مراكز رعاية المتوحدين عاجزة عن استيعـــــاب أعدادهم.. وقوائم الانتظار تزداد سنوياً

٪1.1 مــن مواليـد الدولة يصابون بالتوحد

20 مركز توحد و7 مدارس شاركت في فعاليات اللياقة البدنية. من المصدر

كشفت مديرة مركز الإمارات للتوحد، أمل جلال، ارتفاع نسبة مرضى التوحد في الدولة بين الأطفال حديثي الولادة إلى حالة بين كل 88 مولوداً، أي أن 1.1٪ من المواليد يصابون بالتوحد، بعد أن كانت حالة بين كل 110 مواليد، أي 0.9٪، مؤكدة أن الحاجة أصبحت ماسة إلى خدمات الكشف المبكر، للحد من هذا المرض.

وأبلغت جلال «الإمارات اليوم»، على هامش بطولة الإمارات الخامسة للياقة البدنية والسباحة، أن هذه النسبة مساوية للنسب العالمية التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أتلانتا بالولايات المتحدة الاميركية.

وأوضحت أن نسب التوحد أعلى نسب إعاقة في العالم، ولا توجد إحصاءات بعدد الاطفال المتوحدين في الدولة، بسبب الخجل الاجتماعي، وإخفاء عدد من الاسر أن لديها طفلاً مصاباً بالتوحد، وارسال البعض ابنائهم للعلاج في الخارج، الأمر الذي يسهم في انتشار المرض ويؤخر فرص العلاج، لافتة إلى أن عشرات من الأسر تصر على إبقاء أبنائها المتوحدين في المنزل، بسبب ارتفاع تكاليف تدريبهم على التواصل والتخاطب، لعدم وجود كوادر مؤهلة في الدولة، واضطرار المراكز إلى الاستعانة بمدربين متخصصين في هذا المجال عبر استقدامهم من الخارج وتوفير إقامة ورواتب لهم، ما يكلفها أموالاً كثيرة.

وأضافت جلال أن مركز الإمارات للتوحد دمج 26 من طلابه في المدارس الحكومية والخاصة، برفقة مدرسي ظل، تحت إشراف مجلس أبوظبي للتعليم، وتهيئة طالبين للانضمام إلى سوق العمل، بعد تأهيلهما وتدريبهما في قسم التأهيل المهني الذي يضم عدداً من ورش العمل، الذي أسهمت مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي في تأسيسه،إضافة إلى توفير خدمات الدمج الحسي والتكامل السمعي، لافتة أن 50٪ من طلاب المركز مواطنون، و50٪ مقيمون يحملون جنسيات دول عربية.

مشكلة التوحد

قالت مديرة مركز الإمارات للتوحد، أمل جلال، إن مشكلة مرض التوحد أنه غير معروف السبب، ولا يوجد له علاج حتى الآن.

وأضافت أن البعض يحاول ربط علاقة الإصابة بالتوحد بالتطعيم الذي يتناوله الأطفال أو بالزئبق الزائد في الجسم، أو التلوث، لكن حتى الآن لم يصل العلماء إلى سبب واضح لهذا المرض، وتظل كل الآراء مجرد احتمالات، مشيرة إلى أن التوحد درجات، منها البسيطة، والمتوسطة، والمركبة التي تصاحبها إعاقات أخرى مثل العمى أو التخلف العقلي، وهي الأصعب بين كل الحالات من حيث تأهيلها، وتحتاج الى مدرب أو مرشد قدير ليساعدها.

وأشارت جلال إلى أن التوحد عند الأطفال لا يعني قصوراً لغوياً فقط، وإنما قصور في الأداء والتواصل الاجتماعي، وتظهر سلوكيات غريبة لدى المصاب مثل تركيز النظر على شيء محدد فقط، أو اللعب بشكل نمطي وتكراري، أو المشي في دوائر، وعند محاولة إخراجه من هذه الحالة يصاب الطفل بهستيريا البكاء.

ولفتت إلى أن التقدم في الدراسات والأبحاث في علم التوحد أدى الى اكتشاف حالات إصابة بالتوحد في الأيام الأولى من الولادة، عند أسر لديها خبرة بالأطفال، بعد مقارنة أفعال المولود بأفعال إخوته عند مرورهم بالمرحلة العمرية نفسها، منبهة إلى أن هذا المرض من صفاته الاختباء، والظهور مع تقدم المصاب في العمر.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن معظم المراكز تقدم خدماتها على فترتين صباحية ومسائية، إلا أن قوائم الانتظار تزداد سنوياً، وأن عدد المسجلين في قوائم الانتظار اضعاف ما تم استيعابه في مراكز التوحد الموجودة في الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، لافتة إلى أن مركز الإمارات للتوحد تم تأسيسه خصيصاً بسبب هذه المشكلة عن طريق جهود ذوي أطفال مصابين بالتوحد، لعدم وجود أماكن لأبنائهم في المراكز الموجودة.

وأوضحت أن الأطفال المدمجين في رياض الأطفال يداومون في المدرسة لمدة ساعتين، ثم يعودون لاستكمال اليوم الدراسي في المركز، أما المراحل الأكبر سناً فأطول فترة يقضونها في المدرسة هي نصف يوم دراسي، مشيرة إلى أن الأطفال المدمجين يتم استثناؤهم من مادة اللغة الإنجليزية، لاستحالة تعلم المصابين بالتوحد لغتين.

وأفادت بأن المصابين بالتوحد يواجهون مشكلة أن المناهج لم تعدّ خصيصاً لهم، مشيرة إلى أن مجلس أبوظبي للتعليم ذلّل كثيراً من العقبات، مثل السماح للطلاب المتوحدين في السنوات الدراسية المتقدمة بدراسة جزء من المنهج، وليس كل المنهج، وأداء الامتحان في هذا الجزء فقط.

وذكرت مديرة مركز الإمارات للتوحد، أن البطولة الرياضية المقامة لذوي الإعاقة، تقام للعام الخامس على التوالي، ويشارك فيها هذا العام 20 مركزاً، وسبع مدارس، وعدد اللاعبين المشاركين من ذوي الإعاقة 258 لاعباً، منهم 200 لاعب ولاعبة شاركوا في مسابقة الجري واللياقة البدنية، و58 في السباحة.

ولفتت إلى أن المركز نظم هذا الاسبوع فعاليات أسبوع التوحد، في مركز أبوظبي للتسوق، والتي تضمنت أنشطة للأطفال المتوحدين، ومعرضاً لمنتجات طلاب قسم التأهيل، وفقرات ترفيهية لجذب الجمهور، إضافة إلى قسم استشاري من اخصائيي المركز للرد على استفسارات الجمهور وتوزيع منشورات لزيادة وعي المجتمع ودورهم تجاه تلك الفئة.

وقالت جلال إن الهدف من هذه الفعاليات توعية طوائف المجتمع كافة بالتوحد، وأعراضه، وكيفية التعامل مع أطفال التوحد، ودور المراكز المتخصصة في تقديم خدمات متميزة لهذه الفئة، مؤكدة أن الاخصائيين في المركز يسعون من خلال لقاءاتهم مع الأسر المختلفة التي تحضر لمشاهدة الفعاليات، إلى تهيئة المجتمع لدمج المتوحدين.

وناشدت جميع هيئات الدولة ومؤسساتها وأفرادها تأدية دورهم في المشاركة في المسؤولية المجتمعية، خصوصاً تجاه هذه الفئة، نظراً لحاجتها إلى مراكز متخصصة تقدم خدمات نوعية متميزة، هي في أمس الحاجة إليها، وللتكاليف الباهظة التي تتحملها هذه المراكز.

تويتر