«عيسى» يطالب بتجريم «احتقار» مريض «الإيدز»
أمضى المواطن عيسى علي ما يزيد على 12 عاماً، متعايشاً مع مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، راضياً بقضاء الله وقدره، ولا يعكر حياته سوى «تجاهل الجهات الحكومية المعاناة المعيشية التي يقاسيها المصابون بالمرض».
ويؤكد (عيسى) لـ «الإمارات اليوم» أن أكثر ما يؤلم مرضى الإيدز أن «الدولة تفتقر إلى وجود جهة حكومية تستقبل حاملي المرض، وتسعى لحلّ مشكلاتهم، وتوفر لهم الرعاية الاجتماعية، والأكثر ألماً أنه لا توجد تشريعات تضمن للمرضى الوظيفة، وتحميهم من المعاملة السيئة التي يلاقونها من المجتمع».
(عيسى) الذي استقبل الصحيفة في منزله المؤجر، قال: «نعاني بشدة نظرة الاحتقار التي يعاملنا بها المجتمع بسبب هذا المرض، وهناك دول تجرم المعاملة السيئة للمريض، واحتقاره من المجتمع»، داعياً إلى صدور «تشريع في الدولة يحمي المرضى من هذه المعاملة».
وأكمل أن: «عدداً كبيراً من مرضى الإيدز يرفضون مراجعة المستشفيات خوفاً من نظرة المجتمع، فيهملون العلاج ويفضلون الموت على النبذ» متابعاً: «حين يرفض المجتمع تقبل مريض الإيدز، فهو يشارك في زيادة انتشار المرض بدلاً من الحدّ منه». وأضاف: «مريض الإيدز شخص عادي، قادر على العطاء والعمل ونفع المجتمع وبلده، لكنه بحاجة إلى فرصة كي يثبت قدرته على الإنتاج، لكن كل جهات التوظيف ترفض قطعياً استقباله»، متسائلاً: «كيف لي أن أنفق على أسرتي وليست هناك جهة حكومية أو خاصة تقبل توظيفي».
و(عيسى) متزوج بمصابة بالمرض، وله ابنة غير مريضة، ويروي أن «السعودية ودولاً خليجية أقامت جمعيات لمرضى الإيدز، تعمل على رعاية المريض وأسرته، وتوظيفه، وتزويج غير المتزوجين، والتحدث باسمهم أمام الجهات الحكومية المختلفة»، مشيراً الى ضرورة أن تتولى الجهات الحكومية إنشاء جميعة تنقل مطالبنا للمسؤولين، «مادام يرفض هؤلاء المسؤولون مقابلتنا دوماً».
وتابع: «نحن جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، ولنا الحق في العيش بصورة كريمة، وعلى المجتمع أن يحترمنا ويتعامل معنا كبقية البشر». ويروي (عيسى) أن أهله ابتعدوا عنه بعد علمهم بمرضه، ما دعاه إلى نقل زوجته وابنته للسكن في منزل منفصل في دبي، ويكمل «ظللت لسنوات عدة أعمل في شركة خاصة من دون أن يعلم أحد بحقيقة وضعي الصحي، وكنت أنفق راتبي على أسرتي راضياً بحالي، لكن اضطررت إلى الاستقالة بعد صدور قرار يلزم المواطنين موظفي الشركات الخاصة بالفحص الطبي، خشية اكتشاف مرضي».
ويتابع: «طرقت أبواب الجهات الحكومية بحثاً عن وظيفة، لكن الردّ دوماً هو رفض مقابلتي، كوني مصاباً بالفيروس، لقد اضطررت إلى الاقتراض لبدء مشروع في مجال العقارات، ومن خلاله وفرت لأسرتي دخلاً شهرياً مناسباً، لكن بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، توقف مشروعي، وتراكمت عليّ فوائد القرض، وكلما طرقت أبواب الجهات التي يمكن أن تساعدني في سداد قرضي، رفض طلبي من دون مراعاة ظروفي الصحية». ويكمل: «تراكم عليّ إيجار منزلي، وأواجه تهديداً بالطرد الشهر المقبل بسبب عجزي عن سداد الإيجار منذ عامين، وأنا الآن ملاحق قضائياً، وبلا دخل، وجواز سفري محجوز، وكنت قد توجهت الى وزارة الشؤون الاجتماعية التي وافقت على صرف إعانة لي ولابنتي، لكنها لا تكفي نفقات معيشتنا».
وأكد: «أنا الآن مقيد في حياتي بسبب المرض والديون، إضافة إلى رفض المجتمع لي، ورفض توظيفي، فكيف لي أن أعيش أنا وعائلتي وكل الأبواب مسدودة في وجهي»؟
وطالب (عيسى) المسؤولين بمساعدة المرضى الذين يعانون الديون، خصوصاً أنهم ممنوعون من العمل، كما دعا إلى الإسراع في إنشاء جمعية لمرضى الإيدز، تنظر في شؤون المرضى، وتكون على اتصال مباشر مع الجهات الحكومية، وتعمل على توعية المجتمع بحقوق المرضى ومعاناتهم، والعمل على ضمهم وتسهيل تعايشهم مع المرض.