يشمل سكان الدولة كافة.. ويحدّد عوامل الخطر لمضاعفات «المرض»

بدء المسح الوطني لـ «السكري» وأنماط الحياة

«المسح» يدرس مرض السكري الذي يشكّل عبئاً على صحة المجتمع في الدولة. تصوير: أشوك فيرما

أعلنت وزارة الصحة، أمس، عن بدء الخطوات التنفيذية للمسح التجريبي للسكري وأنماط الحياة، استعداداً لبدء المرحلة الأولى من إجراء الدراسة المسحية البحثية، حول داء السكري، والذي يشمل المواطنين وغير المواطنين في الدولة، والذي يبدأ في العاشر من الشهر المقبل.

وقال وكيل الوزارة المساعد لشؤون السياسات الصحية، رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة داء السكري الدكتور محمود فكري، إن حجم عينة المسح يصل إلى ‬7000 شخص، اعتماداً على حجم السكان، وستشمل الفئات العمرية من ‬18 عاماً والأكبر سناً.

وأوضح، خلال مؤتمر صحافي أمس، أن المسح يهدف إلى تحديد مدى انتشار وعوامل الخطر لمضاعفات داء السكري من النوع الثاني، ووصف وتوزيع عوامل الخطر للأمراض غير المعدية، مثل السمنة، والنشاط البدني، والعمر، والنظام الغذائي، وتدخين السجائر، والدهون في الدم، والمواقف والسلوكيات، بما في ذلك أنماط استخدام الخدمات الصحية، بالإضافة إلى تحديد التفاعلات الجينية والبيئية في المجتمعات متعددة الأعراق.

وأشار فكري إلى أن الإعلان أتى استعدادا لبدء المرحلة الأولى من إجراء الدراسة المسحية البحثية حول داء السكري، مضيفاً أنه تم اعتماد الإجراءات النهائية للقيام بالمسح، وفقا لمعايير علمية وعالمية، مشيرا إلى أنه تم اختبار أدوات البحث، والتأكد من جاهزية فريق العمل، وفق متطلبات الجهة الاستشارية للبحث المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.

وقال إن جميع مراكز الطب الوقائي التابعة للوزارة ستجري المسح تجريبيا، من خلال عينات مختارة من المترددين عليها، بهدف ضمان سلامة الإجراءات، وسهولة التنفيذ العملي للدراسة المسحية البحثية الوطنية، التي تقرر أن تبدأ فعليا في العاشر من ديسمبر المقبل.

وأوضح فكري أن خبراء في مكافحة السكري، والمعنيين بالبرنامج الوطني لمكافحة السكري، واللجنة الوطنية العليا لمكافحة السكري ـ بالتعاون مع جامعة الشارقة ـ راجعوا الإجراءات المتعلقة بالدراسة المسحية، لافتا إلى أنه تقرر البدء بتجريب واختبار وسائل وأدوات المسح الميداني، من خلال مراجعي مركز الطب الوقائي بمنطقة الغبيبة في الشارقة بداية من اليوم .

وأوضح أنه سيتم اختيار عينة عشوائية منزلية من مواطني الدولة، بالتعاون مع هيئة الإمارات للهوية ومركز الاحصاء، وأن العينة ستكون متناسبة مع نسبة التوزيع للمواطنين في كل إمارة، أما بالنسبة للمقيمين، سيتم التعرف إلى عينة عشوائية من عيادات الطب الوقائي في كل إمارة، عند تجديد الإقامة.

وقال وكيل الوزارة المساعد، مدير منطقة الشارقة الطبية، الشيخ محمد بن صقر القاسمي، إن المسح يعزز الجهود التي تبذلها الدولة في مكافحة الأمراض، خصوصا داء السكري، مشيرا إلى أهمية تضافر الجهود وتنسيق التعاون بين الأطراف والجهات كافة، المعنية بموضوع الدراسة، للخروج بنتائج علمية تفيد في معرفة الواقع الحقيقي لانتشار مرض السكري والعوامل المتسببة في حدوثه.

وقال نائب مدير جامعة الشارقة عميد كلية الطب الدكتور حسام الدين حمدي إن المسح الميداني يعتبر مشروعا بحثيا مهماً، والأول من نوعه في دراسة مشكلة مرض السكري، الذي يشكل عبئاً كبيراً على صحة المجتمع في الدولة.

وأضاف أنه نظراً لأهمية المشروع، تم التعاون مع هيئات دولية مهمة، مثل معهد «بيكر»، والمعهد الدولي للسكر في أستراليا، كما تلقى المشروع دعماً من شركات أدوية، مشيرا إلى أن المسح سيستمر على الأقل سنتين لاكتماله، وستليه مجموعة أخرى من الأبحاث، التي ستبنى من خلال النتائج التي ستنبثق عن المسح. وذكر أن المسح عبارة عن مشروع بحثي يتناول جوانب متعددة، وليس فقط الدراسات الوبائية المتعلقة بانتشار المرض في الإمارات، لكنه أيضاً يستهدف الدراسات الجينية والطب الجزيئي، للوصول إلى بعض المؤشرات المسببة للمرض، والتي يمكن التعامل معها في مراحل مبكرة قبل حدوث أية مضاعفات.

وأوضح أن نتائج المسح عند اكتماله ستمثل خلفية علمية مهمة، لاستراتيجية الصحة في الدولة، وسيكون نموذجاً مهماً، يمكن استخدامه في دول أخرى، مثل دول مجلس التعاون الخليجي.

من جانبه، أوضح رئيس الفريق البحثي الدكتور نبيل سليمان، أن البحث يعتبر أول دراسة علمية مجتمعية متكاملة في الإمارات، ويهدف البحث إلى قياس معدلات انتشار السمنة وارتفاع الدهون لعلاقتها الوثيقة بمرض السكري، إلى جانب بحث العلاقة بين العوامل البيئية والجينية، والتي لم يسبق التطرق إليها من قبل.

تويتر