متعافيات يشكّلن فريقاً لمكافحة السرطان
شكلت 20 مواطنة ومقيمة عربية وآسيوية، من الناجيات من مرض سرطان الثدي، فريقاً تطوعياً للتوعية بـ«المرض الخبيث» ومكافحته، والتخفيف من آلام النساء الحديثات الإصابة بالورم.
عضوات الفريق يتخذن من مستشفيات هيئة الصحة في دبي مقراً لنشاطهن، ويلتقين بالمريضات الجديدات، ليشرحن لهن طبيعة المرض، ومراحل علاجه، وكيفية تفادي مضاعفاته، حتى الشفاء منه.
وتطوف «المتعافيات» مراكز تجارية ومساجد وجامعات برفقة أطباء «هيئة الصحة»، يقدمن محاضرات في المراكز النسائية، لحث النساء على الفحص المبكر، واكتشاف الورم في مراحله الأولى، وسبل الوقاية منه.
واعتبر مسؤول عيادة أمراض الثدي في هيئة الصحة في دبي، الدكتور زيد المازم، أن «وجود هؤلاء المتطوعات، يلعب دوراً رئيساً في علاج الحالات المريضة المكتشفة حديثاً»، إذ إن «كل مريضة جديدة تصاب بحالة اكتئاب من وقع الصدمة النفسية، وبعضهن يرفضن العلاج، وأخريات يعتزلن الناس ويلتزمن المنزل».
ويضيف «نستعين بهؤلاء المتطوعات في التحدث إلى المصابات الجديدات وتأهيلهن نفسياً، بأن يشرحن تجربتهن وكيفية تلقيهن العلاج، حتى يصلن إلى مرحلة الشفاء».
المواطنة (أم محمد)، واحدة من هؤلاء المتعافيات، قالت لـ«الإمارات اليوم» إنها «أُصيبت بسرطان الثدي مرتين، الأولى كانت قبل زواجها فدخلت رحلة علاج مكثفة حتى شُفيت منه، لكنها أُصيبت مجدداً قبل فترة قليلة، وبالعلاج شُفيت منـه تماماً».
وتكمل «خلال رحلة العلاج تعرضت لآلام عدة، لكن إيماني بالقضاء والقدر كان سندي في محنتي، وهو ما أحث عليه كل مصابة جديدة بالسرطان».
ولا تكتفي (أم محمد) بلقاء مريضات في مستشفى راشد، بل امتد دورها لرواية تجربتها مع المرض في محاضرات في جامعة زايد، وكلية التقنية، لتوعيـة الفتيات بمخاطره وكيفيـة الوقايـة منه.
وتلفت المواطنة سهيلة العوضي، وهي من المتعافيات وعضوات الفريق التطوعي، إلى أن فكرة هذا الفريق «كانت تلقائيـة»، إذ إن «كل مريضـة تمر بهذا المرض الخطير، تحتاج إلى من يساندها، وعندما أُصبت به، وقفت إلى جواري مريضـة سابقـة، ودعمتني لأواصـل العلاج، وكان لها دور كبير في شفائي».
وتضيف «بعد شفائي التقيت عدداً من المتعافيات المواطنات والمقيمات العربيات والآسيويات، واتفقنا على أن نكون عوناً لكل مصابة جديدة»، وتشير إلى أن «هناك مريضات كن يرفضن العلاج الكيماوي، أو الهرموني، فاتصلنا بهن هاتفياً، وأكدنا أنه علاج ناجع، من واقع تجربتنا».
وتتذكر سهيلة أن «إحدى الحالات وصلت إلى مرحلة متأخرة من الورم، واستلزم الأمر استئصال الثدي، لكنها رفضت بصورة قاطعة، فاستدعاني المستشفى، وبعد جلسة طويلة رويت فيها تجربتي، اقتنعت وتقبلت العلاج»، وتتابع «ذهبت مريضة مواطنة إلى لندن وهناك رفضت العلاج الهرموني، لاعتقادها أنه سيمنعها من الحمل وهي مازالت عروساً، فحدثتها وتمكّنت من إقناعها بأهمية هذا العلاج في مرحلة علاجها».
من جانبها، أشادت استشاري الجراحة العامة وجراحة الثدي في هيئة الصحة في دبي، الدكتورة إسعاف حسن غازي، بهذا الفريق، معتبرة أن وجود هؤلاء المتطوعات «يساعد على أهم مراحل العلاج»، موضحة أن «نسبة كبيرة من حديثات الإصابة لا يقتنعن بكلامنا، لكن حين يتحدثن إلى مريضات مثلهن، شفين من المرض، يقتنعن بجدوى العلاج ويطعن الأطباء».
واعتبرت طبيبة جراحـة الثدي، الدكتـورة موزة الحتاوي، أن هـذا الفريق «يؤدي دوراً إنسانياً كبيراً، يعين الأطباء في مهنتهم»، لافتة إلى أن «عضوات الفريق معظمهن موظفات يذهبن إلى أعمالهن في الصباح، وفي المساء يسخّرن كل جهودهن لمكافحة المرض، ودعمنا في علاج الحالات الجديدة».