اكتشاف ورم نادرفي «خليفة الطبية»
اكتشف طبيب يعمل في إحدى عيادات طب الأسرة، التابعة لمدينة الشيخ خليفة الطبية، ورماً نادراً لدى امرأة في العقد الرابع كانت تعاني ارتفاعاً متقلباً في ضغط الدم، وشخّص أطباء حالتها على أنها مصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم بينما رجّح آخرون إصابتها بتوتر نفسي. أ
وقال أخصائي طب الأسرة في عيادة البطين الدكتور وائل كرامة، نظراً لطبيعة ضغط دمها المتقلبة، وفئتها العمرية المتوسطة، كان ضرورياً التأكد من عدم وجود أسباب عضوية مباشرة وراء ارتفاع الضغط، لافتا إلى أن نحو 90-95٪ من حالات ارتفاع ضغط الدم تحدث من دون سبب واضح، مشيرا إلى أن معظم الحالات المرضية التي تعاني هذا المرض تكون وراثية.
وأوضح كرامة أن المريضة كانت تعاني أعراضاً أخرى تختلف عن أعراض الضغط العادية مثل خفقان القلب، وآلام الرأس، والهبات الحارة في وجهها، والتعرق الزائد وضيق التنفس مع بذل القليل من الجهد، متابعاً أن وجود هذه الأعراض رجح احتمالية وجود ورم يسبب ارتفاع ضغط الدم ومعظم الأعراض التي تعاني منها، وهو ما يعرف باسم «فيوكروموسيتوما»، وغالباً ما يكون في الغدة الكظرية الموجودة فوق الكلى، وهو نادر جداً، إذ إن 0.05٪ فقط من مرضى ضغط الدم مصابون بهذا الورم، كما يصيب واحداً في المليون من عامة الناس.
وأكد وجود الورم بعد قياس كمية الهرمونات المفرزة منه في البول خلال 24 ساعة، لافتاً إلى إجراء كل الفحوص المخبرية اللازمة التي أظهرت نتائجها ارتفاعاً في معدلي السكر والكوليسترول في الدم نتيجة للإصابة بهذين المرضين معاً بما يُعرف بالمتلازمة الأيضية. وقال ظهرت نتيجة فحص الهرمونات المفرزة في البول خلال الأسبوع الثاني، وكانت مرتفعة بنسبة كبيرة جداً تجاوزت 34 ضعفاً للمعدل الطبيعي، مضيفاً «كما تم التشخيص المخبري للورم بعد التوقع السريري وتحديد موقع الورم الذي بلغ خمسة سنتيمترات في الغدة الكظرية اليمنى الموجودة فوق الكلية اليمنى بالتصوير المقطعي، كما بينت الصورة المقطعية أن الورم يحشر إلى حد ما الوريد الأجوف الأدنى الذي يعيد الدم من الساقين نحو القلب»، مضيفاً «تم تحويل المريضة إلى مستشفى مايو كلينيك في الولايات المتحدة الأميركية، اذ خضعت لعملية جراحية بالمنظار لاستئصال الورم كاملاً بشكل ناجح، وخرجت المريضة بعد يومين بصحةٍ جيدة جداً. واختفت كل الأعراض التي كان يسببها الورم مباشرةً بعد العملية».
من جانبه، قال المدير الطبي لمدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتور أتول ميهتا، إن «الفكرة الأساسية في التشخيص الأوّلي السليم من قبل طبيب الأسرة، تبدأ من معرفة التاريخ المرضي بطريقة جيدة وصحيحة، والتفكير دوماً بالحالات النادرة كما نفكر بالحالات العادية والشائعة»، مضيفاً أن هذا النوع من الأورام نادر جداً الا أنه بالغ الخطر، اذ يسبب ارتفاع ضغط الدم، كما يمكن أن يؤدي مع مرور الوقت إلى قصور في القلب ومن ثم الوفاة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news