خليفة ينجو من حروق جلدية وصلت 80٪
لم يكن أكثر الأطباء تفاؤلاً، في دبي، يتوقع أن يستردّ الطفل المواطن خليفة اليماحي عافيته، وقدرته على الحركة، وينجو من تلف المخ والأعضاء الباطنية، بعد الحادث الذي تعرّض له مطلع العام الجاري، بسقوطه في بئر للنفايات الكيماوية الصناعية.
ووفق وصف طبيب يعالجه في ألمانيا، فقد «عاد خليفة من الموت»، إذ كان يعاني حروقاً تقترب من 80٪، وهي نسبة عالية جداً، لا ينجو منها مصاب «إلا بمعجزة».
وكان خليفة، يلهو مع أسرته بمنطقة جبلية في دبا، يناير الماضي، وسقط في البئر، وكاد أن يغرق كلياً، وبعد إخراجه منها، اكتشف الأطباء ذوبان جلد ساقيه، وتهتك جلد الذراعين والبطن، ووصول المواد الكيماوية الحارقة إلى أسفل الرقبة.
وتوقع أطباء أن يكون الموت «مصير هذا الصبي»، خصوصاً أنه «كان يتمزق من الألم، ما دفعهم إلى حقنه بمواد مخدرة، تغيبه كلياً عن الوعي»، وحين قرأ صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قصته في «الإمارات اليوم» وجّه هيئة الصحة في دبي بنقله بطائرة خاصة، للعلاج في أكبر مركز للعلاج في ألمانيا، ومعه ابن عمته الطفل جاسم، الذي أصيب بحروق أقل.
ويقول مدير مكتب هيئة صحة دبي في ألمانيا، الدكتور خالد القيواني، في اتصال لـ«الإمارات اليوم»، إن «خليفة استردّ عافيته، وأصبح قادراً على الوقوف، والسير على قدميه دون مساندة من أحد، ما يعد معجزة طبية، تحققت له».
وتابع «أجرى فريق طبي ألماني، أربع جراحات لخليفة، لإزالة الجلد المحترق، واستبداله بجلد جديد تم استقطاعه من المناطق غير المحترقة»، مشيراً إلى أن «التشوهات التي كان يعانيها قاربت على الاختفاء».
ولفت إلى أن الطفل «كان يعيش تحت (البنج الكلي) حتى لا يشعر بالألم، لكنه أفاق، ويعيش بصورة عادية».
ويكمل الطبيب «اضطر الأطباء إلى فتح ثقب في الرقبة، حتى يستطيع خليفة التنفس، وبعد شهرين من العلاج الناجح، أزيل التنفس الاصطناعي، وبات يتنفس بصورة طبيعية تماماً، ويتناول غذاءه من الفم دون عائق».
ويشير الطبيب إلى أن «الطفل ظل إلى ما يقارب الشهرين بالعناية المركزة في حالة غيبوبة، ما جعل الأطباء يخشون أن يصاب بتلف في المخ، لكنه نجا، وظهر أن عقله سليم تماماً»، كما تبين أن «أعضاءه الداخلية، مثل الكبد والكلى، سليمة وتعمل بصورة طبيعية، بخلاف توقعات أطباء توقفها عن العمل متأثرة بالمواد الكيماوية التي سقط فيها».
وأشار إلى أن الطفل يخضع حالياً لتدريبات بدنية، لتأهيل مفاصل الذراعين والساقين على الحركة، وإحداث المرونة اللازمة في الجلد المزروع.
وتوقع القيواني أن «تنتهي رحلة علاج الطفل خليفة الشهر المقبل»، مشيراً إلى أنه «قادر على العودة إلى مدرسته ومواصلة دراسته دون معوقات».
إلى ذلك، قال مدير عام هيئة الصحة في دبي، قاضي المروشد، إن «تطبيق توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بنقل خليفة وابن عمته الطفل جاسم، في أسرع وقت إلى أكبر مركز لعلاج الحروق، أسهم في إنقاذ حياتهما»، مشيراً إلى أن «هيئة الصحة وفرت طائرة طبية خاصة، نقلتهما إلى مستشفى (أولجا) الألماني خلال 24 ساعة، من صدور توجيهات سموّه». وأضاف أن «المواد الكيماوية التي سقطا فيها، كانت كفيلة بقتلهما، أو إصابتهما بإصابات وتشوّهات دائمة، لكن المركز الذي نُقلا إليه يضم خبرات طبية عالية، وفرت علاجاً نموذجياً لهما، حتى استردا عافيتهما تماماً». وكان الطفل الثاني، جاسم اليماحي، عاد إلى أسرته في دبا، قبل أيام، بعد إنقاذه من حروق بنسبة 40٪، تقريباً.