عبدالواحد: المرأة أكثر وعياً من الرجل بمخاطر السمنة
«القاسمي» يجري 430 جراحة لفـقد الوزن 80٪ منها لنساء
أفاد نائب المدير الفني، رئيس قسم الجراحة في مستشفى القاسمي، الدكتور عبدالواحد محمد عبدالواحد، بأن المستشفى أجرى خلال العامين الماضيين 430 جراحة بهدف فقدان الوزن، وهي عمليات «تكميم المعدة» و«تحوير مجرى»، و«ربط المعدة»، لافتاً إلى أن 80٪ من المرضى الذين خضعوا لهذه العمليات من النساء، عازياً السبب إلى أن النساء أكثر وعياً من الرجال بمخاطر السمنة، إلى جانب حرصهن على أن يظهرن بمظهر جميل.
وأوضح عبدالواحد أن النساء لا يتمتعن بحرية كاملة في الحركة، إذ يمكن أن لا تتاح لهن فرصة ممارسة الرياضة مثل الرجال، لذلك يكون الحل الأمثل أمامهن العمليات الجراحية لتخفيف الوزن، كما أن بعض النساء يضطررن إلى إجراء جراحات فقد الوزن لرغبتهن في الإنجاب، بعد أن يفشلن في تخفيف أوزانهن بالطرق التقليدية «الرياضة أو الأدوية أو الحمية الغذائية (الرجيم)».
البحث عن وظيفة
بعد الجراحة أكد نائب المدير الفني، رئيس قسم الجراحة في مستشفى القاسمي، الدكتور عبدالواحد محمد عبدالواحد، أن بعض الحالات التي تجري عمليات بهدف فقد الوزن تحدث لهم «انتكاسات»، بعد إجراء العملية الجراحية، موضحاً أنه قد يحدث للمرضى نوع من التسريب في حالات بنسبة 2 إلى 4٪ من الذين يجرون العملية. وأضاف أنه في هذه الحالة يحاول الفريق الطبي إجراء عملية تصحيحية، وتحويل بعض الحالات من قص المعدة إلى تغيير مسار المعدة، لافتاً إلى أن معدل الوفيات جراء العملية لا يتعدى 1٪ للذين يخضعون للعملية. وأوضح أن كثيراً من المرضى الذين يجرون الجراحة يكونون راضين عن نتائج العملية فترة من الزمن، مشيراً إلى أن معظم الرجال لديهم سرعة أكبر في فقدان الوزن مقارنة بالنساء، إضافة إلى أن الرجال لديهم مجال أكبر في الحركة وممارسة الرياضة. وأضاف أن الناس يتناقلون خبر العمليات في ما بينهم، والبعض ينصح أصدقاءه وأقاربه بإجراء العملية، متابعاً أن البعض بعد إجراء عملية تخفيف الوزن يلجأ إلى الجراحة التجميلية، خصوصاً الذين كانوا يعانون السمنة المفرطة، موضحاً أن من يعانون سمنة مفرطة تحدث لهم ترهلات بعد فقدان الوزن، وفي هذه الحال يتم نصحهم باللجوء إلى عمليات التجميل للتخلص من الجلد الزائد نتيجة فقد الوزن. |
وعزا لجوء الرجال إلى إجراء عمليات فقد الوزن بغرض الحصول على وظيفة مناسبة، مثل الوظيفة العسكرية، وكذلك الذين يعانون أمراضاً مزمنة ويريدون الوصول إلى الوزن المثالي، حرصاً على صحتهم.
وأضاف عبدالواحد أن السبب الرئيس لإقبال المرضى على عمليات فقد الوزن هو أن العلاجات الأخرى التي تتضمن أخذ أدوية تخفيف الوزن والحمية والرياضة تكون غير مضمونة النتائج، بعكس الجراحة، وبعض المرضى يريد الحل السريع لمشكلة الوزن التي يعانيها.
وذكر أن العلاجات التقليدية لفقد الوزن، مثل الحمية الغذائية والرياضة، نتائجها جيدة لكنها مؤقتة وغير مضمونة، والعلاج بالأدوية المخففة للوزن قد تكون له أضرار جانبية على جسم الإنسان، ويمكن أن يتوقف المريض عن العلاج وتعود زيادة الوزن إلى الشخص مرة أخرى.
وأوضح أن التدخل الجراحي غالباً يأتي في المراحل الأخيرة من العلاج، إذ إن المصابين بالسمنة ينصحون في بادئ الأمر بالالتزام بالحمية الغذائية وممارسة الرياضة، ونظام غذائي متوازن، وإذا لم تنفع هذه الحلول، وظل الوزن من دون نقصان، في هذه الحال يُنصح بإجراء جراحة لفقد الوزن، كآخر حل للمشكلة.
وكشف رئيس قسم الجراحة عن أن المستشفى استقبل أشخاصاً يعانون السمنة تحت سن 25 عاماً، ونسبتهم قليلة جداً، موضحاً أن 2٪ فقط من الذين أجروا عمليات فقد الوزن تراوح أعمارهم بين 17 و20 عاماً، لافتاً إلى أن حالة واحدة فقط تحت الـ16 عاماً أجريت لها عملية «تكميم المعدة»، بسبب السمنة المفرطة.
وأفاد بأن الجراحات تختلف بحسب حاجة المريض، موضحاً أن هناك جراحة تعتمد على تصغير حجم المعدة، والإقلال من نسبة امتصاص الغذاء، وعمليات لتكميم المعدة، أو قص ما نسبته 80٪ من حجم المعدة.
وأشار عبدالواحد إلى أن 60٪ من سكان الدولة يعانون زيادة في الوزن، ونحو 25 إلى 30٪ يعانون السمنة، مؤكداً أن السمنة تتسبب في حدوث كثير من الأمراض المزمنة، مثل السكري، لافتاً إلى أن دولة الإمارات تعد من أكثر الدول عرضة للإصابة بالسكري، النوع الثاني.
وشرح أن أسباب السمنة مختلفة، من بينها اختلاف أسلوب الحياة، والتغذية التي تعتمد بشكل أساسي على الوجبات السريعة، وقلة الحركة، وفي بعض الأحيان تكون بسبب عامل الوراثة، مشيراً إلى أن الأطفال الذين يعانون زيادة في الوزن نسبتهم في تزايد، ويترددون على العيادات للتخلص من السمنة.
وذكر عبدالواحد أن المستشفى يجري عمليات التخسيس للأشخاص ما بين الـ18 و60 عاماً، وفي حال الأشخاص الذين دون السن القانونية يتوجب موافقة الأب والأم، أو موافقة الزوج بالنسبة إلى النساء، ووجوب الرعاية النفسية قبل وبعد العملية، والالتزام بالحمية في الفترة ما بعد العملية، واتباع نظام غذائي محدد طوال الحياة.
حمية غذائية
إلى ذلك قالت نعمة عادل، إحدى النساء اللاتي أجرين عمليات لفقد الوزن في مستشفى القاسمي، إنها لا حظت الفرق في غضون شهرين فقط من إجراء العملية، إذ فقدت نحو 15 كيلوغراماً منذ إجراء العملية واتباعها نظاماً غذائياً محدداً وضعه لها الأطباء، مضيفة أنها كانت تزن 110 كيلوغرامات قبل إجراء عملية تكميم المعدة، وتم استئصال ثلاثة أرباع المعدة، بهدف التخلص من السمنة وأضرارها، بعدما جربت الطرق التقليدية ولم تحصل على النتائج المرجوة.
وأضافت أن صديقتها كانت تعاني أيضاً السمنة، وأجرت العملية نفسها قبل عام ونصف العام، وبعد إجراء العملية تحسنت حالتها وفقدت كثيراً من الوزن الزائد.
ضغوط نفسية
وتابعت نعمة أنها عانت في بادئ الأمر الضغوط النفسية، وبعد إجراء العملية احتاجت إلى التأهيل النفسي، لافتة إلى أنها قرأت قبل إجراء العملية عن المضاعفات التي يمكن أن تحدث لها من التسريب، وبعض الذين أجروا العملية عانوا هذه المضاعفات، ما سبب لها بعض القلق والخوف.
وأكدت أنها لو التزمت بالرياضة والحمية الغذائية فلن تحتاج إلى عملية التكميم، وستفقد وزنها من دون الاعتماد على الخيار الجراحي، لكنها حالياً ملتزمة بالنظام الغذائي الذي يقضي بتناولها السوائل الخالية من السكريات، والخالية من المواد الغازية.
وتنصح نعمة من يعانون سمنة مفرطة تفوق 150 كيلوغراماً بالبدء في تخفيف الوزن بالطرق المتاحة (الرياضة والحمية الغذائية والأدوية)، خصوصاً أن السمنة تؤدي إلى كثير من الامراض، وفي حال استنفاد جميع الخيارات المتاحة من دون جدوى يمكن اللجوء إلى الخيار الآخر والخضوع لعملية تكميم المعدة، خياراً أخيراً.
وأضافت أن الأشخاص الذين تبلغ أوزانهم نحو 110 كيلوغرامات أو أقل، فالرياضة والحركة المستمرة أفضل خيار لهم، مضيفة أن المرضى الذين خضعوا للعملية يحتاجون إلى رعاية نفسية مكثفة، مطالبة بوجود التأهيل النفسي في المستشفيات.
وقالت (أم محمد)، إحدى اللائي أجرين العملية، إنها كانت تزن نحو 136 كيلوغراماً، وكانت تعاني الضغـط والسـكري، وتتناول الأدوية باستمرار، ما اضطرها إلى إجراء عملية تكميم المعدة منذ نحو سنتين، وفقدت نـحو 60 كيلوغراماً في هذه الفترة.
وتابعت أنها أجرت عملية استئصال رحم في وقت سابق، ما أخلّ بتوازن هرمونات الجسم، وتسبب في زيادة وزنها بصورة كبيرة، مضيفة أنها توقفت عن استخدام الأدوية، ولا تعاني حالياً الأمراض المزمنة التي أصابتها سابقاً.
وأوضحت أنها لجأت إلى الحميات الغذائية والأدوية لتخفيف الوزن، لكن من دون فائدة، ثم علمت من إحدى صديقاتها بأنها أجرت عملية تكميم معدة، ولاحظت نقص وزنها بصورة لافتة، مضيفة أنها لم تعانِ الآثار الجانبية بعد العملية، وحالياً تتبع نظاماً غذائياً يتيح لها تناول حاجتها من الطعام من دون الإكثار منه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news