«الصحة» تحث الآباء على تحفيز أطفالهم على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة. أرشيفية

«سكري الكبار» يصيب أطفالاً وطلبة

أفادت مسؤولة الصحة المدرسية في وزارة الصحة، الدكتورة مريم المطروشي، لـ«الإمارات اليوم» بأن «سكري الكبار» بدأ يظهر عند أطفال في الدولة، وتزايد بين طلبة المدارس أيضاً، مع استمرار ارتفاع معدلات السمنة في أوساطهم، علماً بأن هذا النوع كان «لا يظهر إلا عند الأشخاص الذين تعدوا الـ40 عاماً من العمر».

ويحدث «سكري الكبار»، الذي يعد النوع الثاني من المرض، بسبب ضعف المناعة في مستقبلات «الأنسولين» الموجودة على سطح الخلايا، أو نقص في عددها، ما يمنع «الأنسولين»، وهو هرمون ذو طبيعة بروتينية من العمل بصورة طبيعية، أو ربما يحدث بسبب خلل في الخلايا نفسها، فلا يتم احتراق السكر فيها على النحو المطلوب.

وقالت المطروشي إن «واحداً من بين 400 طفل مصاب بالسكري من النوع الأول»، الذي يحدث غالباً نتيجة لخلل في الجهاز المناعي، أو التهاب فيروسي يصيب البنكرياس.

وأضافت: «وفق آخر دراسة أُجريت على طلاب المدارس في الدولة، تبيّن أن كل 400 طالب بينهم طالب مصاب بسكري الأطفال»، موضحـة أن «9٪ من مجمـوع الأطفال المصابين بالسكري، يعانـون (سكري الكبار)».

وحثّت المسؤولة في وزارة الصحة، الآباء على «الحد من الأسباب المؤديـة إلى إصابة أبنائهم بالسمنة، وتحفيزهم على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، ما يضمن سلامتهم من كثير من الأمراض، خصوصاً السكري».

وتابعت: «طوّرنا برنامجاً لمكافحة السمنة بين الأطفال، وهو برنامج وقائي يهدف للتعرف إلى المصابين بالسمنـة، ومـن ثـم علاجهم، منعاً لإصـابتهم بمضاعفات».

إلى ذلك، حذّر عالم الوراثة الأميركي الحائز جائزة «نوبل» في الطب لسنة 1985 لجهوده في تطوير عقاقير «الإستاتين»، الدكتور مايكل براون، الشباب الإماراتي من خطر الإصابة بالسكري، مطالباً إياهم بـ«التحوّط لتجنب عوامل الإصابة بالمرض الذي وصفه بالكارثي»، مؤكداً أن استمرار تلك الفئة العمرية في أنماطها الغذائية الخاطئة، وعدم ممارستها الرياضة سيجعلها عرضة للإصابة بالمرض، والتعرّض للوفاة في مرحلة عُمرية تبدأ من سن الـ50 ولا تتجاوز الـ.60

يشار إلى أن عقاقير «الإستاتين»، التي تشمل عقار «ليبيتور» الذي تنتجه شركة «فايزر»، وعقار «كريستور» الذي تنتجه شركة «إسترا زينيكا»، تستخدم في خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم.

وقال براون في محاضرته التي ألقاها في مجلس سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أول من أمس، إن «نسبة الوفيات بين المصابين بمرض السكري في الإمارات مرتفعة للأعمار التي لا تتجاوز 55 عاماً»، لافتاً إلى وجود أشخاص مصابين بالمرض مراقبين علاجياً لفترة تمتد إلى 20 عاماً.

وأوضح أن «الأشخاص الذين يمتلكون قـدرات عالية على تحويل الطعام إلى دهون، هم الأقرب إلى الإصابة بمرض السكري»، لافتاً إلى أن الأدوية ليست كافية للعلاج.

وتطرّق المحاضر إلى خطورة المرض، وارتفاع نسبته في الإمارات، تحديداً، بسبب كميات الغذاء المتناولة المحتوية على نسب عالية من الدهون، مؤكداً أن ندرة الطعام، والعيش في الصحراء في القرون الماضية، أسهما في تقليل نسبة الدهون في الدم، وخفّضا معدلات الإصابة بالأمراض بشكل عام.

في غضون ذلك، أعلنت جمعية الإمارات للسكري بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي، أمس، إطلاقها مجلة مختصة في التوعية بمرض السكري على مستوى منطقة الخليج العربي.

وقال مدير عام الهيئة، قاضي سعيد المروشد، في مؤتمر صحافي، بحضور رئيس الجمعية الدكتور عبدالرزاق المدني، إن هذه المطبوعة الطبية المتخصصة «تسدّ النقص الشديد في هذا النوع من المطبوعات الطبية على مستوى المنطقة عموماً، ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، بما فيها الإمارات».

الأكثر مشاركة