ربط بلدية دبي وهيئة الصحة لمواجهة التسمم الغذائي

نظام جديد لتقصي الأمراض المنقولة

بلدية دبي تعمل على الحد من التسمم الغذائي. تصوير: دينيس مالاري

أعلنت كل من بلدية دبي وهيئة الصحة، عن وضع نظام عمل حديث ومتكامل لتقصي الأمراض المنقولة عبر الغذاء وحالات التسمم الغذائي في الإمارة.

واعتبر مدير إدارة الرقابة الغذائية في البلدية، خالد شريف العوضي، في مؤتمر صحافي، أمس، في مقر البلدية أن النظام الجديد تمكن من ربط جميع الجهات المعنية بتقصي ومواجهة حالات التسمم الغذائي معلوماتياً، بما يضمن تتبع حالات التسمم ورصد أسبابها بطريقة أكثر دقة مما مضى.

وأضاف أن عدم التكامل وعدم وجود ربط بين تلك الجهات كان يقف عائقاً خلال السنوات الماضية امام تطوير الآليات المستخدمة في تقصي الأمراض المنقولة، لافتاً إلى أن كثيراً من البلاغات كانت تصل متأخرة إلى بلدية دبي، ما كان يؤدي إلى صعوبة تحديد المصدر والمسببات.

وكشف عن أن معدل حالات التسمم الغذائي التي تم تسجيلها منذ مطلع العام الجاري في دبي، نتيجة التنسيق والتعاون بين البلدية والهيئة، بلغ 88 حالة لكل 100 ألف نسمة، وذلك مقارنة بنحو 8800 حالة لكل 100 ألف في بريطانيا، ونحو 32 الف حالة لكل 100 ألف في كندا، معتبرا ان النموذج الأمثل للمقارنة هو سنغافورة التي تتماثل مع إمارة دبي من ناحية طبيعة الطقس وأنواع الاغذية الأكثر تداولاً، حيث يبلغ معدل الامراض المنقولة عبر الغذاء فيها 74 إصابة لكل 100 ألف.

وأكد العوضي صعوبة الوصول إلى نتيجة علمية موثقة في ما يتعلق بمسببات الأمراض المنقولة بواسطة الغذاء، معتبراً أن نظام تقصٍ فاعل لتلك الأمراض من خلال ربط أنظمة مؤسسات الرعاية الصحية مع أنظمة الرقابة على الأغذية، سيمكن المستشفيات والمراكز الصحية من تقديم تقارير مفصلة في الوقت المناسب، بما يتعلق بحالات الأمراض المنقولة بواسطة الغذاء المشتبه فيه.

وأشار إلى أن أجهزة الرقابة الغذائية تبدأ حينها البحث في مسببات هذه الأمراض بناءً على تلك التقارير، موضحاً أن معدل حالات الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الغذاء يعتبر المؤشر الأهم والأكثر فعالية في تحديد مدى فعالية برامج السلامة الغذائية في أي مدينة، وليس الانظمة المطبقة في الرقابة والتفتيش الغذائي، وإن كانت تلك الأنظمة الأكثر تطوراً ودقة على مستوى العالم.

وحسب المعلومات التي أعلن عنها العوضي، خلال المؤتمر الصحافي، فإن النظام الجديد سيربط لأول مرة المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة بهيئة الصحة في دبي، ما يتيح لهم ابلاغ الهيئة وتسجيل جميع حالات الامراض المنقولة عبر الغذاء، وتتولى الهيئة بدورها إبلاغ البلدية باعتبارها الجهة المسؤولة عن تحديد مصدر وسبب الاصابة، والتحقق من حيثيات الحالة من خلال الكشف عن المؤسسة الغذائية أو الموقع المشتبه في وقوع الاصابة داخله.

وأوضح العوضي أن إدارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي تحقق في كل الحالات التي ترد إليها من خلال ربط الأعراض والملوثات التي يتم اكتشافها مع المؤسسة الغذائية التي قد تكون مصدر الغذاء المشتبه في تسببه في التسمم الغذائي.

وأضاف أنه بعد التأكد من تسبب المؤسسة في التسمم الغذائي تتولى إدارة الرقابة الغذائية اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه تلك المؤسسة، وإلزامها بتطبيق المتطلبات التصحيحية، لتفادي عدم تكرار مثل تلك التسممات مرة أخرى.

من جهتها، قالت رئيس مركز الخدمات الوقائية في هيئة صحة دبي، الدكتورة فاطمة العطار، خلال المؤتمر الصحافي، إن أكثر الاسباب شيوعاً التي تقف وراء الأمراض المنقولة عبر الغذاء في دبي يتلخص في ثلاثة أنواع من التلوث الطفيلي والبكتيري والفيروسي، مؤكدة أن تلك الأسباب من أقل الاسباب والحالات خطراً، مقارنة بالأسباب التي تؤدي إلـى الإصـابة بأمـراض التيفوئيد والكـبد الوبائي التي تصـنف أمراضاً قاتلة.

تويتر