الشرياني.. نصيرة البيئة النظيفة
تعد الدكتورة طرفة الشرياني واحدة من أبرز الباحثين المواطنين المهتمين بالشأن البيئي في الدولة، إذ أسهمت على مدار 15 عاماً ماضية، بجهود مميزة في تطوير العمل البيئي، وإجراء العديد من الدراسات والبحوث العلمية، التي شكلت مرجعاً للعديد من الطلبة والباحثين، وقامت أخيراً بتجميع حصيلة تجاربها وإنتاجها في كتاب أصدرته بعنوان «الشرياني: تجارب بيئية»، يضم 79 دراسة علمية بيئية، وتقارير مختلفة تعنى بقضايا البيئة.
وتشارك الشرياني عضواً فاعلاً في جهات ومنظمات نفع عام عدة محلياً ودولياً، إضافة إلى أنها خبيرة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وعضوة في لجان بيئية عدة في جامعة الدول العربية، وتقلدت على مدار سنوات عملها، العديد من المناصب القيادية في جهات محلية واتحادية، من بينها رئيس قسم إحصاءات البيئة والطاقة، في مركز الإحصاء- أبوظبي، ومدير عام مركز الإنتاج الأنظف في الهيئة الاتحادية للبيئة، وهي عضوة في مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة، ورئيسة لجنة الدراسات والبحوث البيئية في الجمعية.
أسهمت الشرياني في تطوير العمل البيئي من خلال مشاركتها في العديد من المؤتمرات المحلية والعالمية حول قضايا البيئة، كما كانت لها مبادرات علمية متنوعة، من بينها: اقتراح وتنفيذ مبادرة مركز الإحصاء- أبوظبي للمشاركة في القمة العالمية لطاقة المستقبل- مصدر 2011 في أبوظبي، وإعداد تقرير حول تغيير المناخ في إمارة أبوظبي، وإعداد تقرير حول التاريخ البيئي لإمارة أبوظبي، والمشاركة في تعداد أبوظبي ،2011 وتخطيط وإعداد التعداد الزراعي ،2012 بما في ذلك المسوح الميدانية والمنهجية، والتوجيه والإشراف على نشر تقارير الإحصاءات الزراعية والبيئية، وفصول الزراعة والبيئة في الكتاب السنوي الإحصائي، كما نُشر لها العديد من تقارير الإحصاءات البيئية، والتخطيط الاستراتيجي للمشروعات والخطط التشغيلية والتطويرية، والإشراف على المسوح البيئية والمؤشرات البيئية.
نشأت الشرياني وسط أسرة أحاطتها بالاهتمام والرعاية منذ الصغر، وشجعتها على مواصلة الدراسة، ولها سبعة من الأشقاء، ونالت الشهادة الابتدائية من مدرسة «زبيدة»، وشهادتي الإعدادية والثانوية من مدرسة «عائشة أم المؤمنين»، ثم التحقت بجامعة الإمارات وحصلت على بكالوريوس في العلوم الجيولوجية عام ،1995 وحصلت الشرياني على الماجستير في العلوم البيئية من جامعة الإمارات في ،1998 ثم درجة الدكتوراه حول «تركيب الجيوكيميائية البيئية للرواسب المتجمعة بفعل السدود في الإمارات» من جامعة القاهرة في .2005
وتعزو الشرياني الفضل في تفوقها ونجاحها العلمي إلى تشجيع والديها اللذين كان لهما أثر كبير في تفوقها، إذ غرسا بداخلها منذ المراحل الأولى حب العلم وأهمية المحافظة على البيئة المحيطة من جميع أشكال التلوث، وتتذكر مقولة والدها لها دائماً بأن «العلم لا يتوقف عند محطة معينة»، كما تدين الشرياني بالفضل إلى الشيخ نهيان بن مبارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي حرص خلال افتتاحه أول معرض بيئي لها أثناء فترة الدراسة الجامعية على تشجيعها على مواصلة دراستها وأبحاثها العلمية في المجال البيئي، وتابع مسيرتها حتى حصولها على الدكتوراه.
وتؤكد الشرياني أهمية رفع الوعي البيئي لدى جميع أفراد ومؤسسات المجتمع، وتضافر كل الجهود لحماية البيئة المحيطة من جميع المخاطر المحدقة بها، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لكل المشكلات البيئية، وترسيخ ثقافة العمل التطوعي بين الأفراد، في سبيل المحافظة على حق الأجيال القادمة في بيئة نظيفة. وترى أن مكافحة تلوث البيئة واجب على كل إنسان، ويجب تشجيع إجراء البحوث العلمية الهادفة إلى مكافحة التلوث بشتى أشكاله، معتبرة أن استمرارية حياة الانسان، تعتمد على إيجاد حلول عاجلة للعديد من المشكلات البيئية الرئيسية .