أطباء يطالبون شركات التأمين بتغطية الكشف عن سرطان القولون
حذر أطباء مشاركون في ورشة عمل عقدت، أمس، في أبوظبي عن الاكتشاف المبكر لسرطان القولون والمستقيم، من تزايد حالات الإصابة بسرطاني القولون والمستقيم مع تزايد عوامل الخطورة المؤدية الى هذه الإصابات، وتطور وسائل التشخيص التي تكشف عن الحالات في وقت مبكر.
وطالب المشاركون في الورشة التي نظمتها مجموعة مستشفيات النور في أبوظبي في فندق بارك روتانا، ضمن الحملة الوطنية للوقاية من سرطان القولون، التي تنفذها هيئة الصحة في أبوظبي، بإلزامية الكشف المبكر لمن تزيد أعمارهم على 50 عاماً، بشكل دوري لكشف الحالات في مراحل متقدمة والوقاية من هذا النوع من الإصابات. كما طالبوا شركات التأمين بتغطية تكاليف الكشف المبكر لاستبعاد الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وأكد المشاركون ضرورة التركيز على العادات الغذائية الصحية السليمة، والابتعاد عن التدخين، والحرص على إجراء الكشف الدوري على البالغين 50 عاماً. وإعادة الكشف مرة كل ثلاث أو خمس سنوات في حال اكتشاف زوائد في القولون، أو وجود مصاب بسرطان القولون بين أفراد العائلة.
وذكر مدير عام مجموعة مستشفيات النور في أبوظبي، الدكتور قاسم العوم، أن التقارير العلمية تشير إلى احتمال تحول الزوائد التي تظهر في القولون والمستقيم إلى أورام سرطانية خلال 15 عاماً من ظهورها، لافتاً إلى أن الكشف عن هذه الزوائد وإزالتها في مراحل مبكرة، يمنعان الإصابة بسرطان القولون بنسبة تزيد على 90٪ ما يعكس مدى أهمية الكشف المبكر والدوري لاستبعاد الإصابة بهذا النوع من الأورام السرطانية بالذات.
وقال ان الحملة الوطنية التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع القطاعات والمنشآت الصحية المختلفة تسهم في الحد من الإصابات بين فئات المجتمع، ما يتطلب تعاون الجهات المعنية كافة لإنجاحها، مشيراً إلى ضرورة مشاركة المستشفيات والمراكز الصحية، بما فيها الخاصة، لتحقيق الأهداف المنشودة.
وأكد حرص مجموعة مستشفيات النور على انجاح الحملة من خلال تنظيم الورشة التي يشارك فيها نحو 50 طبيباً وفنياً من المنشآت الصحية في إمارة ابوظبي، مشيراً الى أن مستشفيات النور على اتم الاستعداد للمشاركة في إجراء الفحوص الدورية والمبكرة للكشف المبكر عن الحالات، إذ تتوافر الكفاءات البشرية والأجهزة والمعدات الطبية المتطورة لتحقيق ذلك.
وقال استشاري الجراحة مدير مستشفى النور (شارع المطار) والمشرف على الورشة، الدكتور طه قادر إبراهيم، إن ورشة العمل اشتملت على ثلاث محاضرات ركزت على نسبة انتشار المرض وطبيعة حدوث سرطان القولون وتطوره من الناحية الطبية، وأنواع أورام القولون، ودرجات تصنيفها، ثم استعمال المنظار في تشخيص الحالات. كما اشتملت على عقد حلقات نقاشية تم خلالها تقسيم المشاركين الى مجموعات، إذ اعطيت كل مجموعة سيناريوهات للتعرف إلى طريقة وأسلوب كل منها في إقناع المراجع في إجراء منظار القولون لاستبعاد الإصابة بسرطان القولون، وتهدف إلى بناء قدرات حوارية مع المريض أو المراجع.
واشار الى أن الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان القولون، تتضمن ثلاث مراحل، تشمل الأولى تحضير الأطباء في مراكز الرعاية الصحية الأولية ووسائل الكشف عن المرض، والثانية ادخال برنامج الكشف في المستشفيات التي يوجد فيها منظار تشخيصي للقولون، والثالثة التفاوض مع شركات التأمين لتغطية تكاليف الكشف على القولون والمستقيم لاستبعاد الإصابة بالأورام السرطانية.
وأوضح طه ان الورشة ركزت على تقنيات الكشف المبكر لتشخيص اورام القولون والمستقيم، وانواع هذه الأورام، وسبل الوقاية منها، الى جانب تنظيم حلقات نقاشية تخللها تدريب عملي على تقنيات التشخيص، مؤكداً الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الطبي الخاص في نشر الوعي بين افراد المجتمع.
وقال ان المستشفى شريك مع هيئة الصحة في تنفيذ الحملة، مشيراً الى ان سرطان القولون بدأ يظهر في السنوات الأخيرة بشكل واضح، بسبب تغير انماط الغذاء والاعتماد على الوجبات الغذائية السريعة، وانتشار السمنة وعوامل أخرى أدت إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان القولون.
وأضاف أن الورشة تركز على تثقيف الأطباء العاملين في المراكز الصحية وفي مختلف المنشآت الصحية على مستوى إمارة ابوظبي للمشاركة في إقناع وتوعية أفراد الجمهور بإجراء الفحص الوقائي وإجراء تنظير القولون لاستبعاد الإصابة بالسرطان، مؤكداً أن الزوائد اللحمية في القولون تتحول إلى اورام سرطانية بنسبة تصل الى 90٪ في حال عدم إزالتها، وأن عملية التحول تستغرق وقتاً طويلاً يمتد إلى 15 عاماً، مشيراً الى توافر تقنيات حديثة في الكشف عن أورام المستقيم، منها أجهزة لتصوير الورم باستخدام صبغات ملونة في حال تعذر استخدام المنظار التشخيصي للقولون، موضحاً أن سرطاني القولون والمستقيم وفق احصاءات هيئة الصحة، يعدان ثالث أنواع السرطان انتشاراً بين النساء، حيث بلغ عدد المصابات به في عام 2009 نحو 74 مصابة بنسبة 13 حالة لكل 100 ألف نسمة من النساء، وتم تسجيل خمس وفيات بين المصابات، بينما يعد سرطانا القولون والمستقيم ثاني أنواع السرطانات انتشاراً بين الرجال، إذ بلغ عدد المصابين به في عام 2009 في أبوظبي 116 مصاباً، بنسبة تسع إصابات لكل 100 ألف نسمة من الرجال، وبلغ عدد الوفيات 23 حالة.