«نحاتة» مواطنة تنقذ تشوّه امرأة بنصف وجه
أمضت المرأة الباكستانية (زكية) ما يزيد على عام وهي بنصف وجه، بعد أن ألقى عليها زوجها مواد كيميائية حارقة أدت إلى اختفاء ملامح النصف الأيسر من وجهها.
وعاشت (زكية) مشوّهة الوجه أشهراً عدة، وتناولت قضيتها وسائل إعلام عالمية، باعتبارها أشهر ضحية باكستانية للعنف الزوجي، حتى علمت بحالتها النحاتة الطبية المواطنة أشواق حسان الهاشمي، وتكفّلت بترميم نصف وجه جديد لها، فعادت إلى صورتها الأولى.
وأشواق هي أول نحاتة طبية في الإمارات، وبموجب تخصصها تستقبل الأشخاص الذين تعرّضوا لفقدان أعضائهم، نتيجة حوادث، أو تشوّهات جنينيـة، أو أمراض استدعت استئصال أعضاء أو أطراف من أجسادهم، لتصنع لهم أطرافاً مطابقة تماماً لتلك المبتورة، ليظهر الشخص بصـورة طبيعية.
ولم تكتفِ الهاشمي بإنقاذ المرأة الباكستانية (زكية)، بل بدأت في تنظيم حملة تطوّعية خيرية لصناعة أعضاء بشرية تعويضية للمصابين والمشوّهين في دول عربية، وخاطبت سفارات تلك الدول لتيسر لها تنفيذ مبادرتها.
وتقول الهاشمي لـ«الإمارات اليوم»: «بدأت رحلتي في صناعة الأطراف ونحت الأعضاء البشرية قبل 11 عاماً، ويعد هذا التخصص نادراً جداً عالمياً، وفي الإمارات ثلاثة أشخاص فقط يزاولونه».
وتضيف: «بعد أن مارست تخصصي في هيئة الصحة في دبي، وصنّعت أكثر من 450 عضواً لمصابين من داخل الدولة وخارجها، اتجهت إلى تأسيس مركز (أمنيتي)، وهو أول مركز خاص لصناعة الأعضاء البشرية في الدولة، وتم بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة».
وتكمل: «خاطبتني مؤسسة (مساعدة المسلمين) البريطانية، لأساعد المرأة الباكستانية (زكية)، التي ألقى عليها زوجها مادة الأسيد (ماء النار)، التي تسببت في إذابة العين اليسرى، ونصف الأنف، وجزء من الفم، وأصبحت امرأة بنصف وجه».
وتوضح: «لم أتردد لحظة في مساعدة هذه المرأة التي تحوّلت حياتها إلى جحيم، والتي أثارت حادثتها ردود فعل غاضبة، أدت إلى صدور قانون بتغليظ عقوبة الاعتداء على النساء بهذه المادة الكيميائية في باكستان».
وتكفّلت النحاتة الإماراتية بنفقات العلاج، وتصنيع أشكال شبيهة بنصف وجه جديد بالمواصفات نفسها للعين والحاجب والرمش والأنف والفم، لتعود المرأة إلى صورتها الطبيعية تماماً، مضيفة: «تعاونت مع معلمي السابق في مستشفى راشد، الأخصائي دارل أتكنز، للقيام بتصنيع الوجه».