«الصحة» قبلت تسجيل منتجات مشابهة من إنتاج شركة بريطانية معتمدة عالمياً. أ.ف.ب

أطباء تجميل استقبلــوا نساءً زرعـن « السيلـيكـون المعيــب »

أعلنت وزارة الصحة أن مادة منزرعات الثدي (السيليكون) الفرنسية «المعيبة»، لم يصرح بتداولها في المستشفيات الحكومية والخاصة بالدولة، داعية «من زرعن هذه المادة في الخارج، ويقمن في الدولة، إلى مراجعة أطباء التجميل لفحصها».

في الوقت نفسه، أبلغ رئيس شعبة التجميل في جمعية الإمارات الطبية الدكتور علي النميري «الإمارات اليوم»، بأن «الجمعية أخطرت أطباء التجميل، من أعضاء الجمعية، بضرورة استدعاء النساء اللاتي زرعن هذه المادة لفحصهن، وعلاج الحالات المتضررة».

ولم يستبعد مسؤولون أن «تكون هذه المادة المغشوشة قد دخلت الأسواق قبل سنوات، من دون تصريح من وزارة الصحة»، فيما كشف أطباء تجميل أنهم استقبلوا حالات في الدولة متضررة من هذه المادة، وتم استبدال «السيليكون» المغشوش، بآخر مصرح به في الدولة.

وتفصيلا، حذرت وزارة الصحة من استخدام منزرعات الثدي التجميلية، التي تستخدم لتكبير حجم الثدي، والمصنوعة من مادة السيليكون من إنتاج شركة PIP الفرنسية.

وقال وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص الدكتور أمين حسين الأميري لـ«الإمارات اليوم»، إن «الوزارة لم تتلق أي بلاغ من نساء تضررن من هذه المادة، حتى أمس»، مشيرا إلى ان «الوزارة أبلغت هيئتي الصحة، في دبي وأبوظبي، بتعميم يحذر من هذه المادة». مضيفا «أبلغت وزارة الصحة وزارة البيئة، لتبلغ بدورها البلديات، بمنع بيع هذه المادة في أسواق الدولة»، داعياً «النساء اللاتي خضعن لجراحات تجميل، بهذه المادة، إلى مراجعة اطباء التجميل لفحصها، منعا لأية مضاعفات قد تسببها».

ضوابط صارمة

قال وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص الدكتور أمين حسين الأميري، إن الإمارات كانت من أولى الدول في المنطقة، التي وضعت الضوابط الصارمة لتسجيل الوسائل الطبية منذ عام ،2008 والتي منها «منزرعات السيليكون» بأنواعها كافة، مشيرا إلى أن هذه المنزرعات يوجد منها ما هو معبأ من السيليكون أو بالمحاليل الملحية أو بالاثنين معا، فيما يعرف بثنائي الغرف.

وأشار إلى أن الوزارة لا تسمح بتسويق هذه المنتجات في السوق المحلية، إلا بعد استيفاء المتطلبات اللازمة من الشركات المنتجة، من حيث إثبات تصنيعها لها، وفقا لمعايير السلامة والجودة العالمية، وحصول المنتج على الموافقات اللازمة، سواء من الهيئات الصحية المرجعية، أو مراكز التقييم المعتمدة لدى دول الاتحاد الأوروبي، والتأكد من أنه تم تطبيق الدراسات الخاصة بتقييم الخطورة، وأيضا حصول المنتج على شهادات الجودة، التي تتوافق مع درجة خطورتها، والتي تسمح بحملها علامة التسويق الأوروبي.

وأصدر قطاع الممارسات الطبية والتراخيص، في وزارة الصحة، تعميما إلى مديري المناطق الطبية، ومديري المستشفيات الحكومية والخاصة، ومديري الصيدليات الخاصة، يوصي مزاولي الرعاية الصحية بعدم استخدام جميع حشوات السيليكون المصنعة من هذه الشركة.

وذكرت الوزارة أن «هذه الحشوات تم سحبها من السوق الفرنسية، من قبل الوكالة الفرنسية لسلامة المنتجات الصحية، بعد تسلمها عددا من التقارير تفيد بتلف هذه المنزرعات، والتي تبين أنها معبأة بنوعية من السيليكون، تختلف عن تلك التي تم اعتمادها في بلد المنشأ عند تسجيلها».

وأشارت إلى أن هذا المنتج لم يصرح بدخوله الدولة من قبل وزارة الصحة، وغير مسجل لديها.

وقال الأميري: إن «وزارة الصحة تبادر بهذا التحذير، تحسبا لاحتمال وجود هذا المنتج في الدولة بطريقة أو بأخرى، إذ ان هذه المنتجات كانت تدخل في السابق من قبل جهات أخرى غير وزارة الصحة».

ولفت إلى أن وزارة الصحة قبلت تسجيل منتجات مشابهة من إنتاج شركة بريطانية معتمدة عالميا، حسب معايير الجودة المطبقة وتحمل الشهادات اللازمة، موضحا أن هذا التسجيل يلزم الشركة بضمان ديمومة التصنيع الجيد للمنتج، وموافاة الوزارة بأي اختلاف عن معايير الجودة المعتمدة عند التسجيل.

وذكر الدكتور علي النميري، أنه استقبل امرأة فرنسية، قبل عامين، كانت تعاني بسبب زراعة هذه المادة، «فتم استبداله».

ولم يسـتبعد أن تكون «هناك حالات عدة لنساء زرعـن هـذه المـادة خارج الـدولة، سـواء من مقيـمات ذهـبن لـزراعتها في دول أوروبية، أو أوروبيات يقمن في الدولة، ما يسـتدعي فحصهن».

وتابع «تلقت شعبة التجميل تحذيرا بشأن هذه المادة من الاتحاد الدولي للتجميل، فأخطرت بدورها أطباء التجميل من أعضاء الجمعية، بضرورة فحص النساء اللاتي زرعن حشوات سيليكون، والتأكد من سلامتهن».

في الوقت نفسه، دعا النميري الى عدم الذعر من «السيليكون الفرنسي»، إذ إنه زرع لأكثر من 300 ألف امرأة، وتضررت منه 2000 امرأة فقط، مشيرا الى ان «الحالات التي يتم فحصها، وتثبت سلامتها، لا داعي لإزالة الحشو، بصورة متعجلة».

وروى اخصائي جراحة تجميل الصدر، في مستشفى الأكاديمية الأميركية لجراحة التجميل الدكتور مايكل ساليفاريس، أنه «استقبل أربع حالات لنساء تضررن من هذه المادة خلال العام الماضي، وتم استبدالها لهم، بسيليكون آخر مصرح به في الدولة»، مشيرا الى ان «احدى الحالات كانت تعاني (تفتت) السيليكون تماما في الثدي، كأنه مطحون».

واشار الى ان «هذه المادة تجد اقبالا من النساء، كونها رخيصة الثمن مقارنة بمثيلاتها، ما يعني أن هناك عددا كبيرا معرضا للخطر بسببها»، داعيا «النساء اللاتي زرعن سيليكون في الثدي، إلى مراجعة الاطباء، للتأكد من سلامة الثدي».

إلى ذلك، قال رئيس قسم التجميل في هيئة الصحة بدبي، الدكتور مروان الزرعوني ان «هذه المادة يسهل جدا تخليص الجسد منها، واستبدالها بأخرى آمنة»، لافتا إلى أن هيئة الصحة في دبي لا تستخدمها نهائيا، وتعتمد على السيليكون المصنع من قبل شركات اميركية وبريطانية».

وتوقع الزرعوني ان «تكون هناك حالات تحمل هذه المادة، لاحتمالية دخولها الدولة بطرق غير مصرح بها، أو تمت زراعتها لبعض النساء في الخارج».

الأكثر مشاركة