تشديد الرقابة عـلى المنافذ لمنع دخول أغذية تحمل بكتيــريا «إي. كولاي»

أكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية عدم دخول أسواق أبوظبي شحنات خضراوات تحمل بكتيريا إي. كولاي المعوية النزفية التي انتشرت أخيراً في ألمانيا وبعض الدول الأوروبية، نافياً وجود أو توقيف أو منع دخول شحنات حاملة للبكتيريا عبر المنافذ الحدودية خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى تشديد الرقابة على المنافذ، لمنع دخول أغذية حاملة للبكتيريا.

وقال مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في الجهاز، محمد جلال الريايسة، لـ«الإمارات اليوم» إن الجهاز يتابع تطورات البكتيريا وإصابتها الحالية للحوم، ويجمع عينات دورية من مختلف المواد الغذائية لفحصها مختبرياً للتأكد من سلامتها.

وأوضح أن نسبة استيراد الخضراوات بشكل عام، خصوصاً الخيار، من أوروبا قليلة، مؤكداً أن جميع الشحنات التي تم فحصها غير مصابة أو حاملة لبكتيريا إي. كولاي، لافتاً إلى عدم السماح بدخول أي شحنات إلى البلاد إلا بعد التأكد من سلامتها.

ودعا الريايسة المستهلكين إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامتهم، والإقبال على المنتج الزراعي المحلي، لافتاً إلى أن المنتجات المحلية تخضع لأعلى درجات المراقبة، وتتم زراعتها وفق أفضل الأساليب الزراعية وأكثرها أمناً، ناصحاً المسافرين إلى دول أوروبا بالالتزام بالإجراءات الصحية التي تؤمن الوقاية من البكتيريا، وتجنب تناول الخضار الطازج بشكل مباشر، وغسل اليدين جيداً بعد تجهيز الطعام، واستخدام المعقمات اليدوية إن أمكن، مشدداً على تجنب المصافحة المباشرة مع الأشخاص الذين يعانون الإسهال، وطهي اللحوم بشكل جيد على درجة حرارة لا تقل عن 71 درجة مئوية، كما طمأن المستهلكين بأن الإجراءات التي اتخذها الجهاز كفيلة بالوقوف في وجه أي ملوثات غذائية ومنعها من الوصول إليهم.

وأضاف الريايسة أن منفذ الغويفات الرئيس، وميناء زايد، ومنفذ ختم الشكلة مع سلطنة عمان، ومنافذ الموانئ الجوية، لديها جميعاً أجهزة متقدمة للفحص المختبري، متابعاً «يمنع دخول شحنات المواد الغذائية إلا بعد التأكد من سلامتها وظهور نتائج فحوص مختبرية، ونجري فحوصاً على جميع أنواع البكتيريا والملوثات، بمـا فيها (إي. كولاي)»، لافتاً إلى أن بكتريا إي. كولاي المنتشرة حالياً عالمياً تحورت وتطورت بصورة شكلت خطراً على الدورة الدموية للإنسان.

وقال إن الجهاز يراقب تداعيات هذه البكتيريا منذ اللحظة الأولى لظهورها، ويرصد تطورها في اللحوم، ويتابع فريق التأهب والمراقبة بالجهاز جميع الأنشطة الغذائية حول العالم للوقوف على تداعيات الخطورة، مضيفاً أن فريق التأهب يعطي توصياته بموجب المعلومات التي يمتلكها إلى الإدارات المعنية في الجهاز، والعمليات الميدانية للكشف عن البكتيريا المعلن عنها عبر المواقع الرسمية في الخضراوات سابقاً واللحوم حالياً، مشيراً إلى أن الجهاز يجمع عينات مختلفة من أماكن متفرقة بصفة دورية لفحصها مختبرياً للتأكد من مأمونيتها، وسلامة المنتج الغذائي وخلوه من بكتيريا إي. كولاي.

وأكد الريايسة أن الجهاز ينفذ حالياً قرار وزارة البيئة والمياه، القاضي بحظر استيراد منتجات الخضار والفاكهة من أوروبا، خصوصاً الخضراوات القرعية مثل الكوسا والقرع والخيار، تزامناً مع تشديد الإجراءات الرقابية الاحترازية على المنافذ الحدودية للتحقق من واردات الخضار من مختلف البلدان، خشية توسع دائرة الدول المشتبه في وصول البكتيريا إليها.

وقال إن فريق التأهب في الجهاز يواصل استقبال التنبيهات الفورية وتداعيات قضية بكتيريا إي. كولاي المنتشرة في الخضار، وتغلغلت أخيراً إلى اللحوم من خلال شبكة السلطات المعنية بالسلامة الغذائية (الإنفوسان).

وكانت وزارة التجارة الخارجية الإماراتية أكدت أخيراً أن الدولة تستورد 98٪ من الخيار من خارج نطاق السوق الأوروبية، بينما تستورد 2٪ فقط من دول الاتحاد الأوروبي.

يشار إلى أن قيمة واردات اللحوم ومشتقاتها للدولة بلغت العام الماضي نحو 973 مليون دولار (3.5 مليارات درهم) بمعدل انخفاض 10.2٪ عن عام ،2009 بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية، وتعد البرازيل من أهم مصادر واردات اللحوم ومشتقاتها إلى الإمارات بنسبة 42.5٪، فيما تأتي الهند في المركز الثاني بنسبة 16٪، وأستراليا ثالثة بحصة 13.9٪، وأميركا رابعة بحصـة 6.3٪. وأضاف أن السلالة التي تم الكشف عنها حالياً، التي أصابت إلى الآن ما يزيد على 1823 شخصاً في 11 دولة أوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، مصدرها كان تلوث بعض أنواع الخضار الطازجة، مثل الخيار والطماطم والخس، ومصدر هذا التلوث لم يحدد بشكل قطعي لغاية الآن.

وأشارت بعض التقارير إلى احتمال تلوث التربة التي زرعت فيها هذه المحاصيل بسماد فضلات أبقار مصابة، وعليه فإن تحديد مصدر هذه السلالة لم يرتقِ إلى درجة اليقين إلى الآن، ولكن يبدو أن الخضراوات كانت هي الناقل الرئيس لعامل الإصابة.

وتعد السلالة الجديدة من بكتيريا الإيشيريشيا كولاي حصيلة اتحاد نوعين من بكتيريا الإي كولاي، نجم عنه تداخل في الحامض النووي، أدى إلى وجود جينات عدة في السلالة الجديدة قادرة على مقاومة المضادات الحيوية، ما يجعل مهمة علاج المصابين بها والقضاء عليها أمراً صعباً، وتتميز هذه السلالة بشراستها وإنتاجها العالي للسموم، وقد أطلق عليها السلالة خارقة السمية niarts cixot -repuS، وتتسبب هذه السلالة في إحداث ما يسمى بمتلازمة النزف الدموي البولي، الذي ينتج عنه فشل كلوي، وتنتمي هذه السلالة إلى مجموعة من الإي كولاي النزفية المعوية ولكنها أشد عدوانية من سابقتها.

لمشاهدة لمخطط سلالة جديدة من بكتيريا «إي. كولاي» يرجى الضغط على هذا الرابط.

الأكثر مشاركة