«صحة دبي»: وجود كفلاء دائمين بالدم ينقذ مرضى الثلاسيمـيا
دعت هيئة الصحة، في دبي، المتبرعين إلى المشاركة في مبادرة «كفلاء بالدم» لمرضى الثلاسيميا، بما يضمن توافر كميات اللازمة لإنقاذ حياتهم، وفي الوقت نفسه يسهم في توجيه كميات الدم المحصلة من حملات التبرع لمصابي الحوادث، والخاضعين لعمليات جراحية في المستشفيات.
واعتبرت أن وجود أشخاص يتكفلون بالتبرع بالدم بصفة منتظمة لمرضى الثلاسيميا، يحمي هؤلاء المرضى من المضاعفات الصحية الخطرة، التي قد تهدد حياتهم، في حال نقص الدم.
وقالت مديرة مركز دبي للتبرع بالدم، استشاري الدم الجزيئي، الدكتورة ليلى الشاعر، إن دراسة أجريت أخيراً في هيئة الصحة في دبي، أظهرت أن مريض الثلاسيميا يحتاج إلى 34 متبرعاً بالدم سنوياً، معتبرة أن وجود هؤلاء المتبرعين بصفة دائمة يضمن سلامة مريض الثلاسيميا، الذي ليس له علاج إلا نقل الدم.
وأضافت أن مرضى الثلاسيميا حياتهم معلقة بحصولهم على ثلاث وحدات من الدم شهرياً، ومن ثم فنحن محتاجون إلى ثلاثة متبرعين لكل مريض بصفة شهرية، وهو رقم كبير لن يتحقق إلا بالتبرع المستمر بالدم على مدار العام.
وأشارت الشاعر، إلى أن مركز دبي للتبرع بالدم، توصل إلى أن «الكفيل الدائم بالدم» سيحد من أي نقص مستقبلي في الدم، كونه يضمن لمرضى الثلاسيميا ما يحتاجون إليه من دم.
وتابعت «سنطوّر فكرة الكفيل، بحيث يخصص له ملف يوضح الشخص المستفيد من التبرع، ومن ثم يتابع علاج هذا المريض كلما تبرع بالدم».
وأضافت «نأمل بأن يتبرع الشخص الواحد بوحدة دم كل ثلاثة أشهر، بواقع ثلاث مرات سنوياً، ليكون بذلك متبرعاً دائماً».
ولفتت إلى أن «مريض الثلاسيميا الواحد يحتاج إلى 12 كفيلا بالدم سنوياً، بحيث يتبرع كل كفيل ثلاث مرات سنوياً، بذلك يضمن المركز مصدرا دائما للدم للمرضى الذين يتعدى عددهم الـ440 مريضاً».
ويعالج مركز الثلاسيميا بهيئة الصحة في دبي مرضى يأتون من أنحاء الدولة، 40٪ منهم من المواطنين، و40٪ من دول آسيوية، و20٪ من دول عربية وغربية.
وذكرت أن المركز يبحث عن متبرعين لكل مريض، بدعوة المواطنين والمقيمين للتبرع بالدم، عبر الاتصال الهاتفي، وإرسال رسائل نصية إليهم، والخروج في حملات للمؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة، للحصول على وحدات الدم من المتبرعين.
لا للمال
حول دعوة البعض تقديم مبالغ مالية للمتبرعين بالدم، قالت الشاعر إن المركز أوقف منذ بداية العام الماضي التبرع مدفوع الأجر، موضحة أن العام الماضي الذي لم يسجل حالات دفع مبالغ مالية للمتبرعين، شهد التبرع بنحو 35 ألف وحدة دم، في حين تم جمع 32 ألف وحدة في العام السابق له، الذي كان يشهد عمليات سداد مبالغ مالية، ما يعني أن مكافأة المتبرعين بالمال غير مجدٍ.
وأشارت الشاعر إلى أن هناك أشهرا ينخفض فيها التبرع بالدم، مثل أشهر الصيف، ورمضان، في حين عدد المرضى المحتاجين للدم في تزايد، ما يدعو للتبرع بالدم في تلك الاشهر، وعلى مدار العام، منعاً لأي نقص في المخزون. وأثنت الشاعر على مبادرة مؤسسة الامارات للاتصالات (اتصالات)، التي وقعت اتفاقاً ضمن حملة «تبرع»، التي أطلقتها «الإمارات اليوم»، يتم بموجبها جمع تبرعات الدم من موظفيها كل ثلاثة أشهر، ما يضمن توافر مصدر دائم للدم بالمركز.
ودعت الشاعر المؤسسات الحكومية والخاصة إلى تطبيق الفكرة نفسها، وحث موظفيها على التبرع الدائم بالدم على مدار العام، للإسهام في إنقاذ المحتاجين إلى هذا الدم.
احتياجات المرضى
من جانبه، قال منسق عام مركز الثلاسيميا في دبي، اخصائي أمراض الدم الوراثية، الدكتور عصام ضهير، إن مريض الثلاسيميا يحتاج إلى وحدات دم محددة كل ثلاثة أسابيع، تراوح بين وحدة وأربع حسب وزنه وعمره، وعدم حصوله على هذه الكميات يعني أن حياته مهددة بالخطر.
وأضاف أن وجود متبرعين دائمين، أو كفلاء بالدم، سيؤمن لهؤلاء المرضى احتياجهم من الدم اللازم لبقائهم على قيد الحياة، داعيا المواطنين والمقيمين الى التبرع الدائم بالدم، في مركز دبي للتبرع بالدم بمستشفى لطيفة (الوصل سابقا)، وأن يكونوا «كفلاء دائمين لمرضى الثلاسيميا، بحيث يتبرع الشخص بنصف لتر من الدم كل ثلاثة أشهر، ما يوفر احتياج هؤلاء المرضى».
ويحتاج مركز الثلاسيميا إلى 80 تبرعا بالدم يومياً، ليوفر احتياجات المصابين، ويبلغ عدد المرضى المسجلين في المركز 836 مريضا، منهم 442 يحتاجون الى نقل دم بصورة دائمة، في حين يحتاج الباقي إلى الدم على فترات متباعدة.
إلى ذلك، طالب مسؤول طبي، فضل عدم نشر اسمه، بوضع استراتيجية وطنية للتبرع بالدم في الدولة.
وأوضح أن الاستراتيجية تبدأ بمضاعفة جهود نشر التوعية اللازمة بأهمية التبرع بالدم، لافتا إلى أن المجتمع الإماراتي يضم أعداداً هائلة من المتبرعين المحتملين دائمي الاستعداد للتبرع، وكل ما يحتاجون إليه فقط هو دعوتهم للقيام بالتبرع وتوضيح مدى الحاجة إليه.
وتابع «بعد نشر التوعية ودعوة المـتبرعين، يـتم اختيار المتبرع الأمثل من بين المتقدمين، للاحتفاظ به متبرعا دائما ومنتظما، يتبرع بالدم كل ثلاثة أشهر، معتبرا أنه إذا وضعت استراتيجية لعملية التبرع شاملة، تضمن دعوة المتـبرعين واخـتيار الأفـضل منـهم، ومـن ثم المحافظة عليهم، فلن يتكرر نقص الدم.