تعرضت له طالبة إماراتية خلال رحلة مدرسية

أطباء يحذّرون من خطر « الإنـهاك الحراري »

19 حالة إنهاك حراري في مستشفى «الكويت» خلال أسبوع. تصوير: أشوك فيرما

حذر أطباء في إطار حملة توعية أطلقها مستشفيا القاسمي والكويت، في الشارقة، من التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة، خصوصاً خلال هذه الفترة، نظراً للارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة.

وطالبوا الجهات الصحية بالاستمرار في إطلاق حملات التوعية بـ «الإنهاك الحراري» والتعريف بما يترتب عليه من مخاطر.

وحثّ مدير مستشفى القاسمي الدكتور عارف النورياني، ومدير مستشفى الكويت الدكتور يوسف السركال، الشركات العاملة في مجال المقاولات على تطبيق شروط السلامة، وتنفيذ قرار حظر العمل وقت الظهـيرة في الأمـاكـن المكشوفـة، لتجنيـب عمالها احتمالات التعرض للإنهاك الحراري.

وقال استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى القاسمي الدكتور ساتيش كريشنا، إن المستشفى استقبل خلال الفترة الماضية ثلاث حالات كانت تعاني مضاعفات شديدة بسبب تعرضها للإنهاك الحراري، وأصيبت جميعها بجلطات دماغية.

وأوضح أن الحالة الأولى كانت لطالبة إماراتية من الذيد، تبلغ 17 سنة، شاركت في رحلة مدرسية إلى رأس الخيمة، وتعرضت لما يزيد على أربع ساعات متواصلة لأشعة الشمس، من دون تناول ماء أو شرب سوائل. وبعد شعورها بالتعب والدوار نقلت إلى مستشفى القاسمي، وكان هناك اشتباه بجلطة في أحد شرايين الدماغ، فأجري لها اللازم، وتبين أنها كانت تعاني تجلطاً في أحد شرايين الدماغ، بينما كانت الحالة الثانية لرجل باكستاني يبلغ 45 عاماً كان قد سار فترات كبيرة تحت أشعة الشمس، فأصيب بجلطة في أحد شرايين الدماغ، نقل على إثرها إلى المستشفى، وتم العمل على توسعة شرايين الدماغ وعولج وغادر المستشفى.

أما الحالة الثالثة فهي لطفل باكستاني، يبلغ خمس سنوات.

وذكر كريشنا أن جميع الحالات أجريت لها أشعة على المخ، وكانت أوضاعها الصحية خطيرة.

وأوضح أن هناك أعراضاً للاشتباه في الجلطة الدماغية، مثل الرؤية المزدوجة للأشياء، والزغللة في العيون، أو وجود غشاوة على العيون تعيق النظر بشكل جيد، وصعوبة شرب الماء، وصعوبة الكلام، أو نسيان بعض الأسماء والكلمات، وعدم التركيز، وعدم الاتزان أثناء المشي والحركة، والشعور بتنميل في اليدين أو إحداهما، والتوقف فجأة خلال الكلام.

وأوضح أن الجلطة الدماغية لا آلام فيها، بل هناك أعراض تسبقها، هي التي يجب الانتباه إليها، وهذه الأعراض في حال الشعور بها يجب فوراً على المريض التحرك إلى أقرب مستشفى في زمن لا يتجاوز نصف ساعة.

ولفت إلى أن الإنهاك الحراري الذي يسبب الجفاف قد يؤدي إلى جلطات دماغية، وهذه الحالات التي استقبلها المستشفى وعالجها لم تأخذ كفايتها من الماء والسوائل طوال فترة وجودها تحت الشمس، فعانت من تجلطات في أحد شرايين الدماغ.

وأضاف «هناك خطوات مهمة يجب على المرء الانتباه إليها والتقيد بها قدر الإمكان لتفادي تعرضه لجلطات دماغية، مثل الانتباه لضغط الدم والسكري والكوليسترول وضرورة تأدية تمارين رياضية والإكثار من شرب الماء والسوائل، وتجنب المشي لفترات طويلة تحت أشعة الشمس، وإن اضطر لذلك فليكثر من شرب الماء».

وبدورها، أكدت اختصاصية الجراحة رئيسة قسم الحوادث في مستشفى الكويت في الشارقة الدكتورة أمينة أحمد، أن عدد الحالات التي تعرضت للإنهاك الحراري التي استقبلها المستشفى خلال الأسبوع الماضي بلغ 19 حالة، في حين استقبل المستشفى العام الماضي 817 حالة، وفي العام الذي سبقه 763 حالة.

وأفادت بأن أعراض الإنهاك الحراري تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالصداع والإنهاك العام والشعور بالدوخة والغثيان أحياناً والضعف العام والتعرق الشديد وشحوب اللون وتقلصات العضلات والمعدل السريع والضعيف لنبض القلب والتنفس العميق والسريع أيضاً. وبيّنت أن الكادر الطبي في المستشفى يتعامل مع الحالات بجدية كبيرة ويقدم لهم العلاجات اللازمة كافة إلى أن تستقر أوضاعهم الصحية.

كما يمدهم بعد شفائهم بنشرات توعية حول الإنهاك الحراري، تفيدهم وتفيد زملاءهم في التعامل مع الحالات التي تتعرض لتلك التوترات الحرارية، مثل الاستلقاء على الظهر ورفع القدم وشرب كوب من الماء كل 15 دقيقة، وتعريض المصاب للتكييف لتبريده، ووضع ملابس مبللة على جسمه.

وأكدت رئيسة لجنة التثقيف الصحي في مستشفى الكويت في الشارقة شيخة عبدالله، أن اللجنة وضعت العام الجاري برنامجـاً تثقيفيـاً تستهـدف من خلاله زيادة توعيـة المؤسسات والشركات والجهات الحكومية والخاصة التي تضم عمالاً يتعرضون بحكم طبيعة عملهم لأشعة الشمس، ما قد يعرضهـم للإنهاك الحراري.

ولفتت إلى أن البرنامج بدأ فعلاً، وتم مخاطبة جهات عدة، منها البلدية وهيئة الكهرباء والمياه والاتصالات والجمعيات المختلفة وغيرها من الجهات الأخرى لتقديم برامج التوعية لهم من خلال ندوات ومحاضرات وتوزيع نشرات بلغات عربية وإنجليزية وأوردية لوصول التثقيف لأكبر شريحـة ممكنة من الفئات المستهدفة، إضافة إلى تعليق لوحات توعية في الأقسام المختلفة في الدولة تلقي الضوء على الإنهاك الحراري وأعراضه، وتجنب التعرض له، وغيرها من الأمور التي تفيد المترددين على المكان.

وأفادت بأن أهم ما يميز البرامج خلال العام الجاري هو الخروج للفئة المستهدفة ميدانياً من خلال زيارات يقوم بها فريق العمل للجهة المراد توعيتها، وعدم الاكتفاء بتعليمات وإرشادات في المستشفى فقط وعند ورود الحالة.

وقالت إن المعنيين بالتثقيف الصحي يهدفون من خلال حملاتهم التوعوية إلى التقليل من نسبة الحالات التي ترد للمستشفيات، والتي قد تنجم عن الإنهاك الحراري أو ضربات الشمس، إذ قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.

تويتر