مدمنون ومرضى نفسيون على «قـائمة انتظار» مستشفى الأمل
كشفت مديرة مستشفى الأمل للصحة النفسية في دبي صالحة بنت ذيبان، عن «وجود قائمة انتظار للمرضى النفسيين المطلوب دخولهم إلى المستشفى». مشيرة إلى أن هذه القائمة قد تمتد إلى شهرين أو ثلاثة أشهر، موضحة أن «من بين المنتظرين أشخاصاً مدمنين».
ورفضت بنت ذيبان الكشف عن أعداد المنتظرين، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن «الانتظار لفترة طويلة قد يضر بحال المرضى».
وأوضحت أن المستشفى يضم حاليا 80 مريضا، وطاقته لا تستوعب العدد المتزايد من المرضى، كما أن «كادر الصحة النفسية في المستشفى غير كافٍ».
ولفتت إلى أن «إشكالات فنية وإدارية عطلت البدء في تنفيذ المبنى الجديد للمستشفى في منطقة العوير، خصوصا في ما يتعلق بملكية الأرض المقررة إقامة المشروع عليها»، وأقرت بأن «الوضع الحالي في مستشفى الأمل غير داعم للصحة النفسية».
وطالبت المسؤولين في وزارة الصحة وغيرها من القطاعات ذات الصلة بالمرضى النفسيين بـ«وضع الصحة النفسية في مقدمة أولوياتهم».
وكانت وزارة الصحة أعلنت قبل عامين عزمها إنشاء مستشفى للصحة النفسية بديلاً عن مستشفى الأمل، بكلفة تقديرية تصل إلى 600 مليون درهم.
وقال مسؤولون في الوزارة إنه تم إعداد دراسة تفصيلية عن مشروع مستشفى الصحة النفسية، بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة.
وأعلنت بنت ذيبان في تصريحات للصحافيين، أول من أمس، «بدء تفعيل البرنامج الوطني للصحة النفسية، الذي يهدف إلى الارتقاء بالصحة النفسية لأفراد المجتمع، وتحقيق الوعي بأهميتها».
وأشارت إلى أن البرنامج «يسعى إلى الحد من الأمراض النفسية، والتقليل من آثارها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع»، كما يسعى إلى «الارتقاء بالخدمات النفسية، وتحقيق التمكين الاجتماعي لمرضى الصحة النفسية».
وأضافت بنت ذيبان، وهي مديرة البرنامج الوطني للصحة النفسية، أننا نسعى، من خلال هذا البرنامج، إلى الارتقاء بالخدمات الوقائية والعلاجية والتمكين الاجتماعي لمرضى الإدمان، وإعداد وتأهيل وتطوير الموارد البشرية في مجال الصحة النفسية، ورفع الوعي المجتمعي «بشأن الصحة النفسية ومكافحة الوصمة الاجتماعية تجاه المريض النفسي».
وتابعت من الأهداف العامة للبرنامج: تحديث التشريعات الخاصة بالصحة النفسية، وتقليل معدل انتشار الاضطرابات النفسية في المجتمع، إلى جانب التقليل من وطأة الأمراض النفسية على الفرد والأسرة والمجتمع.
ولفتت إلى أن البرنامج يهدف إلى ضمان الحقوق الإنسانية لمرضى الصحة النفسية، من خلال تحديث التشريعات الخاصة بهم، كما يهدف إلى تحقيق اليسر في الوصول إلى خدمات الصحة النفسية.
وأضافت بنت ذيبان أن رسالة البرنامج الوطني للصحة النفسية هي توفير خدمات الصحة النفسية بمعايير عالمية، طبياً واجتماعياً وتأهيلياً، لأفراد المجتمع كافة.
ويدعو البرنامج إلى تطوير التعليم المستمر للقوى البشرية كافة، في مجال الصحة النفسية، وإعداد مرافق الصحة النفسية بما يؤهلها للاعتماد الأكاديمي، باعتبارها مرافق تعليمية.
ومن الأهداف أيضا، ضمان جودة وأمان الخدمات الصحية المقدمة إلى مرضى الصحة النفسية، وتوفير واستقطاب وإعداد القوى البشرية المختصة في مجال الصحة النفسية.
ولفتت إلى أن قائمة الأهداف تتضمن كذلك تكاملية خدمات الصحة النفسية مع النظام الصحي العام، إلى جانب الارتقاء بخدمات الطب النفسي العدلي.
ويدعو البرنامج إلى ربط الممارسات بالبحوث الصحية والطب القائم على الأدلة. وأشارت مديرة مستشفى الأمل إلى أن «المرحلة الأولى تقضي بتنفيذ 30٪ من تلك الأهداف خلال الأشهر المقبلة». لافتة إلى أن تطبيق أهداف البرنامج كاملة تحتاج إلى وقت طويل.
فجوة بين واقع المستشفيات ومتطلبات الاعتماد الدولي تسلمت وزارة الصحة التقرير الأولي الخاص بتقييم المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها، ضمن برنامج الاعتماد الدولي للمرافق الصحية، الذي تنفذه الوزارة حاليا مع مؤسسة عالمية. وأفاد التقرير بأن «هناك حاجة ضرورية إلى استكمال خدمات البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، وفقا للمعايير التي تقرها نظم الاعتماد الدولي». إضافة إلى «ضرورة التركيز على جودة وكفاءة أداء الموارد البشرية، من الكوادر الطبية والفنية والإدارية، في ما يتعلق بإدارة الرعاية الصحية والتمريضية والخدمات التي تقدمها». وأوضح أن «ثمة متطلبات ضرورية لخطط تصحيحية، تحدد أهم الخطوات الواجب اعتمادها لسد الفجوة الواقعة بين متطلبات الاعتماد الدولي، وواقع الحال في الخدمات الصحية المتوافرة في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة». وكانت وزارة الصحة تعاقدت، مطلع العام الجاري، مع مؤسسة أميركية للبدء في مراجعة وتقييم خدمات الرعاية الصحية في المرافق الصحية المختلفة التابعة للوزارة، «في إطار استراتيجية جديدة تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية والعلاجية، والارتقاء بمستوى الأداء في المستشفيات والمراكز الصحية كافة التابعة للوزارة». وقال بيان للوزارة، أمس، إن الاهتمام بتحقيق الاعتماد الدولي للمرافق الصحية التابعة لها «إحدى المبادرات الاستراتيجية الجديدة للوزارة». وأضاف «بدأت المؤسسة عملها منذ شهر فبراير الماضي، وانتهت منه في شهر يوليو الماضي، لإعداد التقرير المبدئي حول الخدمات الصحية المتوافرة حاليا، ومدى جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية للاعتماد الدولي، بعدما قامت بزيارات مدروسة إلى كل مرفق من المرافق التي تم تحديدها مرحلة أولى للتقييم». وذكر البيان أن «المؤسسة زارت 12 مركزا للرعاية الصحية الأولية، و15 مستشفى، بما في ذلك مركز خدمات نقل الدم والأبحاث في الشارقة، تم خلالها تقييم كل مرفق وفقا لمعايير عدة». موضحاً أن من تلك المعايير «إدارة البيئة الداخلية ومدى جاهزية كل منها للطوارئ، والأزمات، وإدارة الموارد البشرية، والتحكم في العدوى، وسلامة المرضى، وإدارة المعلومات والسجلات الطبية والقيادة، وإدارة الرعاية الصحية والطاقم الطبي والفني»، إضافة إلى «سلامة المبنى، والخدمات التمريضية، والعلاج وخدماته، والجودة وتطويرها، وتوثيق الملفات الطبية وحقوق المرضى». |
ولفتت إلى أن برنامج الصحة النفسية يحتاج إلى دعم كبير من صناع القرار في وزارة الصحة، كما أن هناك حاجة ملحة إلى تخصيص موازنة مالية جيدة، لتحقيق أهداف هذا البرنامج.
وأضافت بنت ذيبان، التي كانت تتحدث إلى الصحافيين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، أن مستشفى الأمل أعد حملة توعية وأنشطة تعليمية وصحية لمرضى الأقسام الداخلية، وأخرى لذوي المرضى، كما أن هناك لقاءات علمية للعاملين في حقل الصحة النفسية والرعاية الصحية الأولية، من أطباء ومختصي علم النفس والخدمة الاجتماعية والتمريض وإخصائيي التأهيل النفسي.
وقالت إن شعار هذا العام، هو «دمج الصحة النفسية في الرعاية الأولية»، موضحة أن «الاتحاد العالمي للصحة النفسية شدد على العلاقة بين الصحة النفسية والأمراض الجسمية المزمنة، خصوصا أمراض السكري والسرطان وأمراض القلب والجهاز التنفسي والسمنة».
وأضافت أن هناك تداخل بين الصحة البدنية والنفسية، ولابد من التصدي لمشكلات الصحة النفسية التي تصيب من يعانون أمراضاً بدنية مزمنة، كما يجب توفير خدمات الرعاية البدنية لمن يستفيدون من خدمات الصحة النفسية، في إطار رعاية متكاملة ومستمرة.