بستكي: نقص في أطباء «الوراثة» بالدولة

كشفت استشارية طب الأطفال والوراثة، الدكتورة فاطمة بستكي، أن «هناك عجزاً شديداً في عدد الأطباء الاختصاصين في الأمراض الوراثية في الدولة»، مشيرة إلى أأن «العدد الكبير من المصابين يخلف عبئاً مالياً كبيراً على مؤسسات الدولة، المعنية بعلاج هذه الحالات، الى جانب كلفة تأهيلهم في مراكز متخصصة».

وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن «كلفة العلاج السنوية لأطفال مصابين ببعض الأمراض الوراثية، تزيد على مليون درهم سنوياً، ويستمر العلاج طول العمر»، لافتة الى أن «العائلات المصابة بالأمراض الوراثية في الدولة تقدر بالمئات، وعلاج اطفالها يتكلف مليارات الدراهم سنوياً».

وذكرت بستكي، وهي رئيسة قسم الاطفال في مستشفى الوصل، ان تقديرات مركز الدراساتأ الجينية في «جائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية»، تفيد باكتشاف «280 مرضاً وراثياً واستقلابياً في الدولة»، مضيفة «بناء على الحالات التي يتم علاجها في مراكز الوراثة أتوقع انأ يكون العدد اكبر من ذلك»، مضيفة أنه لايوجد هناك تسجيل للحالات المصابة بالأمراض الوراثية في العيادات والمستشفيات التي تعالج هذه الأمراض في الدولة، ما يحول دون وجود احصاء دقيق بعدد المصابين».

واكملت بستكي «هناك بعض المصابين بالأمراض الوراثية الاستقلابية، تحتاج إلى علاجها بحقن انزيم سنوية، تصل قيمة الواحدة منها مليون درهم، ويستمر العلاج بها طول العمر»، مشيرة الى ان مرضى اخرين يحتاجون إلى علاج بقيمة تراوح ما بين 500 و750 الف درهم سنوياً، ما يجعل علاج المصابين يتكلف مليارات الدراهم سنوياً.

واضافت : «هناك خسائر اخرى، من بينها ان المرضى يكونون أشخاصاً مصابين بإعاقات ذهنية وجسدية، وتالياً هم اشخاص غير منتجين». وذكرت ان الوقاية هي السبيل للحد من حجم الإصابة بالأمراض الوراثية، مضيفةأ «لابد من زيادة التوعية بمخاطر زواج الأقارب اذا ماكنت هناك حالات مصابة بالأمراض الوراثية في العائلة»، موضحة «في حال وجود مرضى في العائلة، يجب على المقبلين على الزواج مراجعة اطباء الامراض الوراثية قبل عقد القران».

وطالبت بستكي بزيادة توعية اطباء العائلة، واختصاصيي الطب العام، بوسائل الكشف المبكر عن المصابين بالأمراض الوراثية، ما يساعد في التعامل معها قبل تفاقمها، داعية إلى زيادة خطط المسح التي تتم للمواليد الجدد، واضافة الأمراض الوراثية المنتشرة الى المسح، ما يسهم في علاج الحالات في بداياتها.

في السياق ذاته، انطلقت في دبي امس، فعاليات «مؤتمر الإمارات الدولي الأول للأمراض الاستقلابية الوراثية»، الذي تنظمه جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، ويشارك في البرنامج العلمي للمؤتمر 200 طبيب وممرض وفني من الامارات وبريطانيا وهولندا وقطر والمانيا وسويسرا وبولندا والكويت وعمان والسعودية.

وقالت بستكي في افتتاح المؤتمر «تم وضع الكثير من التدابير للحد من انتشار الأمراض الجينية في الدولة، لكن تطبيق تلك التدابير لايزال يواجه تحديات كثيرة بسبب عدم توافر الوعي الكافي بتلك الأمراض لدى متخصصي الرعاية الصحية ولدى عامة الناس».

واضافت «أحد الأهداف الرئيسة من عقد هذا المؤتمر، هو رفع درجة الوعي بالاضطرابات الجينية الشائعة لدى المرضى ولدى المتخصصين في الرعاية الصحية العامة وصناع القرار من خلال بيان آثارها في المجتمع».

وتابعت : يتضمن المؤتمر حلقات نقاش للمتخصصين والخبراء حول القضايا العلمية والإكلينيكية المتعلقة بإدارة الإضطرابات الجينية في المجتمع والحد منها، ما يتيح تبادل الأفكار والتجارب التي يمكنها أن تسهم في إحداث تقدم ملموس في هذا المجال.

ودعت بستكي، وهي رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر، إلى ان تنتهي الجلسات إلى تكوين شبكة اتصالات كبيرة تضم علماء الوراثة الإكلينيكية واستشاري الأمراض الجينية والخبراء في التخصصات المتعلقة بهذا الموضوع.

الأكثر مشاركة