دمه يتطابق مع الفصيلة النادرة للمريض

لؤي يتبرع بدمه لطفل «ثلاسيميا» منذ عامين

صورة

تجاوزت العلاقة التي تجمع فني المختبر لؤي إبراهيم (38 عاماً)، بمريضه الطفل سيف ناصر، علاقة فني متخصص في سحب عينات الدم إلى علاقة إنسانية فريدة، قادته إلى التبرع بدمه بانتظام منذ عامين لمصلحة الطفل، الذي تعد فصيلة دمه نادرة، لكنها تتطابق مع فصيلة دم فني المختبر.

ويقدم لؤي، الذي يعمل في مستشفى صقر الحكومي في رأس الخيمة، دمه بانتظام لمصلحة المرضى منذ عام ،2003 واستفاد منه العشرات من الأطفال المصابين بمرض الثلاسيميا.

ويقول لؤي إبراهيم لـ«الإمارات اليوم»، إن «طبيعة عمله تقضي بإجراء الفحوص الطبية بشكل متكرر لأطفال الثلاسيميا لمقارنتها بالأشخاص المتبرعين في مستشفى صقر، واكتشف قبل نحو عامين أن التركيبة الطبية الكاملة لدم الطفل سيف، وهو من نوع (+O)، تتطابق مع تركيبة دمه، وهي تركيبة لا تتوافر بسهولة».

ويتابع: «كنت الوحيد الذي بإمكانه تقديم دمه للطفل، ومنذ نحو عامين أتبرع لمصلحته بالدم مرة كل شهرين».

ويضيف أن «العديد من الأطفال في المستشفى كانوا بحاجة إلى تجديد دمهم باستمرار، ونظراً للحاجة إلى وجود متبرعين، قام بعمل 14 فحصاً مخبرياً لدمه، ليرى مدى مطابقة ذلك الدم مع أي من الأطفال المحتاجين إليه، وتبين أن فصيلة دمه تتطابق تماماً مع دم الطفل سيف ناصر، فسجل اسمه في قائمة المتبرعين الأساسيين للطفل».

ويتابع أن «طبيعة عمله جعلته يعرف جميع فئات الدم النادرة، التي يحتاج إليها الأطفال المرضى، ولا تتوافر بشكل دائم في المستشفيات وبنوك الدم في الدولة».

ويوضح: «أتبرع لسيف حال استقباله في غرفة التمريض، وأقوم بالتواصل مع أسرته بشكل متواصل للاطمئنان على صحته، وأرتب إجازاتي السنوية وفقاً لاحتياجاته من الدم، وإذا احتاج إلى دم إضافي خلال الإجازة أقطعها فوراً وأذهب إلى المستشفى للتبرع له بالدم».

ويعتبر إبراهيم التبرع بالدم للأطفال والأشخاص المرضى بالثلاسيميا، أو بأي مرض آخر، عملاً خيرياً من طراز رفيع، لأنه قد ينقذ حياة آخرين.

ويتبرع إبراهيم بدمه منذ عام ،1997 حين كان في بلده السودان، ويروي أنه كان ينافس زملاءه وأصدقاءه على التبرع بالدم بشكل متواصل، ويسجلون عدد المرضى الذين تبرعوا لهم بالدم، وهي «عادة» استمر عليها بعد قدومه إلى الدولة.

ويتذكر إبراهيم أنه في بداية يناير الماضي استقبل قسم الطوارئ في مستشفى صقر برأس الخيمة، أكثر من 10 حوادث مرورية خطرة، خلال ثلاثة أيام، وكان عدد المصابين يتجاوز 10 أشخاص، فلم يتردد في أن يكون من ضمن المتبرعين بشكل عاجل إلى هؤلاء.

ويقول: «تلقيت اتصالاً من المستشفى يطلب دماً للمصابين، وكنت هناك في وقت قياسي، وتبرعت إلى جانب آخرين من زملائي في المستشفى لمصلحة المصابين الذين تمكنا (بفضل الله وتبرعنا) من إنقاذ حياتهم»، ويؤكد أنه «يشعر بسعادة غامرة وهو يقدم دمه للآخرين، ويسهم في إنقاذهم، وهو يتبرع لأشخاص يعرف بعضهم، لكنّ كثيراً منهم لا يعرفهم»، ويرى أن هذا العمل من أكثر الأعمال الإنسانية قيمة.

إلى ذلك، أعربت (أم سيف) عن امتنانها الشديد لإبراهيم، وقالت إنه «وفّر بتبرعه الدائم للطفل على أسرته مشقة البحث عن دم من فصيلة نادرة، وقد لا تجده، وإن وجدته فإنه يتعين عليها التنقل بين جميع إمارات الدولة بحثاً عنه».

تويتر