بركات: نيل ثقة المرضى شرف لا يُقدر. تصوير: إريك أرازاس

مها طبيبة كل الناس في جميع الأوقات

تكرّس المدير الطبي ومدير البحوث في مركز «إمبريال كوليدج» لعلاج السكري في أبوظبي، الدكتورة مها تيسير بركات، حياتها كلها لمرضى السكري، انطلاقاً من فهم خاص لديها حول العلاقة بين المريض والطبيب، فهي تعتبر أن المرضى هم «أصحاب الفضل عليها، لأنهم سمحوا لها بعلاجهم وسلموها أنفسهم»، لذلك فإنها توزّع يومها بين العلاج والتعليم والتوعية والأبحاث، الأمر الذي استحقت عليه جائزة أبوظبي «لجهودها المستمرة والمتواصلة في علاج أمراض السكري والغدد الصماء».

وتُعد بركات أحد روّاد العطاء منذ ثماني سنوات في علاج مرضى السكري، والغدد الصماء، وارتفاع ضغط الدم، والدهون، والتغذية.

وتسهم في كثير من المشروعات العلاجية والبحثية والتعليمية والتوعوية، وتحرص على نشر الوعي حول داء السكري في أبوظبي والعين، عبر إطلاق حملات تثقيفية لخفض أعداد المصابين بالمرض.

ومنح الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الدكتورة مها بركات، الجائزة ضمن مجموعة من المكرّمين.

واعتبرت بركات حصولها على تلك الجائزة تكريماً «أكثر مما تستحق»، وأكدت لـ«الإمارات اليوم» أن «نيل ثقة المرضى شرف لا يقدر»، إذ تـرى أنهم «أصحاب الفضل، لأنهم سمحوا لها وسلموها أنفسهم كي تعالجهم».

وشددت على أن روح التسامح والحميمية لشعب الإمارات والمقيمين على أرضها، هما الدافع القوي للعمل التطوعي، وتأمل أن ترى مركز «سكري» يعمل في أبوظبي على مدار الساعة، وقالت: «هناك مستشفيات طوارئ تعمل ليلاً ونهاراً، لكننا نريد مركزاً متخصصاً لعلاج السكري يعمل 24 ساعة يومياً».

وأضافت بركات أن «إنجاز مركز (إمبريال كوليدج) لعلاج السكري في أبوظبي، الذي تأسس عام 2004 بالتعاون بين شركة (مبادلة) التابعة لحكومة أبوظبي، وكلية إمبريال في لندن، استغرق عامين من العمل المتواصل، إذ عملت رئيسة للمركز منذ بدايات المشروع».

وتابعت: «بفضل تضافر جهود العاملين على مدى ثماني سنوات نعالج الآن 60 ألف مريض، ثلثهم مرضى سكري، والبقية لديهم أمراض غدد صماء ودهون وضغط، وهي الأمراض المصاحبة للسكري».

ولفتت إلى أن «معظم المرضى من كبار السن فوق 40 عاماً، وهي الشريحة الأكبر المصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، الذي يصاب أصحابه بسبب زيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة».

ووفقاً للدكتورة بركات، فإن مركزي «إمبريال» في أبوظبي والعين، يركزان على برامج العلاج، إذ يستقبلان 625 مريضاً يومياً، ويهتم أطباؤهما بمتابعة كل جديد في علاج مرضى السكري.

وقالت: «لدينا هدف توعوي، وننفذ أكبر حملة توعية بمرض السكري كل عام على مستوى الدولة، إلى جانب مشروعات توعوية أخرى»، مؤكدة أن «هذه الحملات تحد من انتشار المرض الذي يصيب 19٪ من أفراد المجتمع»، مضيفة أن «للمركز جهوداً بحثية تبذل، هدفها حماية كل شخص من المرض».

وتؤكد بركات أن «يومها موزع بين أربعة مسارات، هي: العلاج، والتعليم، والتوعية والأبحاث»، وقالت: «كل وقتي وحياتي داخل المركز وخارجه في خدمة المرضى، سواء المترددون منهم على المركز أو خارجه»، مضيفة: «لا يمكن لمركز واحد علاج مرضى تصل نسبتهم إلى 19٪ من سكان الدولة، لذا أتابع المرضى، وأساعد آخرين قبل الدخول إلى المركز، أو بعد الدوام، أو عبر الهاتف»، وتعتبر أن القَسم الطبي الذي أدته فرض عليها، ألا يكون عملها مقيداً داخل الجدران، بل يتعداها إلى كل مريض أينما وجد.

ودرست بركات المراحل الأولى من التعليم في مدرسة الوردية بأبوظبي، وأصبحت عام 2003 استشارية متخصصة في علاج السكري والغدد الصماء، وتعمل منذ عام 2004 في أبوظبي، وتقسم وقتها بين «إمبريال» أبوظبي ومثيله في العين، وكان والدها الدكتور تيسير بركات يشغل منصب مدير عام وزارة الصحة سابقاً، ولديها شقيقتان إحداهما محامية، وثلاثة إخوة جميعهم أنهوا دراساتهم الجامعية ويعملون في وظائف متنوعة.

الأكثر مشاركة