15 طبيباً مواطناً ومقيماً يسهمون في المبادرة بدعم من رجال أعمال

عيادة تطوّعية تعالج آلام 250 معاقاً

فوزية خلفان (يسار) وطبيبة متطوّعة أثناء فحص أحد المعاقين. تصوير: مصطفى قاسمي

أطلق أطباء مواطنون مبادرة إنسانية لعلاج الأطفال والشباب من ذوي الإعاقات الخاصة، في أول عيادة تطوّعية من نوعها بالدولة، تعالج في نادي دبي للرياضات الخاصة نحو 250 معاقاً، من أمراض الأسنان واللثة والفم، إضافة إلى رعايتهم طبياً لحمايتهم من الأمراض المزمنة، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم.

وأطلقت المبادرة استشارية طب الأسنان مديرة مركز جميرا لطب الأسنان، الدكتورة فوزية خلفان، من منطلق «المشاركة المجتمعية».

وتقول لـ«الإمارات اليوم»: «وجدت من خلال إدارتي لعيادة طب الأسنان في جميرا، أن نسبة كبيرة من ذوي الإعاقات الخاصة، لا يستطيعون التعبير عن إصابتهم بأمراض وآلام في الأسنان والفم، مثل الشخص السليم، وبعضهم لا يدرك أنه مصاب بالمرض، ما دفعني إلى البحث عن فكرة يتوجه من خلالها الأطباء إلى المعاقين في مواقع تجمعهم».

وأضافت خلفان أنها «دعت إلى إقامة عيادة تطوّعية في نادي دبي للرياضات الخاصة، باعتباره الموقع الأمثل لتجمع عدد كبير من المعاقين الرياضيين، ولاقت دعوتها استجابة من إدارة النادي، ومن عـدد كبير من الأطباء العاملين في الدولة، للعمل متطوّعين».

وتابعت: «استجاب للمشروع أربعة أطباء من مركز جميرا، ثم تبعهم أطباء من هيئة الصحة في دبي، وانضم إليهم أطباء من أبوظبي، حتى وصل عددهم إلى 15 طبيباً مواطناً ومقيماً في الدولة، يخصصون ثلاث ساعات من وقتهم يومياً لفحص وعلاج ذوي الإعاقة في النادي من دون أي مقابل».

ولاحظت خلفان أن «ممرضات فلبينيات وهنديات وباكستانيات أبدين رغبة في التطوّع للعمل في العيادة، وأصبح مع كل مريض ممرضتان تقدمان له الرعاية الطبية أثناء فحصه».

وقد قام رجال أعمال في الدولة بتسديد كُلفة إنشاء العيادة وتجهيزها بأحدث المعدات والتقنيات الطبية، إذ تشير مسؤولة العيادة إلى أنها واجهت صعوبات عدة حين شرعت في فحص الأطفال والشباب في النادي، إذ لم يكن لكثير منهم ملفات طبية توضح تاريخهم المرضي، وتوضح ما إذا كانوا مصابين بأمراض مزمنة تمنع علاجهم ببعض الأدوية.

وأمام هذا الوضع، خاطبت صاحب مستشفى بلهول، الدكتور جمعة بلهول، الذي تبرّع بإجراء فحوص طبية شاملة لأعضاء النادي، وإنشاء ملف صحي لكل مريض يوضح حالته الصحية.

ولفتت خلفان إلى أن «الفحص شمل 250 شاباً وفتى، بعضهم يعاني إعاقة كاملة أو شللاً دماغياً، أو (متلازمة داون)، ومع اكتمال ملفاتهم، بدأ الأطباء في إجراء فحوص لهم وعلاجهم».

وذكرت أن «الأطباء اكتشفوا أن كثيراً منهم مصابون بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والصرع، وهم يجهلون ذلك، وأن عدداً ليس بقليل يعاني أمراضاً في الأسنان، لكنه عاجز عن التعبير عن آلامه لذويه».

وأشارت إلى أن «الأطباء انتهوا حتى الآن من علاج 150 من المعاقين، وأعمارهم تراوح بين 13 و30 عاماً، وأن العيادة تستقبلهم ثلاثة أيام أسبوعياً، وتقدم لهم أنواع علاج الأسنان كافة».

وأوضحت أن «الفريق الطبي المتطوّع يضم تخصصات في علاج أمراض الأسنان كافة، فمنهم مَن يتخصص في علاج أعصاب الأسنان والتسوس وتركيبات الأسنان».

ولم تكتفِ العيادة بذلك، تضيف الدكتورة فوزية، بل تقدم لهم علاجات تكميلية وتجميلية، مثل تقويم الأسنان للراغبين منهم مجاناً.

وتشرح الطبيبة أن «كثيرين من ذوي الإعاقات الخاصة، يعانون جهلاً بكيفية الاعتناء بالأسنان، لذلك تُقام لهم جلسات تثقيفية في كيفية الاعتناء بالأسنان، وحمايتها من التسوس، وتدريبهم على تنظيفها بصورة سليمة».

وأفادت خلفان بأن «الخطوة المقبلة في مبادرتها أنها ستصدر بطاقات صحية ذكية لكل معاق منهم، تحوي معلومات كاملة عن حالته الصحية، مثل فصيلة دمه وتاريخه المرضي»، مشيرة إلى أن «حمل المعاق هذه البطاقة سيوفر المعلومات لطبيبه المعالج، في حال تعرض أي شخص منهم لإصابة أو مرض طارئ».

تويتر