يُقبلون عليها في مواسم الامتحانات لزيادة التركيز والتغلب على النعاس
أطباء يحذرون من إسراف الطلبة في تناول مشروبات طاقة
حذر أطباء، من زيادة إقبال طلبة على مشروبات الطاقة بصورة متزايدة خلال فترة الامتحانات، سعياً لزيادة التركيز، وتجديد الطاقة والسهر ساعات طويلة، مشيرين إلى أن هذه المشروبات مخصصة للرياضيين ويتم تناولها تحت إشراف طبي صارم، لاحتوائها على مجموعة من العناصر مثل الكافيين والأحماض الأمينية، بصورة مبالغ فيها وبنسب أعلى من الموجودة في المياه الغازية، وذلك بهدف زيادة القدرة على التحمل وتقوية العضلات، ويؤدي الإسراف في تناولها إلى حدوث تأثير ضار في الكلى والكبد، كما يؤدي إلى الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وحدوث اضطرابات نفسية، لافتين إلى أن الإفراط في تناول هذه المشروبات قد يؤدي إلى الإدمان وصعوبة الإقلاع عنها.
فيما أكد عدد من الطلبة تناولهم مشروبات طاقة، خصوصاً أيام الامتحانات، بهدف زيادة القدرة الجسدية والتركيز، لافتين إلى أنها تساعدهم على السهر ساعات عدة، وتحافظ على الطاقة والنشاط أطول فترة ممكنة.
التغلب على النعاس
ارتفاع المبيعات قال صاحب محل بقالة، صديق محمد، إنه يبيع يومياً نحو 50 علبة مشروبات طاقة، لشباب تقل أعمارهم عن 25 عاماً، مشيراً إلى أن المبيعات ترتفع كثيراً خلال فترة الامتحانات، إذ يزداد إقبال الطلاب على هذه المشروبات، لاعتقادهم بأنها تساعد على السهر والتركيز في الدراسة. وأكد مشرف مبيعات في سلسلة محال كبرى، أيمن سعيد، زيادة مبيعات مشروبات الطاقة في فترات الدراسة، لإقبال الشباب عليها بصورة كبيرة. لافتاً إلى عدم اعتقاده بوجود اضرار عند تناولها، وإلا كانت قد منعت من قبل جهاز الرقابة الغذائية. |
وتفصيلاً، قال الطالب أحمد صيام، إنه يقبل على تناول مشروبات الطاقة بشكل يومي، خصوصاً في ساعات الليل للتغلب على النعاس، حتى يظل متنبهاً ونشيطاً أطول وقت ممكن، مؤكداً عدم قناعته بخطر تناول هذه المشروبات، لذلك يحرص على تناولها بشكل مكثف خلال فترات الامتحان فقط، ولا يتناول أكثر من علبتين يومياً.
وأفاد الطالب معاذ خليفة، بأنه يتناول علبة مشروب طاقة قبل دخول محاضراته الجامعية يومياً، للمساعدة على التركيز والانتباه، مشيراً إلى أنه اكتسب هذه العادة من زملائه، إذ إن هذه المشروبات منتشرة بصورة كبيرة بين الطلاب.
وقالت الطالبة في المرحلة الثانوية فاطمة حميد، إنها تلجأ إلى تناول مشروبات الطاقة عندما تشعر بالإجهاد وتريد إنجاز فروض عدة، كما تتناولها للمساعدة على السهر، لأنها تسبب أرقاً، لافتة إلى زيادة معدل استهلاك الطلاب لهذه المشروبات في فترات الامتحانات.
وأيدها الطالب صالح عبدالرحمن، مؤكداً أنه يتناول مشروبات الطاقة باستمرار، ويشربها بكثرة خلال أيام الامتحانات، إذ تجعله يسهر أحياناً لمدة 24 ساعة متواصلة، مشدداً على أن لها تأثيراً إيجابياً، فهي مشروبات منعشة، وتساعد على السهر، كما أن طعمها أفضل من القهوة، وهي مناسبة في الشتاء والصيف، بعكس القهوة التي لا يرغب الشباب في تناولها خلال أيام الصيف الحارة. وينتقد عبدالرحمن المبالغة في مخاطر مشروبات الطاقة، مشيراً إلى أنها لا تختلف كثيراً من حيث المكونات، والمواد الغذائية عن المشروبات الغازية أو الشوكولاتة، عازياً التخوف من هذه المشروبات إلى انها جديدة على المجتمع.
وأكدت الطالبة الجامعية موزة الحاج، معرفتها بمخاطر هذه المشروبات على جسم الإنسان، لافتة إلى أن المجتمع وفئات الشباب المختلفة مازالت غير واعية بخطر ذلك، مطالبة الجهات المعنية، ووزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، ووسائل الإعلام بتوعية المجتمع بتأثير مشروبات الطاقة، كما هي الحال بالنسبة إلى التدخين.
النشاط والحيوية
من جانبهم، ذكر معلمون أن معظم الطلبة يتناولون مشروبات الطاقة في المدارس، ويتعاملون معها على أنها أحد أنواع المياه الغازية، واعتقادهم بأنها تساعدهم على النشاط والحيوية.
وقال أسعد الصياد، معلم في المرحلة الثانوية، «أشاهد يومياً عشرات الطلبة يتناولون هذه المشروبات امام المدرسة، لافتاً إلى انهم لا يستمعون إلى النصائح الخاصة بخطر هذه المشروبات على صحتهم، وعدم جدوى تناولها لزيادة التركيز».
وأكدت معلمة تاريخ، تُدعى أم سلطان، أنها تمنع الطالبات من تناول هذه المشروبات، وتبلغ ذويهن وتنبههم إلى مخاطرها، مشيرة إلى ضرورة تكاتف المنزل مع المدرسة للقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل ابناء المستقبل.
أمراض مزمنة
في المقابل، حذر طبيب المخ والأعصاب في وزارة الصحة، عبدالوهاب السيد، من اعتياد الشباب وصغار السن تناول مشروبات الطاقة بأنواعها كافة، بحثاً عن نشاط الجسم والعقل إلى جانب القوة، مؤكداً أنها مجرد أوهام، لأن تأثير هذه المشروبات وقتي لا يستمر سوى ساعات قليلة يصاب بعدها الجسد بعديد من المتاعب والآلام، حتى ينتهي الأمر إلى دخول دائرة الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط المرتفع وأمراض الجهاز العصبي والقلب والسمنة، كما أنها تؤثر في الكلى والكبد.
وأيده الرأي أستاذ الجهاز الهضمي، أحمد الشاذلي، مشيراً إلى أن الأحماض الأمينية التي توجد بكثرة في مشروبات الطاقة ضارة بالكلى، خصوصاً الأشخاص الذين لديهم صعوبة في الإخراج أو قصور في الدورة الدموية للكلى، لأنها تؤدي على المدى الطويل إلى الإصابة بالفشل الكلوي، بالإضافة إلى أن تأثيرها يكون أكثر ضرراً في الذين يعانون مشكلات في الكبد.
وقال الشاذلي «تعاملنا مع مشروبات الطاقة يجب أن يكون وفق قواعد طبية متعارف عليها، تتمثل في أن أي مشروب أو دواء أو طعام يكون سبباً في حدوث أمراض أو أضرار على عدد قليل من الناس مقارنة بالأغلبية العظمي التي لم يحدث لها شيء، يجب ايقافه على الفور، وكذلك يجب ألا يتناول هذه المشروبات من لديهم مشكلات في الكبد أو الكلى وأيضاً عدم الاستمرارية في تناولها فترات طويلة، لأنه من المعروف أن الاستمرار في تناول مأكولات أو مشروبات تحتوي على عناصر ضارة يؤدي إلى حدوث مشكلان صحية».
وأفادت عضوة الجمعية الأميركية للتخسيس، الدكتورة آن تيلور، بأن معظم البلدان الأوروبية منعت تداول وبيع مشروبات الطاقة، لما تحتويه من مواد تسبب كثيراً من الأمراض الخطرة والمدمرة للصحة، موضحة أن نسب المواد المصنعة منها تلك الأنواع مثل الكافيين مرتفعة بشكل كبير، وبالتالي فهي تتسبب في حدوث اضطرابات في النوم وفقدان التركيز، أما تأثيرها في العظام فهو أسوأ لأنها تفقد 20 ميللغراماً من الكالسيوم الموجود بداخل العظام، خصوصاً في مرحلة المراهقة التي يحتاج فيها الجسم إلى بناء الكالسيوم لضمان قوة وصلابة العظام. وأشارت تيلور إلى أن جميع الأبحاث والدراسات التي تم اجراؤها بواسطة الأطباء المتخصصين في الخارج أوضحت أن مشروبات الطاقة تحتوي على كميات مرتفعة من بيكربونات الصوديوم التي تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الشباب، بالإضافة إلى أنها من أهم أسباب الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، لافتة إلى أن تناول هذه المشروبات يعطي الإحساس بالنشاط والحيوية لبعض الوقت نتيجة وجود سعرات حرارية عالية تمنح هذا الشعور الزائف، ثم يليه هبوط وشعور بالاحتياج إلى تناول السكريات مرة أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news