‬156 حالة إصابة بالإنفلونزا خلال الربع الأخير من العام الماضي موزعة على إمارة أبوظبي. تصوير: تشاندرا بالان

ارتفاع الإصابة بالحصبة.. وانخفاضها فــي الجديري المائي عند الأطفال

أظهرت بيانات صادرة عن هيئة الصحة في أبوظبي، ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الحصبة عند الأطفال للفئة العمرية التي تقل عن ‬14 عاماً، إذ بلغت في الربع الأخير من العام الماضي ‬35 حالة في الإمارة ليصل عدد المصابين في العام نفسه إلى ‬56 حالة مقارنة بـ‬55 حالة عام ‬2011، فيما كشفت انخفاض معدلات الإصابة بالجديري المائي إلى ‬9869 حالة العام الماضي بعد أن كانت ‬11 ألفاً و‬748 حالة عام ‬2011، مؤكدة أن إنفلونزا «H1N1» ليست وباءً، والخطر في ظهور فصائل جديدة من الإنفلونزا لا توجد لقاحات لها.

وقالت مديرة إدارة الأمراض السارية في هيئة الصحة في أبوظبي، الدكتورة فريدة الحوسني، لـ«الإمارات اليوم»: «على الرغم من أن الزيادة طفيفة في معدلات الإصابة بمرض الحصبة، إلا أنه يمكن تجنبها بالتطعيمات»، موضحة أن التطعيم عبارة عن جرعتين للطفل عندما يبلغ من العمر عاماً ومع دخول المدارس، لكن بعض الأسر تنسى جرعة العام الأول من الولادة ما يعرض أطفالهم لخطر الإصابة، مشيرة إلى أن غالبية المصابين بالحصبة تبين أنهم لم يحصلوا على جرعة تطعيم العام الأول. وأفادت بأن انخفاض معدلات الإصابة بالجديري المائي يعود إلى إدخال التطعيم في جدول تطعيمات طلبة المدارس لطلبة الصف الأول للعام الدراسي ‬2011- ‬2012، لافتة إلى أن «معدل الإصابة بالجديري المائي انخفض من ‬506 حالات لكل ‬100 ألف من السكان، إلى ‬407 حالات لكل ‬100 ألف من السكان».

وتابعت أنه حال تطبيق برنامج تطعيم قوي سنجد انخفاضاً تدريجياً في معدل الإصابة بالمرض بين السكان كما هو الحال في الجديري المائي، والعكس في زيادة معدلات الإصابة بالحصبة عند نقص الوعي لدى الأسر، مؤكدة أهمية التطعيمات للوقاية من الأمراض كمنهاج عمل للهيئة في أبوظبي.

فيروس «الروتا»

وكشفت الحوسني عن جهود تبذلها هيئة الصحة في أبوظبي لإدخال تطعيم ضد فيروس «الروتا» للأطفال عند عمر عام، لافتة إلى إمكانية الإعلان عن تلك الخطوة خلال العام الجاري، مضيفة «يعد فيروس «الروتا» من أكثر المسببات الرئيسة للإسهال عند الأطفال حتى عمر أربع سنوات، وينشط الفيروس خلال شهري أبريل ومايو، وقد يحتاج الطفل للتنويم داخل المستشفى حال الإصابة به، ما يعظم الكلفة المالية لمكافحته.

وأكملت أن معدلات الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي زادت في الربع الأخير من العام الماضي بمعدل بلغ ‬102 حالة، وهذه الزيادة متوقعة في الربع الأخير من كل عام، لافتة إلى أن المصابين انتابتهم أعراض الإسهال واصفرار الوجه (اليرقان)، نتيجة الإصابة بالمرض.

وكشفت عن إصابة ‬27 حالة في كل ‬100 ألف من السكان بالكبد الوبائي (نوع بي) للفئات العمرية التي تراوح أعمارها بين ‬25 و‬34 عاماً، فيما بلغت معدلات الإصابة بالكبد الوبائي (نوع سي) ‬21 حالة لكل ‬100 ألف العام الماضي.

وتابعت: على الرغم من أن التصنيف الدولي أعطى شهادة خلو الإمارات من مرض الملاريا، إلا أننا نواجه تحدياً أكبر للحفاظ على هذا الخلو، في المقابل نجد أن معدل الإصابة بفيروس الملاريا في العمالة الوافدة وصل إلى ‬2700 حالة العام الماضي، وهو العدد نفسه عام ‬2011.

الإنفلونزا

وتطرقت مديرة إدارة الأمراض السارية للحديث حول معدلات الإصابة بالإنفلونزا، منتقدة ما تتناوله وسائل الإعلام حول هذا المرض، قائلة إن حالات الإصابة بالإنفلونزا متوقع حدوثها عموماً خلال العام، لكنها أكثر شدة عند الأطفال الأقل من خمس سنوات، وكبار السن الذين تزيد أعمارهم على ‬65 عاماً، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

وأضافت: يشهد الربع الأخير من كل عام زيادة مطردة في عدد المصابين بالإنفلونزا، وبلغ عدد الحالات المصابة المبلغ عنها في الربع الأخير من العام الماضي ‬166 حالة موزعة على إمارة أبوظبي، لافتة إلى أن ‬65٪ من الحالات المصابة كانت بإنفلونزا «أ» و‬37٪ منها احتاجت للتنويم داخل المستشفى، موضحة أن عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا المبلغ عنها في العام الماضي بلغ ‬269 حالة، منها حالات إنفلونزا «H1N1»، واحتاج ‬91٪ من المصابين بهذا النوع من الإنفلونزا إلى دخول المستشفى.

وأفادت بأن مخاطر الإصابة بمرض الإنفلونزا يمكن تجنبها من خلال التطعيم السنوي، إذ إن التطعيم لا يقلل من مناعة الجسم بل يرفعها نظراً لتنوع التطعيمات من عام إلى آخر، مضيفة أن جميع اللقاحات المطروحة سنوياً لمكافحة أنواع الإنفلونزا متنوعة وتتغير سنوياً وفقاً لبحوث مختبرية تتوافق مع مكافحة نوعية كل حالة من الإنفلونزا.

ورأت أنه من الخطأ اعتبار إنفلونزا «H1N1» وباءً لأنه موجود بشكل طبيعي، لكن ما حدث أنه عالق في الأذهان مخاطر اكتشافه منذ عام ‬2008، لعدم معرفة الأوساط الطبية أبعاد ومستوى خطورته، لافتة إلى أنه «بعد تجارب مختبرية تبين أنه مثل بقية الأنواع الأخرى ويمكن مكافحته، إذ إن التخوف الحقيقي في ظهور فصائل جديدة من الإنفلونزا لا توجد لقاحات لها عالمياً».

الأكثر مشاركة