مختبر الصحة النباتية يعمل على حصر الأمراض البكتيرية التي تظهر علـــــــــــــــــــــــــــــــــــى بعض النباتات قبل وصولها إلى المستهلك. الإمارات اليوم

رفض دخول شحـــــنة نباتية مصابة بتـورمـات بكـتيريــة إلى الدولة

رفضت وزارة البيئة والمياه شحنة نباتية مصابة بتورمات بكتيرية واردة للدولة، وحذرت من دخول أي إرساليات مصابة بـ«النيماتودا» (الديدان الثعبانية) المرضية إلى الإمارات.

وقالت وكيلة الوزارة الدكتورة مريم حسن الشناصي، إن عدد إرساليات البذور الواردة إلى الدولة خلال 2010 بلغ 570 إرسالية، أجرت الوزارة 2977 فحصا لـ 905 عينات منها، ورفض 21 عينة. وشملت هذه البذور 415 إرسالية خضراوات، و407 أزهار وزينة، و83 إرسالية أعلاف وحبوب.

وشرحت أن مختبر الصحة النباتية في الوزارة فحص الإرسالية الأخيرة، وأخضعها للإجراءات المحجرية، وتبين بعد الفحوص أنها مصابة بالتورمات البكتيرية التي تشكل خطورة على النباتات وصحة الإنسان، مشيرة إلى وضع خطة متكاملة لحصر أهم المسببات المرضية والحد من ظهورها، حتى تكون مرجعا علميا تبنى عليه استراتيجيات الأمن الحيوي، وتعزيز الامن الغذائي والبيئي، وتحقيقا لأهداف الوزارة في الحفاظ على الثروة النباتية وتنمية مواردها.

وتابعت أن مختبر الصحة النباتية عمل على تحديد مسببات للسرطانات النباتية ضمن خطة لحصر الأمراض البكتيرية التي تظهر على بعض النباتات والأشجار، مشيرة إلى تشخيصها في الإرساليات الزراعية وفقا للأعراض الظاهرية، إلى جانب العزل المختبري، وهي مرض التقرح البكتيري في الحمضيات، والتقرح البكتيري في المانجو، وهما من الأمراض المنتشرة بنسبة عالية في أغلب مزارع الدولة، ومرض اللفحة النارية في التفاح، وتم تشخيصه مخبريا، وبالطرق السيرولوجية، ومرض العفن الطري في البطاطس، الذي كان يشخص بنسبة عالية في شحنات البطاطس الواردة للدولة ويتم التخلص من كل الشحنة، أو إعادتها لبلد المنشأ، لأنه من الأمراض الخطيرة على المستوى العالمي.

ولفتت إلى أن أهم الكائنات المسببة لهذه الأورام هي الحشرات، وأهمها الدبابير، وبعض أنواع الذباب، وكذلك البكتيريا، وأهمها تلك المسببة لمرض التدرن التاجي، أو سرطان النبات، إضافة إلى النيماتودا وأهمها «نيماتودا تعقد الجذور» التي تسبب انتفاخات لجذور النباتات تسمى بالعقد النيماتودية، مشيرة الى أن نسبة انتشار المرض تصل إلى ما بين 5 و10٪ خصوصاً على أشجار الحمضيات، الأمر الذي أدى إلى إزالة أغلب الأشجار خصوصا المسنة منها.

وأوضحت أن المختبر يضم كثيراً من الأقسام، كمختبر أمراض النبات الذي يشمل أمراض الفطريات والبكتيريا والحشرات، ومختبر النيماتودا، ومختبر فحص البذور والتقاوي. ويفحص مختبر النيماتودا الإرساليات النباتية، سواء أشتال نباتات الزينة الخارجية والداخلية، أم أشتال الخضراوات، أو أشتال الفاكهة والغابات، وفحص التربة الطبيعية والصناعية، سواء كانت محلية أم واردة للدولة، للتأكد من خلوها من النيماتودا المرضية، وضمان منع دخول أجناس جديدة غير موجودة في الدولة، تؤدي إلى مشكلات اقتصادية، وخسائر مالية، وضمان دخول إرساليات خالية من النيماتودا المرضية للدولة، إضافة إلى عمل رصد لوجود النيماتودا المرضية في الأراضي الزراعية في مناطق الدولة المختلفة، حسب العينات الواردة من تلك المناطق.

وقالت إن مختبر أمراض النبات يعمل على تشخيص الأمراض الفطرية والأمراض البكتيرية والإصابات الحشرية لأجزاء النبات من خلال فحص الإرساليات الواردة للدولة ضد الأمراض الفطرية والبكتيرية والحشرية، التي سببت في الآونة الأخيرة كثيرا من المشكلات الزراعية، ما استدعى إزالة كثير من الأشجار، مشيرة بذلك الى مرض التدهور السريع في المانجو، الذي انتشر في بعض مناطق الدولة، نظرا لدخول الفطر المسبب للمرض عن طريق أشتال مانجو من الدول المجاورة.

وأفادت مديرة إدارة المختبرات في الوزارة عائشة الأميري بأن السرطانات النباتية تظهر على بعض النباتات والأشجار أوراما مختلفة الحجم على الأوراق أو السيقان أو الجذور أو الثمار أو البذور وتسمى «التدرنات» وهي عبارة عن نموات غير طبيعية في أنسجة النبات، تتكون على أي جزء منه، وسببها حدوث تهيج ناتج عن طفيل حشري، أو بكتيريا، أو فطر، أو نيماتودا. وينتج عن ذلك زيادة في عدد الخلايا، وزيادة في حجم الخلايا. وميكانيكية حدوثها تشبه تماما ما يسمى بالأورام السرطانية في الانسان، لافتة الى أن الورم يوفر مناخاً مناسباً لنمو الطفيل حيث يحميه من الحرارة والرياح، ويمده بالغذاء الكافي ليصبح قادرا على التكاثر بكفاءة.

وأضافت أن للأورام طرزاً مختلفة، فقد تكون ورما غير منتظم من الخلايا، وقد تكون ورما مختلطا بتكوين نموات خضرية تسمى تيراتوما. ومن أخطر هذه الأورام ما يتسبب عن بكتيريا تيوم فاشنزاكرو باكتيريوم الذي يعتبر خطيرا للإنسان أيضا، وتحدث أوراما سرطانية على الجلد، خصوصا في حال وجود جروح. ويجب توخي الحذر عند دراستها.

وأوضحت أن المختبر عمل على تشخيص عدد من الأورام، منها إصابة أشجار السدر بالحلم وتكوين تورمات على السيقان الرئيسة والأفرع وتورمات على أشجار الشيكو في منطقة حزام الغابات والعجبان، نتيجة الإصابة الحشرية، وتورمات على الأفرع الحديثة لأشجار الليمون في منطقة العوير نتيجة الإصابة بحشرة الدبور، وأخرى ناتجه عن الإصابة البكتيرية في أشجار الحمضيات في منطقة السالمية.

وتابعت: «باعتبار أن التورمات ناتجة عن اصابة النيماتودا ـ فميكانيكية تكوين العقد النيماتودية على أغلب النباتات والأشجار- تعتبر تورمات سرطانية، وهي منتشرة بنسبة 50 الى 80٪ في أغلب أراضي الدولة، إضافة إلى التورمات الناتجة على الثمار نتيجة الإصابة بالفيروسات النباتية.

وبينت أن أوراماً سرطانية تنتشر بنسبة بسيطة على ثمار الخيار والكوسا والقرع وتزداد في المحصول المتأخر القطف وعلى اعتبار أن عدم التوافق بين الأصل والطعم خصوصا في أشجار الحمضيات ينتج عنه تورمات تعمل على انسداد الأوعية الناقلة وتؤدي لموت الأشجار خصوصا الكبيرة العمر فيمكن اعتبارها تورمات سرطانية وهي منتشرة بنسبة عالية في مزارع الحمضيات بالدولة.

وحول طرق مقاومة مسببات الأورام اشارت الأميري إلى أنه يتم عن طريق عدم تطعيم النباتات من مصادر مصابة والتخلص من الأورام بإزالتها من على الأشجار بآلة حادة ثم دهان الجرح بعجينة مطهرة إلى جانب المقاومة بالمبيدات الكيماوية أو الطبيعية للمسببات المرضية، خصوصا النيماتودا والحشرات والحلم.

الأكثر مشاركة