حاكم عجمان يدعو الجهات الرسمية والجمــــعيات والمنظمات إلى التوعية بالمرض

«مركز راشد» يـــــعالج 470 مريض سكري فـــــــي 4 أشهر

حاكم عجمان يستمع إلى شرح من وزير الصحة عن مؤتمر السكري. تصوير: تشاندرا بالان

أكدت إحصاءات مركز راشد لعلاج السكري والأبحاث، أن عدد المترددين عليه بلغ 470 مريضاً منذ افتتاحه قبل أربعة أشهر.

جاء ذلك خلال افتتاح صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان المؤتمر العلمي الدولي الأول حول مضاعفات داء السكري، في قاعة المحاضرات بمركز راشد لعلاج السكري، كما أطلق الموقع الإلكتروني للمركز.

وقال سموه إن القطاع الصحي في الدولة يحظى بدعم متواصل من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، واهتمام خاص من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في ظل استراتيجية الحكومة الاتحادية للصحة والتي تتمحور حول الإنسان من حيث الاهتمام بسلامته وتقديم أفضل خدمات العناية الصحية لكل مواطن ومقيم في الدولة، والارتقاء بمستوى الخدمات العلاجية المقدمة لهم، وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية بأحدث التقنيات.

وشدد سموه على أهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر الدولي الذي يبحث ويناقش أحد الأمراض المزمنة والأكثر انتشاراً، والذي يؤدي إلى أمراض أخرى خطرة، ويحد من عطاء المريض في مجالات الإنتاج والخدمات، ويكلف نفقات ضخمة لعلاجه، خصوصاً أن الإمارات بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية تأتي ضمن قائمة الدول الأكثر إصابة بداء السكري.

ودعا سموه الجهات الرسمية والجمعيات ومنظمات المجتمع المختلفة إلى التعاون في مجال التوعية بالمرض، على اعتبار أن الوقاية خير من العلاج، وذلك عبر البرامج التوعوية وبرامج الكشف المبكر عن السكر والبرامج التدريبية لخدمة المرضى من مواطنين ومقيمين.

وأكد سموه أن هذا المؤتمر بصفته العلمية والدولية، يكتسب أهمية خاصة من واقع القضية التي يتناولها، ومشاركة العلماء المختصين في هذا المجال من داخل وخارج الدولة، والأوراق والبحوث المقدمة، مشيراً إلى أنه سيتابع نتائج المؤتمر ويوفر له الدعم اللازم لاستمراريته وتمكينه من إيجاد حلول تخفف من وطأة هذا الداء.

ويتناول المؤتمر خلال يوم واحد، الدراسات والأساليب الحديثة حول علاقة تفريغ المعدة بمرض السكري، ونتائج الدراسة الخاصة بتفريغ المعدة التي أنجزت في المركز.

وقال وزير الصحة، الدكتور حنيف حسن ،إن «هناك تزايداً مستمراً في أعداد المصابين بمرض السكري على المستوى العالمي حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي يستوجب العلاج والبحث والتعاون، ولذلك يعتبر علاج السكر والحد من انتشاره والتقليل من مضاعفاته، من أولويات وزارة الصحة». مشيراً إلى «أننا ركزنا على الوقاية والاكتشاف المبكر للمرض، وعلاج الحالات المرضية منذ بداياتها، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مركز راشد لعلاج السكري و الأبحاث».

ومن جانبها، قالت مديرة مركز راشد لعلاج السكري والأبحاث، الدكتورة إيناس كامل، إن «المركز تم افتتاحه في 17 يونيو الماضي، ومنذ اليوم الأول لافتتاحه حتى اليوم، بلغ عدد المرضى المصابين بالسكري والمسجلين في المركز 470 مريضاً، قاموا بنحو 2890 زيارة لمختلف أقسام المركز، خلال تلك الفترة»، لافتة إلى أن «هذه الحالات من الحالات الحرجة ومعظمها جاءنا للعلاج من مراكز أخرى».

وتابعت أن «لدينا معايير في اختيار المرضى، من بينها أن يكون معدل السكر أكثر من تسعة، ووجود مضاعفات لدى الحالة، مثل أمراض القلب والكلى والتهاب الأعصاب والقدم، وغيرها من الأمراض التي تعتبر حالات حرجة، إذ نركز في استقبال المرضى على تلك الحالات الحرجة». وأوضحت أن «85٪ من المرضى يعانون ارتفاع نسبة الدهون في الدم، و65٪ يعانون ضغط الدم، وبالتالي، فإن هناك تحدياً كبيراً لدينا في المركز من أجل النجاح في علاج هذه الحالات الحرجة».

وأكدت أن «90٪ من الحالات الحرجة التي استقبلها المركز شهدت تقدماً بشكل ملحوظ، و65٪ من الحالات تمت السيطرة على نسبة الدهون في السكر».

ولفتت كامل إلى أن «الحالات التي استقبلها المركز كانت تعاني مرض السكري منذ نحو 15 سنة، ما يعني أن هناك مضاعفات لهذه الحالات»، متابعة «إننا قمنا بفحص عيون الحالات كافة، من أجل الاكتشاف المبكر عن اعتلال الشبكية، حرصاً منا على عدم فقدان النظر لأي مريض».

وقالت «لدينا في المركز عيادة قدم السكري، وهي أول عيادة متخصصة من نوعها في المنطقة، وتمكّنا من إنقاذ سبع حالات من البتر، ويعاني نحو 35٪ من المرضى التهابات أعصاب القدم، وفقدان الإحساس، و20٪ يعانون تقرحات في القدم، ونعمل على علاجها، ونجحنا في علاج 21 حالة علاجاً تاماً، ومن بين هذه الحالات مريض عمره 67 سنة، وآخر عمره 20 سنة». وتابعت كامل «نجحنا في إجراء عدد من حالات السمنة، وتحديداً في ما يتعلق بجراحة تغيير مسار المعدة، إذ كان لدينا 26 حالة سمنة، من بينها 20 من النساء وستة رجال، واستطعنا تخفيض وزن تلك الحالات التي كانت تراوح أوزانها بين 110 و150 كيلوغراماً، من 20 إلى 40 كيلوغراماً، في فترة لم تتجاوز الستة أشهر، ومتوسط أعمار تلك الحالات 34 سنة».

وأكدت أن «الدراسات الطبية الحديثة تشير إلى أن 84٪ من حالات السمنة المصابة بالسكري تشفى من مرضها بعد إجراء جراحات المعدة، و28٪ منهم يشفون من أمراض القلب»، مشيرة إلى أن «مرض تأخر تفريغ المعدة هو من مضاعفات السكري، كما أنه يؤثر في علاج مرضى السكر، إذ يصاب المريض بتأخير امتصاص السكر في الدم، وتبدأ معدلات السكر في الدم بالارتفاع، وهنا تكمن أهمية معرفة هذا المرض وكيفية التعامل معه وعلاجه، وهو ما سيبحثه المؤتمر بشكل تفصيلي من خلال أطباء وخبراء ومحاضرين، ويناقش المؤتمر اكتشاف العلاقة بين تأخر تفريغ المعدة ومرض السكري، والتعرف إلى أحدث المستجدات، لمعرفة كيفية علاج تأخر تفريغ المعدة، ما يسهّل التحكم في نتائج العلاج، وتحسين حالة المرضى الصحية، ويتضمن المؤتمر بعض المحاضرات، مثل محاضرة عن الاعتلال العصبي في مرضى السكري، وتأثيره في حركة المعدة، ومحاضرة حول خلل حركة المعدة و كيفية الاشتباه في فشل تفريغ المعدة بوسائل متعددة.

تويتر