نجاح أول عملية زرع كلى لمواطنة في كوريا

نجح فريق طبي في كوريا الجنوبية في زرع كلى للمواطنة فاطمة إبراهيم العلي (30 عاماً)، التي تسكن في منطقة المعيريض في إمارة رأس الخيمة، إثر تعرضها لفشل كلوي قبل 10 أشهر، جراء إصابتها بمرض السكري، فيما اعتبر مدير دائرة خدمة العملاء والاتصال المؤسسي في هيئة صحة أبوظبي، الدكتور جمال محمد الكعبي، أن هذه الجراحة أول عملية زرع كلى لمواطنة إماراتية، ونفذت بتقنية طبية حديثة جداً عبر استخدام جهاز المنظار.

وأجرت العلي عملية زرع الكلى في مستشفى متخصص في زراعة الأعضاء الجسدية في كوريا الجنوبية، بعد تبرع شقيقها خالد (24 عاماً) بإحدى كليتيه لإنقاذ حياتها، إذ تعاني فشلاً كلوياً حاداً يهدد حياتها.

وتفصيلاً، قالت العلي لـ«الإمارات اليوم» إنها أجرت زراعة كلى في مستشفى في كوريا الجنوبية، إثر إصابتها بفشل كلوي حاد، اضطرها لإجراء غسيل كلى في مستشفى عبيدالله في رأس الخيمة بشكل مستمر طوال فترة مرضها.

وأوضحت أن إصابتها بالفشل الكلوي، جاء جراء تعرضها لمرض السكري الذي ورثته عن والديها منذ 15 عاماً، موضحة أنها اعتادت الذهاب إلى مستشفى خليفة في أبوظبي للعلاج من مرض السكري الذي تسبب في إصابتها بتلف البنكرياس وفشل الكلى. وأضافت أن «هيئة الصحة في أبوظبي عرضت عليها إجراء عملية زرع الكلى في كوريا الجنوبية، بعد الحصول على موافقة متبرع لإنقاذ حياتها»، مضيفة أنها ترددت في بداية الامر حول إمكانية نجاح العملية في المستشفيات الخارجية.

وأشارت إلى أنها وافقت على إجراء عملية الزرع لأنه لا يوجد أمامها حل آخر، وتم إجراء فحوص طبية لشقيقها خالد الذي تطابقت أنسجة كليته مع كليتها وفق الفحوص الطبية. وتابعت «أنها ذهبت إلى مستشفى في كوريا الجنوبية، وتم إجراء الفحوص الطبية اللازمة لها ولشقيقها وزرع الكلى لها بطريقة طبية متطورة جداً عبر استخدام جهاز المنظار».

وأوضحت أنها مكثت في المستشفى 21 يوماً للتأكد من نجاح عملية الزرع، وتقبل جسدها الكلية الجديدة، خصوصاً أن جسدها به مضادات تطرد أي عضو جديد يمكن زراعته لها، مشيرة إلى أن شقيقها خالد مكث ثلاثة أيام فقط بعد أجراء عملية نقل الكلى منه.

وأضافت أن الأطباء في كوريا الجنوبية استخدموا تقنيات عالية ومتطورة جداً لزرع الكلى وجعل جسدها يتقبل العضو الجديد من دون أي مضاعفات صحية.

وشرحت أنها أصبحت طبيعية وتزاول نشاطها اليومي بحذر، وأنها ستجري عملية زرع بنكرياس خلال الأشهر المقبلة حال توفر متبرع من خارج الأسرة، متابعة أن الأطباء في كوريا الجنوبية رفضوا نقل جزء من بنكرياس شقيقها أحمد إليها، خوفاً من مرض السكري، كونه مرضاً وراثياً في الأسرة.

إلى ذلك، قال مدير دائرة خدمة العملاء والاتصال المؤسسي في هيئة صحة أبوظبي الدكتور جمال محمد الكعبي، لـ«الإمارات اليوم» إن قرار إجراء زرع كلى للمواطنة العلي تم بعد زيارة وفد رسمي من هيئة الصحة في أبوظبي إلى كوريا الجنوبية العام الماضي، للاطلاع على المرافق الصحية في أكبر أربعة مستشفيات هناك.

وأوضح أنه تم توقيع مذكرة تفاهم طبي مشترك لتبادل المرضى والخبرات الطبية، وبناءً عليه تم تنفيذ الخطة وإرسال التقارير الطبية للمواطنة إلى مستشفى في كوريا الجنوبية.

وأشار إلى أنه تمت الموافقة على زرع الكلى عبر المنظار، وهي تقنية طبية متطورة في هذا المجال لأنها عملية صعبة جداً، بعد أن تم تجهيز متبرع، إذ أكدت الفحوص الطبية أن شقيقها يحمل الصفات الطبية للكلى نفسها.

وأضاف أنه تم ارسال الشقيقين إلى كوريا الجنوبية، بعد موافقة اللجنة الطبية في هيئة الصحة في أبوظبي، لإجراء عملية زراعة الكلى، موضحاً أنها أول عملية زرع كلى لمواطنة إماراتية.