بلدية دبي: يهدف إلى توحيد الإجراءات الرقابية على الأطعمة في الدولة
إعداد دليل وطني لتقصي الأمراض المنقولة عبر الغذاء
انتهت بلدية دبي من إعداد مسودة دليل وطني لنظام تقصي ورصد الأمراض المنقولة عبر الغذاء يهدف إلى توحيد الإجراءات الرقابية على الأغذية في الدولة. والذي كلفت بإعداده بصفتها عضو في اللجنة الوطنية لسلامة الأغذية التابعة لوزرة البيئة والمياه، ونظراً لأنها أول جهة في الدولة تطور وتعمل على وضع نظام محلي لتقصي الأمراض المنقولة عبر الغذاء.
أمراض مُعدية أو سامة تعرف منظمة الصحة العالمية الأمراض المنقولة عبر الغذاء بأنها «أمراض معدية أو سامة تتسبّب فيها كائنات تدخل الجسم عن طريق الأغذية المستهلكة»، وحسب ما ورد في دليل تقصي الامراض المنقولة عبر الغذاء، فإن الغذاء الملوث عمداً أو عن غير عمد قد يؤدي إلى انتقال الأمراض التي تضر بصحة المستهلك. وأضافت أنه يصعب تقدير عدد الحالات المصابة بالأمراض المنقولة عبر الغذاء، إلا أنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو ملياري حالة إسهال تحدث كل عام في جميع أنحاء العالم، يموت منها 2.2 مليون شخص، منهم 1.9 مليون طفل، في وقت تعزى فيه نسبة كبيرة من هذه الحالات إلى تلوث الأغذية ومياه الشرب. وتابعت أن هناك أسباباً كثيرة تجعل الأمراض المنقولة عبر الغذاء تحدياً للصحة العامة على مستوى العالم، من ذلك عولمة مصادر الأغذية وتنوعها، وزيادة عدد المسافرين، واستهلاك الطعام المعد خارج المنزل، وتطور كائنات جديدة تسبب الأمراض، بسبب مقاومتها للمضادات الحيوية، إذ إن كل هذه التحديات المتنامية والسريعة تتطلب أن يكون مسؤولو الصحة العامة أكثر يقظة لمكافحة هذه التهديدات. |
وقال مدير إدارة الرقابة الغذائية في البلدية، ممثل إمارة دبي في اللجنة، خالد شريف العوضي، لـ«الإمارات اليوم» إن «اللجنة التي عقدت اجتماعها الثاني قبل أيام تعمل على وضع نظام اتحادي مركزي لتقصي الأمراض المنقولة عبر الغذاء، يمكنها من تحديد وتتبع مصدر التسمم الغذائي عند وقوعه، بهدف وضع مؤشر استراتيجي يكون بمثابة مؤشر مرجعي في التعامل مع الأمراض المنقولة عبر الغذاء وحالات التسمم الغذائي، إضافة إلى استخدامه في وضع نظام لقياس كفاءة الاجهزة الرقابية على مستوى الدولة، وتقييم مدى فعاليتها».
وكانت بلدية دبي قد كلفت بتولي مسؤولية وضع النظام والدليل الاتحادي ضمن دورها في تنفيذ الخطة الاستراتيجية للجنة الوطنية لسلامة الأغذية بوزارة البيئة والمياه، وذلك لأن لديها نظام تقصّ متميزاً على المستوى المحلي مطبقاً من منذ عامين.
وأشار العوضي إلى أن الدليل يتناول المبادئ الأساسية لنظام رصد الأمراض المنقولة عبر الغذاء، وجاء نتيجة للتعاون بين الخبراء من بلدية دبي وهيئة الصحة في دبي بشكل أساس، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والمركز الأميركي لمراقبة ومكافحة الأمراض.
وأضاف أن الدليل سيكون حجر الزاوية في عملية الرقابة والوقاية في نظام رصد الأمراض المنقولة عبر الغذاء، مضيفاً أن الرصد الفعال هو المفتاح لتتبع الأمراض المنقولة عبر الغذاء، وأن البيانات التي ستجمعها فرق الرقابة والتقصي ستكون بمثابة أساس لتطوير وتنفيذ وتقييم تدابير سلامة الأغذية المبنية على تحليل المخاطر، إذ إن مكافحة الأمراض المنقولة عبر الغذاء تتطلب تعاوناً دولياً يسمح بتبادل المعلومات والموارد.
وأوضح العوضي أنه تم بحث ومناقشة نسخة من مسودة الدليل خلال الاجتماع الثاني للجنة، على أن تتم دراسة النسخة وإعطاء الملاحظات والاقتراحات خلال الاسبوعين المقبلين، لتتمكن اللجنة من وضع الصيغة النهائية للدليل واعتماده.
وتتلخص الاهداف من وضع الدليل الذي اطلعت «الامارات اليوم» على نسخة الكترونية منه، في توفير نظام مرجعي لممارسي الرعاية الصحية، ومفتشي الأغذية والصحة، والعاملين في المختبرات وغيرهم ممن قد يتولى أو يشارك في عملية التقصي ومكافحة الأمراض المنقولة عبر الغذاء، وكذلك تعريف ووصف المفاهيم الأساسية المتعلقة بالأمراض المنقولة عبر الغذاء والفاشيات.
ويهدف الدليل أيضاً الى تحديد وتوضيح الأدوار والمسؤوليات والمتطلبات القانونية للاشخاص والموظفين الرئيسين المشتركين في رصد وتقصي الأمراض المنقولة عبر الغذاء عند التعامل مع الأمراض المنقولة عبر الغذاء والفاشيات، ووضع مبادئ توجيهية للتقصي عن حالات تفشي الأمراض المنقولة عبر الغذاء في إمارة دبي، كما سيساعد صانعي القرار على المستويين الوطني والإقليمي، على تحديد وتنسيق الموارد، وخلق بيئة مناسبة لنجاح إدارة تفشي الأمراض المنقولة عبر الغذاء.
وعرف العوضي عمليات التقصي ومكافحة الأمراض المنقولة عبر الغذاء بأنها عمليات متعددة التخصصات والمهام، وتتطلب مهارات في مجالات الطب السريري، وعلم الأوبئة، والطب المخبري، وميكروبيولوجيا الأغذية، والكيمياء، وسلامة الأغذية والرقابة عليها، والتعامل مع المخاطر وإدارتها. وأضاف أنه يتم تنفيذ عملية التقصي في كثير من الفاشيات بشكل سيئ، أو أنه لا تجري عملية تقصٍ، بسبب تولي المحقق عملية التقصي بمفرده من دون تحصيل التدريب المناسب.
وقال العوضي إن تطبيق النظام الاتحادي لتقصي الامراض المنقولة عبر الغذاء يتطلب تشكيل فريق ميداني على مستوى كل إماره، وفريق وبائي مركزي تحت مظلة وزارة الصحة، بالتعاون مع هيئات الصحة المحلية، إذ يتلقى الفريق الوبائي المعلومات عن الحالات والبلاغات عبر المستشفيات، وفي حال الاشتباه في وجود حالة تسمم أو الإصابة بمرض منقول عبر الغذاء، يقوم الفريق الميداني بالتحقيق في الحالة، وجمع كل البيانات والمعلومات لتعريفها، والكشف عن أسبابها، ومصدر المرض في حال إثبات وجود مرض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news