«الصحة» تحذّر من مخاطرها.. و«اقتصادية دبي» سجلت 16 مخالفة في 3 أشهر
محالّ أعشاب تعالج مرضى بأعـضاء حيوانات مجففة
تستغل بعض محال بيع الأعشاب شغف النساء بالتخسيس والنحافة ومستحضرات التجميل وتروج لمنتجات عشبية مخالفة، وتروج لمنتجاتها بوسائل الإعلام وشبكات الانترنت، دون خضوع هذه المنتجات لفحوص معامل وزارة الصحة أو الحصول على موافقة الجهات المسؤولة، وفق دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، التي أكدت ضبط محال تجارية تزاول نشاط العلاج الطبي من دون ترخيص، ومحال أخرى تبيع حيوانات زاحفة مجففة وأعضاء تناسلية لحيوانات معينة مثل الذئب، ومخالب حيوانات مفترسة، فيما أكدت نساء استخدام الأعشاب الطبية بديلاً آمناً وسريعاً للتخسيس والنحافة، وقد تعرضن لمشكلات صحية خطرة.
من جانبها، حذرت وزارة الصحة من التداوي بالأعشاب من دون إشراف طبي.
البحث عن النحافة
ضحايا النحافة أكد وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، أمين الأميري، أن المرأة أكثر إقبالاً على التداوي بالأعشاب، والخلطات العشبية، لافتاً إلى أن محال أعشاب تستغل إقبال النساء وتروج لمنتجات تخسيس ومستحضرات تجميل غير مرخصة عبر وسائل الإعلام، وشبكات الإنترنت. وأشار إلى أن أكثر الأدوية رواجاً هي أدوية التخسيس، وكانت المرأة هي ضحيتها الأولى، من خلال المفاهيم المغلوطة في المجتمع، خصوصاً أنهن يلجأن إلى طلب هذه الأدوية من أشخاص غير مختصين، يستخدمون أساليب جذابة لتضليل النساء، محذراً من خطر استخدام أدوية تخسيس دون إشراف طبي، موضحاً أن بعض هذه الأعشاب يؤدي إلى أمراض مزمنة حال تناولها عشوائياً من قبل أشخاص غير مختصين. وقال الأميري: لم يقتصر الأمر على أدوية التخسيس فقط، بل هناك كثير من مستحضرات التجميل تحتوي على الزئبق والرصاص، ولها العديد من الآثار الخطرة على الصحة، موضحاً أن مستحضرات تبييض وتفتيح البشرة تحتوي على مادة الزئبق، والاستخدام الدائم لمثل هذه المستحضرات يؤدي إلى تراكم مادة الزئبق في الجسم، ما يؤدي الى التسمم التدريجي. وذكر أن هناك بعض المواد قد لا تضاف الى مستحضرات التجميل عن قصد، بل تنشأ عن تفاعلات مواد أخرى مثل مادة «الديوكسان» التي قد توجد في مستحضرات العناية الصحية، خصوصاً الشامبو ومستحضرات تنظيف البشرة، مطالباً بعدم شراء أو استخدام أي مستحضرات مجهولة المصدر أو مجهولة المكونات. |
وتفصيلاً، قالت نساء لـ«الإمارات اليوم» إنهن لجأن إلى استخدام الأعشاب الطبية كعلاج بديل وآمن للتخسيس والنحافة، وبعضهن لجأن إلى محال الأعشاب بحثاً عن علاج لأمراض عدة، مؤكدات أن التداوي بالأعشاب يصلح لأي مرض سواء كان المرض مستعصيا أم عاديا.
وقالت إحدى مستخدمات الأدوية العشبية، وتدعى (أم أحمد)، إنها كانت مواظبة على ممارسة الرياضة للحفاظ على رشاقتها، لكنها لم تصل إلى الهدف المرجو، لذلك بحثت عن طرق بديلة للتخسيس والنحافة وتكون ذات نتائج فعالة وسريعة.
وأضافت أن إحدى صديقاتها نصحتها باستخدام أدوية تخسيس للوصول إلى النحافة، وبالفعل لجأت إلى محل عطارة وصف لها أدوية عشبية منها (الريداكتيل، والريداكت، وسيفن سلم، وسوبر سلم)، وأكد لها مدى فاعليته، وبدأت في استخدام هذه الأدوية ولاحظت أنها فقدت نحو ثمانية كيلوغرامات من وزنها خلال أشهر قليلة، الأمر الذي شجعها على الاستمرار في استخدام هذه الأدوية دون إدراك مدى خطر استعمالها دون استشارة الطبيب.
وأكدت (أم أحمد) أنها استمرت سنوات عدة تتناول الكبسولات العشبية مرتين يومياً، ولاحظت حدوث بعض المضاعفات ولم تدرك السبب، فقد ظهرت عليها أعراض بعضها بسيطة، والأخرى مستعصية، وبدأت تعاني الصداع المفرط، وقلة النوم، بالإضافة إلى قصور (خمول) الغدة الدرقية وهو مرض يصيب الغدة الدرقية، ويسبب عدم إنتاج هرمون درقي، بالإضافة إلى ورم في الساقين، وانتفاخ حول العينين.
وتابعت «بعد ظهور هذه الأعراض واستشارة الطبيب طلب مني التوقف عن استخدام هذه الأدوية على الفور، والآن يتم إخضاعي للعلاج الكثف للسيطرة على هذه الأعراض، وذلك عن طريق أدوية تساعد على تنشيط الغدة الدرقية»، مشيرة إلى أنها بعد توقفها عن استعمال الأدوية اكتسبت الوزن الذي فقدته.
مشكلات طبية
وقالت امرأة أخرى، حمدة الهرمودي، إنها لجأت إلى الأدوية العشبية بعدما فشلت كل جهودها في إنقاص وزنها بعدما مارست جميع أنواع الرياضات، دون جدوى، وأخيراً لجأت إلى محل أعشاب طبية وصف لها استخدام أدوية مثل «سوبر سلم، وفيا أناناس، وسليمينج»، دون أن يسألها عن ظروفها الصحية، إن كانت تعاني مشكلات طبية أم لا.
وتابعت الهرمودي «اضطررت إلى استعمال هذه الأدوية لإنقاص وزني، وكنت أستعمل ثلاثة أنواع من الأدوية في وقت واحد، وهي عبارة عن كبسولات أعشاب، وبعد نحو ثلاثة أسابيع لاحظت نتائج مبهرة، وفقدت 10 كيلوغرامات من وزني، وهذا ما شجعني على الاستمرار في تناول هذه الأدوية لتحقيق مزيد من النحافة».
وأضافت «سرعان ما ظهرت بوادر المرض والإعياء علي وذهبت إلى الطبيب، وبعد إجراء الفحوص الطبية تبين أنني أعاني تهيجا شديدا في المعدة، وتلفا في الأمعاء، ما جعلني أتقيأ، وأمرني الطبيب بالتوقف عن استعمال هذه الأعشاب على الفور».
وقالت امرأة ثالثة من مستخدمي الأعشاب الطبية دون إشراف طبي، وتدعى (أم حمد)، إنها استخدمت أدوية عشبية للتخسيس، وبالفعل تحقق لها ما أرادت وفقدت بضعة كيلوغرامات من وزنها، الأمر الذي شجعها إلى استخدام الأدوية العشبية لتنشيط المبايض.
وأضافت أنها بعد فترة أصيبت بانتكاسة صحية وتكيساً في المبايض وتأخر الحمل، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل عانت الإمساك أسبوعين كاملين، وبعد الفحوص والكشف الطبي، أكد لها الطبيب أنها كانت على وشك الإصابة بحالة تسمم داخلي قد يؤدي إلى الوفاة، وبعد التوقف عن تناول الأدوية العشبية، خضعت لعلاج مكثف وتماثلت للشفاء، ناصحة النساء بعدم اللجوء إلى هذه الأعشاب دون إشراف طبي.
16 مخالفة
من جانبه، قال المدير التنفيذي لقطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، عمر بوشهاب، إن الدائرة تعمل بشكل مستمر على رصد جميع الحالات المخالفة، مؤكداً الاهتمام بتجارة وبيع الأعشاب، وتخالف بيع المنتجات الممنوعة، مثل خلط الأعشاب بوضعها في كبسولات، ويسمح للمتجر ببيع الأعشاب الطبيعية كما هي، سواء كانت خضراء أو مجففة.
وقال بوشهاب لـ«الإمارات اليوم» إنه تم تسجيل 16 مخالفة لبعض محال بيع الأعشاب في دبي، خلال الربع الأول من العام الجاري، مشيراً إلى أن المخالفات عبارة عن مزاولة نشاط العلاج الطبي دون ترخيص، ومخالفتها 5000 درهم، تتضاعف حال تكرار المخالفة نفسها.
وذكر أن بعض المحال تستخدم منتجات ممنوعة ومخالفة في علاج المرضى، مثل حيوانات زاحفة مجففة وأعضاء تناسلية لحيوانات معينة مثل الذئب، ومخالب الأسد ومخالب حيوانات مفترسة أخرى، بالإضافة إلى ثعابين محفوظة في سوائل لاستخدامات غير معروفة يدخل بعضها ضمن أعمال السحر والشعوذة، ومخالفتها 15 ألف درهم، تتضاعف في حال تكرارها، كما للدائرة الحق في غلق المنشأة مؤقتاً وفق المخالفة.
مخاطر الأعشاب
وحذر وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، أمين الأميري، من خطر استخدام أدوية تخسيس دون إشراف طبي، لافتاً إلى أن التداوي بالأعشاب الطبية محفوف بالمخاطر، وقد يسفر عن ضحايا إذا مارسه أشخاص غير مختصين، موضحاً أن الأعشاب لا تعدو كونها خلطاً للأوراق العشبية، وتسمية للأشياء بغير أسمائها.
وأضاف أن محال بيع الأعشاب لم تترك مرضاً إلا قدمت له علاجاً، لافتاً إلى أنه لا يجوز الاعتماد على نتائج مؤقتة أو على سبيل الإيحاء دون وجود دلائل علمية، وتجارب معترف بها تثبت جدوى هذا العلاج ومستقبل الاستشفاء به، مطالباً بضرورة الاعتماد على الطب المبني على براهين علمية. وأكد الأميري أن وزارة الصحة أوقفت تداول أدوية عشبية كثيرة بعد تحليل كبسولاتها في مختبرات الوزارة، وتبين احتواؤها على مركب فعال هو «سيبوترامين» المحظور عالمياً لخطورته على القلب.
وأضاف أن كثيراً من الناس يؤمنون بالأدوية البديلة مادامت مقترنة بكلمة (الطبيعة) ويجهلون في الوقت نفسه أن «السيانيد والزرنيخ» هي مواد طبيعية، لكنها مضرة وقد تؤدي إلى الموت حال تناولها، موضحاً أن بعض الأعشاب تحتوي على مواد مضرة بالصحة العامة.
تأثير في الدماغ
وقال الأميري، إن الوزارة لا تسمح لإعلانات الطب البديل التي تروج الوهم وتسوق لخلطات عشبية لم تثبت فاعليتها، وتدعي شفاء لكل الأمراض، مشيراً إلى أن الوزارة لا تتردد في فحص أي دواء يثير الشبهة، مثل دواء للتخسيس يدعى «فايتو شيب» طرحه محل عطارة، وزعم أنه دواء عشبي طبيعي، وفي حقيقة الأمر هو عبارة عن عقار «الريداكتيل» مخلوط بأعشاب مطحونة للتمويه، لافتاً إلى أن «الريد اكتيل» له تأثير مركزي في الدماغ، ويؤدي إلى سد مراكز الشهية لدى الإنسان، وتم إيقافه على الفور.
ولفت إلى أن الوزارة أوقفت استعمال مستحضر عشبي مغشوش يطلق عليه «فايتو شيب» بعد تحليله في مختبرات جودة الأدوية في الوزارة، وتبين احتواؤه على المادة الكيماوية الفعالة في عقار «ريداكتيل»، الذي منع لاحقاً لاحتوائه على مكونات كيماوية أخرى خطرة.
وأضاف الأميري، أن الأدوية العشبية لها أخطار وآثار جانبية قد تؤدي إلى الفشل الكلوي، وتلف الكبد، وسرطان القولون، وذلك لأن المنتجات العشبية الجاهزة تحتوي على عناصر نباتية فاعلة أو على مواد أو تركيبات نباتية أخرى، وهنا على سبيل المثال لا يمكن تناول عشبة العرقسوس أو نبات الجنسنغ، حال وجود مشكلة ارتفاع الضغط لدى المستهلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news