طريقة حديثة في "خليفة الطبية" لعلاج مرضى الصرع
أجريت في مدينة الشيخ خليفة الطبية مؤخرا عملية متقدمة لمرضى مصابين بالصرع ويعانون من تكرار الإصابة بنوبات التشنج ولا يتحملون أو يستجيبون للأدوية، حيث تجرى عملية تحريض العصب الحائر من خلال جهاز يعمل بالبطارية يزرع تحت جلد الصدر يشبه إلى حد كبير منظم ضربات القلب، وهو موصول إلى العصب الحائر في أسفل العنق.
ووافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية على إجراء تحريض العصب الحائر عام 1997 لعلاج الأشخاص المصابين بتشنجات لا يمكن السيطرة عليها بالأدوية، وخلال إجراء تحريض العصب الحائر يوصل الجهاز المزروع دفعات صغيرة من الطاقة الكهربائية إلى الدماغ عبر العصب الحائر، وهذا التحريض يقلل النوبات بمعدل 30 إلى40%.
ولا يكون التحسن فوريا بل يتدرج خلال 18 إلى 24 شهرا من العلاج، وأظهرت تقارير الدراسات تحسنا على عدد من نواحي الحياة بعد العلاج باستخدام إجراء تحريض العصب الحائر، ويكون سبب معظم الآثار الجانبية التحريض -وهي قابلة للعلاج-، كما يمكن أن تخف مع الوقت، وتعتبر بوجه عام بسيطة إلى معتدلة وقلما تستدعي إزالة الجهاز ويمكن إزالة هذه الآثار الجانبية من خلال تعديل كمية التحريض.
و يعتبر أطباء برنامج علوم الأعصاب في مدينة الشيخ خليفة الطبية من ضمن أوائل الأطباء الذين يوفرون هذا العلاج في منطقة الخليج.
وأشار استشاري ومدير طب الأعصاب في مدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتور توفيق السعدي، أنه منذ افتتاح عيادة الصرع في منتصف عام 2007، تم إجراء هذه الجراحة لـ(15) مريضاً، وبشكل عام قلت نوبات معظم هؤلاء المرضى بنسبة تزيد عن 60 إلى70%، وتخلص اثنان منهم من الصرع بشكل كبير، كما تحسنت حالات معظم المرضى من نواحي المزاج والانتباه والتفاعلات العامة مع ما يحيط بهم، كذلك استطاع أكثر من 50% من المرضى تقليل عدد الأدوية الأساسية المضادة للصرع التي كانوا يتناولونها قبل الجراحة.
ومن جانبه يشير استشاري جراحة الأعصاب في مدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتور ماهر منصور، الذي قام بإجراء العمليات مع أخصائي جراحة الأعصاب الدكتور محمد خالد جراكي، أنه بناء على النتائج السريرية فإن إجراء تحريض العصب الحائر هو خيار فعال للمرضى الذين تصعب السيطرة على نوباتهم، مشيرا إلى أن أطباء برنامج علوم الأعصاب في مدينة الشيخ خليفة الطبية سيواصلون تقييم المرضى المصابين بالصرع وفحصهم وتوفير هذا الجهاز للمرضى المناسبين.