عدم الالتزام بالمعايير العالمية في جراحة القوقعة يفقد المريض بقايا سمعه. أرشيفية

«الشؤون»: مستشفيات تحتال على معاقين بجراحات فاشلة

أفادت مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية، وفاء حمد بن سليمان، بأن مستشفيات في الدولة تحتال على معاقين سمعياً، بإيهامهم بقدرتها على إعادة حاسة السمع إليهم، من خلال زراعة قوقعة، من دون الالتزام بالمعايير العالمية لتنفيذ تلك الجراحة، لافتة إلى أن كلفة العملية تصل إلى 225 ألف درهم، وإجراؤها دون الالتزام بالمعايير العالمية يحرم المعاق من بقايا السمع الطبيعية، مطالبة وزارة الصحة والجهات المعنية بالتدخل لحماية أصحاب الاعاقة من احتيال تلك المستشفيات.

وأوضحت أن المستشفيات المعنية لا تراعي أهم شروط تركيب القواقع، ما يجعلها عمليات فاشلة تلحق أذى بليغاً بالمرضى، وتفقدهم ما تبقى لديهم من حاسة السمع الطبيعية، لافتة إلى أن عملية زراعة القوقعة لا تجرى إلا في حالات فقد السمع العميق ثنائي الجانب، كونها تلغي فرصة المعاق بالاستفادة من المعينات السمعية (السماعات) في وقت لاحق، فضلا عن عمر المعاق وحالته للتأكد من قابليته للاستجابة للتأهيل اللاحق للعملية، وهو ما يعد اساس نجاح أو فشل العملية.

وطالبت بن سليمان وزارة الصحة بالتحرك والتنسيق مع الجهات المحلية المختصة لمراقبة تلك المستشفيات وحماية المرضى، مشيرة إلى أن هدف تلك الجراحات التربح المالي دون مراعاة لحالة المريض، مؤكدة أن جميع الحالات التي رصدتها وزارة الشؤون لم تراع المعايير الدولية.

وأشارت إلى أن المعايير العالمية تؤكد ضرورة خضوع الأصم لتأهيل لا يقل عن 180 يوماً قبل تركيب القوقعة، إذ يتم تجريب معينات سمعية له (سماعات)، وتدريبه عليها، واجراء كشف دوري لحالته كل 60 يوماً، يتقرر على ضوئه تركيب القوقعة من عدمه، لافتة إلى عدم السماح بتركيب القوقعة في حال حدوث استجابة للسماعة الخارجية، فضلاً عن ضرورة استمرار التأهيل على أيدي مختصين نحو ثلاث سنوات بعد إجراء العملية، والمعايرة الدورية لجهاز الالتقاط والمعالجة الخارجي، وهو ما تتجاهله تلك المستشفيات.

ولفتت إلى أن عملية تركيب القوقعة دون تأهيل سابق للعملية ولاحق لها، لا يقدم أي قيمة مضافة للمعاق، مؤكدة ضرورة توضيح نتائج العملية للأهل، ووضع توقعاتهم في الاطار المناسب، وعدم المبالغة في توقع استجابة المعاق للعملية، والفائدة المرجوة منها.

ونصحت بن سليمان أهالي المعاقين بالتأكد من جدوى إجراء العملية من خلال زيارة مصادر طبية متعددة، والتأكد من إجراء دراسة حقيقية لحالة المريض لا تقل عن 180 يوماً، مع التركيز على شرط التأهيل بعد العملية في برنامج متخصص لتطوير اللغة، لتحقيق الفائدة المرجوة منها.

وأوضحت أن زراعة القوقعة تمكن المعاق من الاحساس بالأصوات وليس استعادة حاسة السمع كما يعتقد البعض، ولذلك يجب عدم إجرائها في حال وجود بقايا سمع طبيعية يمكن تدعيمها بالسماعات الخارجية.

وأكدت أن الوزارة رصدت مستشفيات معينة، لم تقدم نتائج إيجابية في أية عملية زراعة قوقعة أجرتها لمعاقين، بسبب عدم مراعاتها شروط العملية، كاشفة عن أن بين الحالات الست التي رصدتها الوزارة من خلال مراجعة المعاقين لها لتسلمهم بطاقات المعاق، حالة فتاة عمرها 35 عاماً معاقة سمعياً، أجرى لها مستشفى عملية زراعة القوقعة، مؤكدة أن اجراء العملية في سن متأخرة لا ينفع المعاقين سمعياً على الاطلاق، نظراً لصعوبة تعلم كبار السن الكلام والتدرب على لغة الشفاه.

ولفتت بن سليمان إلى أن تلك العمليات تجرى لبعض كبار السن ممن كانوا قادرين على السمع في وقت سابق، وفقدوا هذه الحاسة جراء مرض معين أو حادث، بشرط ألا يكون مضى على فقدان السمع فترة طويلة، ليتمكنوا من دخول عالم الاصوات من جديد.

وذكرت أن عملية زراعة القوقعة تشتمل على وضع جهاز داخل رأس المعاق موصول بجهاز آخر لاستقبال الأصوات، مبينة أن جهاز الاستقبال بحاجة إلى معايرة دورية للاستفادة منه، وثمن الجهاز من دون العملية يصل إلى نحو 70 ألف درهم.

فيما تعذر الحصول على رد من وزارة الصحة للإجابة عن بعض التساؤلات المتعلقة بأمر تلك المستشفيات المخالفة بعد اتصالات عدة أجرتها «الإمارات اليوم» مع مسؤولين في الوزارة.

الأكثر مشاركة