2 ٪ من مواليد الدولة مصابون بـ «التــوحد»
كشفت مديرة مركز الإمارات للتوحد، أمل جلال، عن ارتفاع نسبة مرضى التوحد في الدولة بين الأطفال حديثي الولادة، موضحة أن نسبة الإصابة بالتوحد وصلت إلى حالة بين كل 50 مولوداً، بما يعني 2٪ من عدد المواليد، بعد أن كانت حالة بين كل 88 مولوداً خلال العام الماضي، أي 1.3٪.
وأكدت أن الحاجة أصبحت ماسة إلى خدمات الكشف المبكر، للحد من مرض التوحد، والتوسع في إنشاء مراكز التوحد ودعم المراكز القائمة لاستيعاب الأعداد المتزايدة على قوائم الانتظار.
«التوحد» مجهول الأسباب قالت مديرة مركز الإمارات للتوحد، أمل جلال، إن مشكلة التوحد أنه غير معروف الأسباب، ولا يوجد له أي علاج حتى الآن، وأن البعض يحاول ربط علاقة الإصابة بالتوحد بالتطعيم الذي يتناوله الأطفال أو بالزئبق الزائد في الجسم، أو التلوث، ولكن حتى الآن لم يصل العلماء إلى سبب واضح للتوحد، وتظل كل الآراء مجرد احتمالات. وأفادت بأن التقدم في الدراسات والأبحاث في علم التوحد أدى الى اكتشاف حالات إصابة بالتوحد في الأيام الأولى من الولادة، عند أسر لديها خبرة في الأطفال، بعد مقارنة أفعال المولود بأفعال إخوته عند مرورهم بالمرحلة العمرية نفسها، موضحة أن التوحد من صفاته الاختباء، ويظهر مع تقدم المصاب في العمر. وأوضحت جلال أن تشخيص اضطراب التوحد يبدأ عند بلوغ الطفل ما بين عامين وثلاثة أعوام، لأن المشكلات اللفظية تبدأ في الظهور لدى الطفل في عمر سنتين، وارتباط التوحد بتشخيص النطق بصورة كبيرة، مضيفة أن التوحد غير قابل للشفاء، غير أن التدخل المبكر يحسن من سلوك المتوحد ويغير من طريقة استجابته للمؤثرات، والعوامل الخارجية من خلال تعويده تصرفات بديلة عند الشعور ببعض العوامل. |
وأوضحت جلال، لـ«الإمارات اليوم»، خلال تنظيم مركز الإمارات للتوحد، بطولة الإمارات السادسة للياقة البدنية والسباحة لذوي الإعاقة، المقامة على هامش فعاليات الأسبوع العالمي للتوحد، أن نسبة الأطفال المصابين بالتوحد مساوية للنسب العالمية التي تم الإعلان عنها منذ ثلاثة أيام من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أتلانتا بالولايات المتحدة الأميركية.
وأشارت إلى أن قلة عدد المختصين في مجال التوحد، خصوصاً الناطقين باللغة العربية، وضعف المتابعة وعوائق عملية الدمج من أهم الصعوبات التي تواجه المتوحدين في الدولة، فضلاً عن عدم استيعاب مراكز التوحد الحكومية والخاصة لأعداد المتوحدين المواطنين، ووجود قوائم انتظار طويلة في تلك المراكز.
وقالت جلال، إن مريض التوحد يحتاج الى مدرب خاص به، ما يستلزم وجود مدرب لكل حالة، وهو ما يزيد من كلفة مصروفات مراكز التدريب، إذ إن مصروفات الطفل تبدأ في المراكز الخاصة بـ75 ألف درهم سنوياً، يتحمل ذوو المريض نصفها ويتحمل المركز النصف الثاني من خلال التبرعات، كما أن مؤسسات خيرية تتبنى بعض الحالات، لافتة إلى أن عدم وجود كوادر مؤهلة في الدولة، واضطرار المراكز الى الاستعانة بمدربين مختصين في هذا المجال، عبر استقدامهم من الخارج وتوفير إقامة ورواتب لهم، ومريض التوحد يحتاج الى مدرب خاص به، ما يستلزم وجود مدرب لكل حالة، هو ما يزيد من كلفة مصروفات مراكز التدريب.
وطالبت جلال، بضرورة نشر المسؤولية الاجتماعية الخاصة بهذا المرض، وتسليط الضوء على مرض التوحد وأهمية دعم المراكز الخاصة لأنها تلعب دور الشريك مع المراكز الحكومية في رعاية الأطفال، مشيرة إلى وجود أطفال يعانون أعراض التوحد داخل أسرهم من دون معرفة الوالدين.
ودعت الأسر، في حالة اكتشافها عدم وجود تفاعل اجتماعي لطفلها مع الأم أو الاشقاء أو عدم قدرته على امتلاك لغة تعبيرية أو عدم تخيل الأشياء واللعب بها، مراجعة طبيب أطفال مختص، مشيرة إلى أن السلوكيات التي تصدر عن مريض التوحد متعددة منها ضرب الرأس أو إيذاء الذات أو الضحك من دون سبب أو البكاء والصراخ كسلوك لا إرادي، مطالبة الوالدين بتفهم مستوى درجة الإعاقة ونوعها سواء كانت خفيفة أو متوسطة أو شديدة، وعلى ولي الأمر المشاركة في وضع العلاج المناسب لابنه.
وأكدت جلال عدم وجود بيانات صحيحة على مستوى الدولة أو حتى إمارة ابوظبي بأعداد مرضى التوحد، لافتة إلى أن أكثر الحالات شيوعاً للفئة العمرية خمس سنوات من منتسبي الروضة، والمرحلة الابتدائية، وتوجد حالات داخل المنازل غير معلومة لتجنب الأسر الإعلان عنها خشية معرفة المجتمع بوجود ابن مريض أو معاق داخل الأسرة.
وأشارت جلال إلى زيادة ملحوظة في عدد المتوحدين في الدولة، وذلك من خلال التشخيص، وزيادة الأعداد على قوائم الانتظار في مراكز التوحد الحكومية والخاصة، واكتمال القدرة الاستيعابية بها، ومزاولة العمل بمعظم المراكز على فترتين صباحية ومسائية لمساعدة أكبر قدر من الأطفال والأسر المواطنة والوافدة.
ودعت إلى ضرورة مساعدتهم في الحصول على مقر دائم لافتتاحه مركزاً للتوحد لاستيعاب الأعدد المتزايدة من الأطفال المصابين خصوصاً أن كل مصاب بالتوحد يحتاج إلى معلم خاص به (معلم ظل) ليستطيع الاندماج، مشيرة إلى أن مركز الإمارات للتوحد يضم 50 طفلاً و30 معلماً، وأن الدراسات الحديثة أثبتت أن الرعاية المبكرة للمتوحدين تعالج مشكلة التوحد بنسبة 50٪، إذ يتعلم الطفل العديد من السلوكيات ويندمج في المجتمع بطريقة صحيحة.
وأشارت إلى أن التوحد درجات، منها البسيطة والمتوسطة والمركبة التي تصاحبها إعاقات أخرى مثل العمى أو التخلف العقلي، وهي الأصعب بين كل الحالات من حيث التأهيل، وتحتاج الى مدرب أو مرشد قدير ليساعد الطفل، لافتة إلى أن التوحد عند الأطفال لا يعني قصوراً لغوياً فقط، وإنما يعني قصوراً في الأداء والتواصل الاجتماعي، وتظهر سلوكيات غريبة لدى المصاب مثل تركيز النظر على شيء محدد فقط، أو اللعب بشكل نمطي وتكراري، أو المشي في دوائر، وعند محاولة إخراجه من هذه الحالة يصاب الطفل بهستيريا البكاء.