لضمان خلوها من المواد الضارة بالجسم

مختبر دبي المركزي يطوّر الاشتــــراطات الصحية للمنسوجات

الفحوص المخبرية تشمل نوع القماش وتأثيره في الجسم. من المصدر

طور مختبر دبي المركزي في بلدية دبي اشتراطات الصحة والسلامة الخاصة بالمنسوجات، بهدف تقديم أفضل الخدمات لضمان صحة وسلامة الجمهور والمستهلكين، والالتزام باشتراطات الصحة والسلامة العامة، وحماية الأسواق، تحقيقاً لرؤية بلدية دبي من أجل بناء مدينة متميزة تتوافر فيها استدامة رفاهية العيش، ومقومات النجاح.

وأكدت مديرة إدارة المختبر المهندسة حواء عبدالله البستكي، الانتهاء من إعداد الاشتراطات الفنية للمنسوجات، بناء على دراسة دقيقة لأفضل المواصفات الدولية، وعمل التعديلات الضرورية واختيار الأنسب منها لبيئة الدولة، بعد تطبيقات نظرية وعملية متعمقة.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت في 11 يونيو الماضي شكاوى من مواطنين، قالوا فيها إنهم أصيبوا بأمراض جلدية نتيجة ارتدائهم «كنادير» جديدة، فصّلوها في محال خياطة مختلفة، مطالبين الجهات المعنية في الدائرة الاقتصادية وبلدية دبي، بمراقبة هذا النوع من المنتجات من خلال تشديد الرقابة على الأقمشة المستوردة من خارج الدولة، وإجراء فحوص دقيقة لها، للتأكد من سلامتها.

وأكدت بلدية دبي، حينها، أنها تلقت شكاوى بهذا الخصوص من عدد من المواطنين، مشيرة إلى حدوث إصابات بأمراض جلدية نتيجة استخدام أقمشة غير مطابقة للمواصفات. وتابعت أنها حولت الشكاوى إلى الدائرة الاقتصادية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المحال التي تبيع هذه الأقمشة، للتأكد من مدى مطابقتها شروط الصحة والسلامة.

وتابعت أنها تلقت مطالب عدة من النيابة العامة والمحاكم، خلال الأشهر الماضية، لإجراء فحوص سريعة لأقمشة تسببت في ظهور إصابات جلدية، بهدف معرفة ما تحتوي عليه من عناصر ضارة بجلد الإنسان.

وقالت البستكي إن كثيراً من الجهات والهيئات الاتحادية والمحلية أبدت اهتمامها بهذا الموضوع، وحرصت على التعاون مع مختبر دبي المركزي، مثل القيادة العامة لشرطة دبي وهيئة المعرفة وهيئة الطرق والمواصلات في دبي وهيئة كهرباء ومياه دبي والإدارة العامة للدفاع المدني في دبي ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي وبلدية العين والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي والقوات المسلحة وغيرها، حيث بدأنا معها المراحل الأولى لتنفيذ برامج مشتركة تتعلق بالتزام الموردين بتلك المتطلبات الفنية للمنسوجات التي تستخدم في الزي الرسمي لموظفيها، وهناك تقدم إيجابي محقق مع بعض تلك الجهات بالاستفادة من هذه الخدمة الجديدة بتقديم خدمات الفحوص والاستشارات الفنية والتنسيق معاً لوضع الاشتراطات الفنية والصحية اللازمة لتتوافق المنسوجات والأقمشة المستخدمة لديها مع اشتراطات الصحة والسلامة العامة المطلوبة وتكون متلائمة مع خصوصية أعمالها وبيئة العمل التي يعملون فيها.

وأكد رئيس قسم مختبر المواد الاستهلاكية المهندس أمين أحمد، تجهيز مختبرات المنسوجات وفقاً لأعلى المعايير الدولية من حيث كفاءة الكوادر الفنية المطلوبة، وتوفير أحدث الأجهزة والمعدات، والظروف البيئية في المختبرات. وأشار إلى أن المختبر حصل على الاعتماد الدولي لضمان دقة نتائج الاختبارات المقدمة وفقًا لأعلى معايير واشتراطات المواصفات القياسية الدولية. وفضلاً عن تطبيق برامج داخلية عدة لمراقبة الجودة، فإن المختبر عضو أيضا في البرنامج الدولي لفحص الجدارة، والمقارنة المعيارية مع المختبرات العالمية في المجال نفسه، بالاشتراك مع الجمعية الأميركية لعلماء كيمياء المنسوجات.

وقال إن تطبيق الاشتراطات الصحية على المنسوجات يضمن خلوها من كل المواد التي يمكن أن تنتقل منها إلى الجسم، وتسبب مخاطر صحية بتأثير مباشر وفوري أو بتأثير تراكمي من أمراض جلدية أو تقرحات وغيرها، لافتاً إلى أن تلك الاشتراطات الصحية تشمل فحوصاً عدة مثل فحص نوع القماش سواء كان قطنا أو بولي استر أو نايلون أو صوفا أم حريرا أو غير ذلك ونسب مكوناتها، وكذلك فحص مقياس الحامضية والقاعدية (pH-value) وهو من مسببات أمراض حساسية الجلد. وتشمل الفحوص أيضاً نسب وجود مركب الفورمالدهيد (مسبب للحساسية، إضافة إلى مخاطره الصحية الأخرى). ومن الفحوص التي يتم إجراؤها أيضاً قياس تركيز العناصر السامة الثقيلة ومتبقيات المبيدات والأمينات الضارة التي تعد من المواد الخطرة، إضافة إلى فحص ثبات الألوان والصبغات سواء بالتعرق أو بالتعرض للضوء أو بالاحتكاك أو بالغسيل وغيرها، ما قد يمثل خطورة على صحة الإنسان وضرراً للبيئة.

ولفت إلى وجود اشتراطات فنية خاصة بالجودة، تشترك مع الاشتراطات الصحية في بعض الفحوص السابقة، إضافة إلى قوة الشد ووزن المتر المربع ومقاومة الاشتعال ومقاومة الكرمشة وغيرها، وبذلك تشمل الاشتراطات الجانبين جانب الصحة والبيئة وجانب الجودة.

كما تجدر الإشارة إلى أن الاشتراطات تشمل كل أنواع المنسوجات، سواء كانت أقمشة أو ملابس جاهزة أو ستائر ومفروشات، وهي تقسم وفق المواصفة الأوروبية (OEK-TEX) إلى أربعة أنواع: منسوجات وملابس الأطفال، المنسوجات الملامسة مباشرة للجلد، منسوجات الملامسة غير المباشرة للجلد، المفروشات والسجاد والستائر ونحوها، ولكل نوع اشتراطات صحية خاصة به.

ورحبت البستكي بالتعاون مع مؤسسات القطاعين العام والخاص في هذا المجال، لافتة إلى أن المختبر يقدم بين يدي تلك المؤسسات إمكاناته وخبراته، سواء بالمعاونة في وضع الاشتراطات المناسبة لكل جهة وكل نوع من المنسوجات، حسب طبيعة الاستخدام، ثم خدمة الفحص والتحقق المستمر من تطبيق الاشتراطات، والخدمات الاستشارية، حيث تتوافر لدى المختبر خبرات علمية على مستوى رفيع ومعامل مجهزة بأحدث الأنظمة والتقنيات المتطورة. وقد نجح مختبر المنسوجات في مختبر دبي المركزي بأن يكون أول مختبر من نوعه في منطقة الخليج العربي بشمولية الفحوص المقدمة، التي تغطي جوانب الصحة والسلامة والبيئة، وكذلك الجودة والأدا، بجهود حثيثة ليكون المختبر أفضل مانح ثقة للمنتجات على المستوى العالمي.

تويتر