طبيب في «المفرق» يحذّر من خطورة المفاهيم الشعبية في التعامل مع حروق الأطفال
حذر أخصائي جراحة التجميل في مستشفى المفرق في أبوظبي، الدكتور فتحي السعيد، من خطورة الممارسات والمفاهيم الشعبية الدارجة، التي يلجأ إليها أمهات وآباء عند تعرض أحد أطفالهم لحروق، مثل استخدام أكياس ثلجية، أو دهن الحروق بمعجون أسنان، أو العسل.
وقال إن الأكياس الثلجية تخفف الألم، لكنها تزيد من عمق الحرق، مشيراً إلى خطورة اللجوء إليها. ونصح، عوضاً عن ذلك، بوضع مكان الحرق تحت مياه الصنبور العادية لمدة نصف ساعة، لتقليل درجة حرارة الحرق، ولفه بملابس قطنية نظيفة، ثم التوجه إلى عيادة الطبيب خلال الساعات الثماني الأولى، حتى إن كان الحرق طفيفاً.
كما حذر، عبر «الإمارات اليوم»، من خطورة تعرض الجسم لأشعة الشمس فوق البنفسجية لساعات طويلة، خصوصاً في أوقات الذروة، شارحاً أن زيادة التعرض لتلك الأشعة يخلف حروقاً سطحية، ناصحاً باستخدام مرطبات (كريمات) مناسبة قبل النزول إلى البحر.
وتابع السعيد، ان أصحاب البشرة البيضاء أكثر عرضة لمضاعفات التعرض للشمس وحروقها، بسبب فقدانهم الطبيعي صبغة الميلانين في الجلد، التي تمتص الأشعة الضارة، ما يعرضهم للإصابة بسرطانات الجلد أكثر من غيرهم.
وحول الحروق الكهربائية والكيميائية، قال إن وحدة الحروق في المستشفى تستقبل حالات نادرة للحروق الكهربائية، مبيناً أن حروق الكهرباء عميقة جداً، وتكمن خطورتها في تأثيرها المباشر في مسار نبضات القلب، وعدم اقتصارها على التأثير الموضعي (السطحي). كما أنها تحتاج إلى عمليات مركبة بسبب نقل الجلد والعضلات المتضمنة لدورتها الدموية. كما حذر من استسهال استخدام عبوات حمض النيتريك التي تشترى من مراكز التسوق للتعامل مع الانسداد المفاجئ لبالوعات المطابخ والحمامات والأحواض، بسبب عمق الحروق الكيميائية التي تنتج عنها. وتابع أن المريض يحتاج إلى عناية فائقة وتنفس اصطناعي، خصوصاً إذا أثرت الحروق في الجهاز التنفسي. كما أنه يحتاج إلى تعويض كمية المياه التي فقدها من جسمه في الساعات الست الأولى. وتلاشياً للمضاعفات، لابد من تقييم نسبة الحروق لاتخاذ الإجراء المناسب لها بشكل سريع، مؤكداً أهمية التعامل مع الحروق العميقة خلال الـ24 ساعة الأولى لمنع تأثيرها الضار في الدورة الدموية، خصوصاً الأطراف.
ونوه السعيد بحملة «حماية» التي أطلقها مستشفى المفرق خلال شهر رمضان لتوعية الأمهات المترددات عليه، بضرورة تجنب العوامل التي تؤدي إلى حوادث قد ينجم عنها إصابة أطفالهن بحروق، مثل انسكاب مواد ساخنة على أجسامهم، أو تعريضهم لمواد كيميائية، أو لحروق كهربائية. وتطرق لحالة طفل تم تحويله من مستشفى العين بحروق نسبتها 30٪، لكنها عميقة بسبب لعبه بثقاب كبريت داخل غرفته.
وقال إنه في حالات الحروق العميقة، التي تزيد نسبتها على 50٪، يكون هناك تدخل جراحي لإزالة الجلد المصاب، وتعويضه برقعة جلدية خفيفة من المريض نفسه. وتابع أن هناك جهازاً يستخدم في فرد رقعة الجلد المأخوذة من جسم المريض حتى أربعة أضعافها للتعامل مع الحروق الكبرى. وتابع السعيد أن نسبة الحروق في الحالات التي تستقبلها وحدة الحروق في المستشفى تبلغ 15٪ للبالغين، و10٪ للأطفال. وذكر أن مستشفى المفرق استقبل 580 حالة حروق ما بين عادية ومتوسطة وشديدة منذ بداية العام الجاري فيما استقبل 400 مصاب بحروق خلال العام الماضي.
وتابع، أن وحدة الحروق في المستشفى متخصصة، معترف بها دولياً ومحلياً كواحدة من أفضل الوحدات في رعاية الحالات الحرجة، لافتاً إلى امتلاكها 10 أسرة لاستقبال الحالات الخطرة والحرجة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news