً، فهي ترفض عالم البنات واهتماماتهن، وتنفر من الدمى والألعاب الخاصة بالإناث، كما أنها تميل إلى العنف في تصرفاتها، وتصرّ على اللعب مع الأطفال الذكور».
وأضاف الأب، الذي يعمل سائقاً في أبوظبي، «حاولت إقناع زوجتي بأن هذه الأمور تحدث مع كثير من البنات، وربما الأمر ليس أكثر من محاولة منها لكي تلفت أنظارنا، وتتميّز على شقيقتيها، ومع تزايـد قلق زوجتي عرضت آلاء على طبيب في مصر، صرف لها بعض الأدوية، وأكـد أن حالتها لا تدعو إلى القلق».
واستطرد الأب قائلاً إن «ذلك لم يجدِ نفعاً، فقد زادت الأعراض الذكورية السلوكية على آلاء، فقررت أن أبدأ رحلة علاج في الإمارات، بدءاً من مستشفى المفرق الذي أجرى للطفلة تحليلات عدة، أظهرت إصابتها بمرض نادر يصيب شخصاً من كل مليون نسمة».
وأكدت التقارير أنها «ذَكر على الرغم من وجود عضو تناسلي أنثوي، لأن هناك أعضاءً ذكورية تنمو داخلياً لا يمكن رؤيتها بصورة ملحوظة إلا مع التقدم في العمر».
وأوضح الأب أن «الملامح الذكورية أخذت في التزايد على شخصية آلاء، وأبلغني الأطباء بأنها تحتاج إلى جراحة دقيقة ومكلفة، ولم تكن ظروفي المالية تسمح بذلك، لولا التدخل الكريم من الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي تكفـّل بتكاليف عملية آلاء والعلاج، وبالفعل أُجريت الجراحة بمستشفى في القاهرة، قبل أشهر، وتمت إزالة الأعضاء التناسلية الأنثوية الزائفة، وإظهار الخصيتين والعضو الذكري، فأطلقت على آلاء اسم (علي)، وقد اتضحت ذكورته تماماً». إلا أن مشكلة علي وعائلته لم تنتهِ، فالتقارير الطبية الصادرة عن مستشفى مصري، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، تدعو إلى «ضرورة إجراء جراحة عاجلة للطفل، قبل أن يصل سن البلوغ»، وتشير إلى أن «فريقاً طبياً من اختصاصيي النساء والتوليد، والمسالك البولية، والغدد الصماء، يمكن أن يُجري له جراحة ناجحة».
إلى ذلك، قال الطبيب المشرف على حالة الطفل، نبيل الدسوقي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «مرض علي (تسع سنوات) يعد نادراً، ويحتاج إلى جراحة عاجلة تنقذه من النمو الشاذ، إضافة إلى رعاية طبية تستغرق خمسة أعوام، ثم متابعة تكفل له القدرة على الإنجاب مستقبلاً».