بينهم أطفال.. ومناشدات بالتبرع العاجل لإنقاذهم
نقص الدم بمركز الثلاسيميا يهدد حياة 450 مريضاً
أبلغت مصادر طبية ومرضى بالثلاسيميا في دبي «الإمارات اليوم»، أن «مركز علاج الثلاسيميا، ومركز التبرع بالدم في هيئة الصحة يعانيان أزمة نقص حادة في الدم».
وقالوا إن «هذا النقص تسبب في حصول مرضى على وحدة دم واحدة شهرياً، بدلاً من ثلاث، وهناك مرضى جاؤوا من بعض الإمارات الشمالية، وعادوا دون الحصول على أي وحدة دم».
وأبدى مرضى قلقهم الشديد من استمرار هذه الأزمة، مؤكدين أن «استمرارها يهدد حياة أكثر من 450 مريضاً بالخطر، خصوصاً أن مريض الثلاسيميا لا يستطيع العيش دون الحصول على وحدات دم طول العمر».
وطالبوا المواطنين والمقيمين «بسرعة التبرع بالدم لهم في مركز دبي للدم، في مستشفى لطيفة (الوصل سابقاً)، إنقاذاً لحياتهم».
وتفصيلاً، التقت «الإمارات اليوم» مرضى مصابين بالثلاسيميا، أمس، «أكدوا أنهم يعانون شحاً شديداً في وحدات الدم المتبرع بها في مركز دبي للدم، ما يحول دون حصولهم على وحدات الدم اللازمة لبقائهم على قيد الحياة».
وقال المريض محمد عمر (33 عاماً)، إن «أزمة نقص في وحدات الدم يشهدها مركز علاج الثلاسيميا في دبي منذ نحو أربعة أشهر، وصلت إلى درجة حادة جداً خلال الأسابيع الأخيرة».
وأضاف «أنا من أبناء الشارقة، وأعالج في مركز الثلاسيميا بدبي منذ أن كان عمري تسعة أشهر، ولم أشهد مثل هذه الأزمة طوال سنوات علاجي»، مشيراً إلى أن «عدم حصوله على الدم الكافي تسبب في إصابته بتشنجات شديدة، وأدى إلى تغيبه عن وظيفته، ما قد يعرضه للتوقف نهائياً عن العمل، وهو أب لثلاثة أطفال».
وقال المريض (م.ن)، إنه «يحتاج إلى جلسة كل ثلاثة أسابيع يحصل خلالها على أربع وحدات دم، لكنه الآن يحصل على وحدة واحدة، وأحياناً لا يحصل على أي وحدة».
وتابع «بعض المرضى باتوا يتعرضون لمضاعفات شديدة نتيجة لهذا النقص، وحياتهم باتت معرضة للخطر، ما جعل البعض يستجدي المحيطين من حوله، وبعض الآسيويين للتبرع له بالدم».
وقال مصدر بهيئة الصحة في دبي، فضل عدم نشر اسمه، إن «نقص الدم مستمر في مركز الثلاسيميا منذ أكثر من أربعة أشهر، وزادت حدة الأزمة خلال الأيام الأخيرة، خصوصاً في فصيلتي (B+) و(O+)»، مشيراً إلى أن عدد «المرضى الذين يحتاجون إلى الدم بصفة مستمرة، 450 مريضاً».
ولفت إلى أن «بعض هؤلاء المرضى أطفال، وإذا لم يحصلوا على جرعات الدم، فسيصابون بتأخر في النمو، وتراجع في وظائف الكبد والطحال والقلب».
غادر المريض محمد عمر، مركز الثلاسيميا في دبي، أمس، دون أن يحصل على وحدات الدم التي يحتاجها لبقائه على قيد الحياة.
ومحمد (33 عاما) واحد من 450 مريضا مصابا بمرض فقر الدم الوراثي (الثلاسيميا)، ويحتاج الى جلسة نقل دم كل ثلاثة اسابيع، يحصل خلالها على أربعة وحدات من الدم، لكنه منذ أربعة أشهر، يحصل على وحدة واحدة أو وحدتين شهريا على أقصى تقدير، بسبب ما يصفه بأنه «نقص حاد في الدم المتبرع به في دبي».
وروى لـ«الإمارات اليوم» أنه «مجرد حالة بين مئات المرضى الذين يعانون هذه الازمة، وبينهم أطفال، يأتون من إمارات رأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأبوظبي للحصول على الدم اللازم لبقائهم على قيد الحياة، لكنهم يعودون من دون الحصول على وحدة واحدة».
ويضيف «شاهدت بعيني مرضى يستجدون أشخاصاً من دول آسيوية، أو أصدقاء، ليتبرعوا لهم بالدم، حتى ينقذوهم من مضاعفات المرض الخطرة».
ويكمل أن «السبب في هذا النقص الحاد، يعود الى عدم وعي المواطنين والمقيمين باحتياج المرضى لتبرعهم بالدم»، مناشداً أفراد المجتمع التبرع في مركز الدم الملحق بمستشفى لطيفة (الوصل سابقا)، لإنقاذ مرضى الثلاسيميا من المضاعفات، التي تودي بحياتهم.
وروى (خ.س) وهو مصاب بالثلاسيميا انه لم يعد يستطع الذهاب إلى عمله، ويصاب بين الحين والآخر بتشنجات شديدة، نتيجة عدم حصوله على جرعات الدم المقررة له، مضيفاً «أعاني حالة خمول شديدة، ولا استطيع الخروج من بيتي لتوفير احتياجات ابنائي اليومية، لأنني لم احصل على كميات الدم المقررة لعلاجي».
ويكمل: «توجهت أكثر من مرة إلى مركز الثلاسيميا للحصول على الدم المقرر لحالتي ومقداره أربعة أكياس، وأحصل على كيس واحد، واحياناً لا احصل على أي وحدة دم، واعود إلى منزلي، في حالة جسمانية ونفسية سيئة».
وأضاف أن «هذا المركز يعد الاكبر لعلاج مرضى الثلاسيميا في الدولة، ولا يوجد سوى قسم صغير في الفجيرة، افتتح قبل أسابيع قليلة، لذلك يأتي المرضى من الإمارات الشمالية وأبوظبي للعلاج في دبي»، مضيفا «هناك مرضى جاءوا من الامارات الشمالية، وعادوا من دون الحصول على أي قطرة دم».
وأبدى مرضى آخرون قلقهم من استمرار هذه الازمة، مؤكدين أن استمرارها يهدد حياة مئات المرضى بالخطر، خصوصاً أن مريض الثلاسيميا لا يستطيع العيش من دون الحصول على وحدات دم طوال العمر.
وناشد المواطنين والمقيمين سرعة التبرع بالدم في مركز دبي للدم، في مستشفى لطيفة، لإنقاذ حياة مرضى الثلاسيميا.
من جانبه، أقر مسؤول في هيئة الصحة في دبي، فضّل عدم نشر اسمه، بوجود نقص في الدم المتبرع به في مركز الدم، مشيرا الى أن «النقص مستمر منذ أكثر من أربعة أشهر، وزادت حدته خلال الايام الاخيرة»، مشيراً إلى أن عدد المرضى الذين يحتاجون إلى الدم بصفة مستمرة هو 450 مريضا.
وأضاف أن بين هؤلاء المرضى أطفالا، واذا لم يحصلوا على جرعات الدم، سيصابون بتأخر في النمو، وتراجع في وظائف الكبد والطحال والقلب.
وعزا السبب في هذا النقص الى «قلة عدد المتبرعين، وزيادة عدد السكان والمستشفيات في الامارة، واستهلاك كميات كبيرة من الدم في علاج المرضى في تلك المستشفيات»، داعياً من يتمتعون بالصحة من المقيمين والمواطنين الى «سرعة التبرع بالدم في مركز التبرع الملحق بمستشفى لطيفة، إنقاذاً لهؤلاء المرضى».
وعلمت «الإمارات اليوم» أن مركز الثلاسيميا يستقبل 30 مريضا يوميا يحتاجون ما بين 60 إلى 75 وحدة دم.
ويعاني المركز نقصاً شديداً في فصيلتي (B+) و(O+)، لا يحصل إلا على 10 وحدات منهما، في حين يحتاج الى 40 وحدة كل يوم.
ووفقا لاطباء، فان مريض الثلاسيميا، يعاني فقر دم وراثياً، ويحتاج المريض إلى نقل الدم منذ الأشهر الاولى من ولادته، ويستمر طوال العمر، وعندما لا يجد الطفل المريض وحدات الدم اللازمة، لا يصل الدم إلى خلايا الجسم، فيتأثر نموه، ويصاب بتضخم في الطحال والكبد، وقد يتطور الامر الى الوفاة.
أما المرضى البالغون، إذا لم يحصلوا على الدم اللازم، يصابون بخمول شديد، ويفقدون نشاطهم، ولا يستطيعون تلبية متطلبات أسرهم، ويتوقفون عن أعمالهم.
ويحتاج مريض الثلاسيميا، إلى دم حديث، لا يكون مضى عليه أكثر من خمسة أيام، منذ وقت التبرع به. ويرى أطباء أن «الحل الوحيد، في وجود متبرعين دائمين بالدم، لانقاذ حياة المرضى».
وكانت «الإمارات اليوم» نقلت عن مسؤولين في مركز دبي للتبرع بالدم، قولهم إن «المركز يعاني نقصاً يبلغ 100 وحدة دم يومياً، ويحتاج إلى التبرع الدائم بالدم للمركز، لتوفير احتياجات مصابي الحوادث ومرضى الثلاسيميا، والمرضى في 31 مستشفى حكومياً وخاصاً في الإمارة».
وأوضحت رئيسة شعبة المختبرات الطبية في المركز، أسماء النيادي، أن «المركز يجمع بين 100 و150 وحدة دم من التبرعات يومياً، في حين يحتاج إلى كمية تراوح ما بين 200 و250 وحدة، لتلبية الاحتياجات اليومية للمرضى والمصابين».
وأوضحت أن كل وحدة دم يتم التبرع بها، يستفيد منها ثلاثة مرضى، من المصابين بالسرطان، والخاضعين لجراحات قلب مفتوح، والمصابين في حوادث.
وذكرت أن المركز في حاجة إلى «متبرعين دائمين بالدم» يؤمّنون احتياجات المرضى، موضحة أن دراسة أجريت أخيراً في هيئة الصحة في دبي، أظهرت أن «مريض الثلاسيميا يحتاج إلى 34 متبرعاً بالدم كل عام». ويستقبل المركز «تبرعات تقدر بـ35 ألف وحدة دم سنوياً، والاحتياج في تزايد، وتتوقع هيئة الصحة أن يصل الاحتياج السنوي إلى 50 ألف وحدة، بعد خمسة أعوام».
مركز دبي للتبرع بالدم في مستشفى لطيفة بدبي "الوصل سابقاً" هاتف: 2193768 / 042193221
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news