تلقت شكوى بوفاة شاب في الفجيرة بــ «حقنة هرمونية»
«حماية المستهلك» تطالب بمحــــاسبة المسؤولين عن ترويج الهرمونات المحظورة
قالت جمعية الإمارات لحماية المستهلك، إنها تلقت شكوى من أشقاء شاب في إمارة الفجيرة، طالبوها فيها بتحذير الشباب من مخاطر حقن البروتينات وهرمونات النمو، بسبب ما تعرض له شقيقهم من مضاعفات صحية أدت الى وفاته، بعدما تلقى حقنا هرمونية وبروتينية في إحدى الصالات الرياضية، مضيفة أن «هذه ليست الحالة الأولى، إذ سبق أن تعرض شباب للوفاة في إمارات أخرى نتيجة تعاطيهم هذا النوع من الحقن».
وحذرت الجمعية في بيان صحافي لها أمس، الشباب المترددين على صالات اللياقة البدنية من تعاطى حقن البروتينات وهرمونات النمو، لافتة إلى تسببها في الاصابة بأمراض السرطان والعقم والفشل الكلوي، إضافة الى احتمال أن تؤدي بهم إلى المصير ذاته الذي انتهى إليه المواطن الشاب في الفجيرة، الذي قالت إنه في أواخر العشرينات من عمره. كما طالبت بتشديد الرقابة على الصيدليات والصالات الرياضية والمراكز المتخصصة وغيرها من أماكن صرف تلك الحقن والهرمونات والأحماض الامينية، من قبل الاجهزة المعنية في الدولة.
ولفت أمين صندوق الجمعية محمد عبدالله الناعور، إلى ضرورة تنظيم حملات توعية حول خطورة تلك السموم على صحة شبابنا، وأن تكون تلك الحملات متواصلة ودائمة، مذكراً بأن «بعض وسائل الاعلام سلطت الاضواء على تلك الظاهرة المدمرة أكثر من مرة، وللأسف الشديد لم يتحرك أحد»، مطالبا باتخاذ خطوات جدية لمحاسبة المسؤولين عن ترويج الهرمونات المحظورة بين الشباب.
وكشف الناعور أن بعض المنشطات والبروتينات المحظورة تباع للشباب سرا في النوادي الرياضية، شارحاً أن «بعض الهرمونات والمكملات الغذائية التي يتعاطاها الشباب لزيادة حجم عضلاتهم، تحدث تأثيرات جانبية خطرة، وهناك هرمونات عدة محظورة بسبب تأثيراتها الجانبية الخطرة، التي تشمل الضعف الجنسي، وعدم القدرة على الإنجاب، والصلع، والسرطانات، وضمور الخصيتين الذي يصيب 50٪ من المتعاطين، وارتفاع ضغط الدم الذي يصيب 34٪ منهم، فضلاً عن أنها قد تتسبب أيضاً في الإصابة بفشل الكبد وأمراض القلب والشرايين، مثل الجلطة والسكتة القلبية وتصلب الشرايين وارتفاع الضغط والصداع المزمن، وتناولها بشكل مستمر يؤدي إلى غيبوبة وموت بطيء».
أما استشاري الطب الرياضي والعلاج الطبيعيأ الدكتور مراد عاصم، فقال إن تعاطي الهرمونات بشكل عام له أضرار وآثار جانبية على صحة الإنسان، قد تصل إلى الموت فجأة، مضيفاً أن «الحديث عن عدم القدرة على الإنجاب (العقم) والضعف الجنسي وغيرهما، هي نتائج فعلية للاستمرار في تناول هرمونات».
وأرجع التأثير السلبي لهذه الهرمونات إلى أن «الجسم البشري يفرز الهرمونات بشكل ثابت، بمعدل محدد، وفي حال تناول أحد الهرمونات من الخارج، فهذا يتسبب في تعطيل الغدة المسؤولة عن إنتاج هذا الهرمون، ومع مرور الوقت تضمر، وتصبح غير قادرة على العمل، ما قد يؤدي إلى مضاعفات».
وقال الرياضي محمد عمر السعدي، إن الأفضل تجنب استخدام العقاقير الزائدة لكمال الأجسام ونمو العضلات، لأنها تزيد فرص الاصابة بالأمراض، لافتاً الى ان هناك أعراضاً جانبية عدة لاستخدام العقاقير، من أهمها العقم السريع، تكسر الدم، الهبوط، الفشل الكلوي، تساقط الشعر. وأكد ضرورة التدخل السريع والتعاون للحدّ من هذه الظاهرة، «لأن أضرارها جسيمة على صحة الانسان»، مستغرباً لجوء الشباب لها بكثرة، مع ارتفاع اسعارها.
وذكر المدرب في إحدى الصالات الرياضية أسامي اليوسف، أن أضرار الهرمونات والحقن التي يتعاطها لاعبو كمال الاجسام كثيرة على جسم الانسان، موضحاً أن «اللاعب الذي يبني جسمه بالهرمونات لا يكون واثقاً بنفسه، بل يبدو غير متزن في رياضته وحياته».
وتابع أن بعض العقاقير والهرمونات لا تباع بالصالات الرياضية فقط، بل في الصيدليات والأندية الرياضية. وقال: «باعتباري لاعبا سابقا، لا انصح بالعقاقير والحقن، وأرفضها رفضا قاطعا».
وأكد الرياضي ياسين الغدوي، من إمارة أبوظبي، شيوع ظاهرة تعاطي الهرمونات والأحماض والمكملات في مختلف المناطق «على الرغم من الرقابة الصارمة التى يفرضها جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وهيئة الصحة في أبوظبي».
وتابع أنه يمارس الرياضه منذ 10 سنوات تقريباً، لكنه لم يفكر يوما في تعاطي تلك الهرمونات، لافتاً إلى أنه حصل أخيرا على أحد تلك المكملات الغذائية واكتشف أنها بلا تاريخ إنتاج ولا تاريخ انتهاء للصلاحية، متسائلاً عن طريقة دخولها الى السوق الاماراتية.
وأكدت الجمعية أن تقارير علمية عدة، أوروبية وأميركية وعربية، كان آخرها دراسة استشاري الغدد الصماء والهرمونات في جامعة بوسطن الاميركية دكتور بسام بن عباس، ودراسة استاذ الامراض الجلدية وأمراض الذكورة بجامعة القاهرة دكتورة بثينة محروس غانم، التي كشفت أن «هذه المنشطات تستخدم للخيول فقط، وليس للبشر»، مضيفة أن «هذه المنشطات تسبب حدوث ضمور في أنسجة الخصية، ما يؤدي الى توقف إنتاج الحيوانات المنوية، وأحيانا يكون التدمير لا رجعة فيه والعقم لا علاج له».
وتابعت أن «الدراسات أثبتت أيضاً أن المنشطات تؤدي الى تغير نسبة الدهون في الدم، ما يسبب الإصابة بسرطان الكبد، أو يؤدي إلى حدوث خلل في وظائف الكبد وزيادة الاصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن أن تداول «السرنجات» بين الشباب قد يؤدي الى انتقال الأمراض. وقد يتعرض الشباب الى مخاطر عدة، لأن من يحقنونهم هم في الغالب أشخاص غير مدربين على إعطاء مثل هذه الحقن، الأمر الذي يسبب لهم تهتكا في أوتار العضلات والتهابا في الاعصاب والأوعية الدموية، وزيادة في عدد كرات الدم الحمراء، وحدوث جلطات متكررة في الاماكن الحيوية في الجسم قد تنتهى بالوفاة الفجائية.
واعتبرت الجمعية أن انتفاخ العضلات والمظهر الجسدي الجذاب حلم يراود غالبية الشباب، خصوصاً المراهقين منهم، لكن بناءها ينبغي أن يعتمد على العوامل الوراثية وممارسة الرياضة، لا على المحفزات الصناعية، معتبرة أن «تشكيل العضلات يمثل موضة شبابية، وهو ما يغريهم بتناول منشطات تدمر الخصيتين والكبد والكلى».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news