خطة تمتد إلى 6 سنوات للقضاء على المرض نهائياً في العالم
بيل غيتس يدعم «استئصال شلل الأطفال» بـ 6.6 مليارات درهم
استعرضت القمة العالمية للقاحات المنعقدة في أبوظبي، مبادرة استئصال شلل الأطفال، وفق خطة شاملة تمتد إلى ستة أعوام، تهدف إلى القضاء على جميع أنماط المرض حول العالم، سواء كانت حالات تعود إلى فيروس شلل الأطفال البري أو الفيروس المشتق من اللقاح.
وأجمع المشاركون على التزامهم بالخطة وتدبير ثلاثة أرباع التكاليف التقديرية التي تغطي فترة الستة أعوام المقبلة، وقيمتها 5.5 مليارات دولار أميركي (نحو 20 مليار درهم)، وأعلن الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميلندا غيتس، بيل غيتس، التزام المؤسسة بدفع مبلغ 1.8 مليار دولار أميركي (نحو 6.6 مليارات درهم)، وتخصيص هذه الأموال لتمكين هذه المبادرة العالمية من العمل بشكل فعال لتحقيق جميع أهدافها.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت تشان، إن الخطة الجديدة تغتنم أفضل الفرص لاستئصال شلل الأطفال، لافتة إلى انخفاض عدد الأطفال الذين أصيبوا بالشلل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق (223 حالة في عام 2012)، ولم يزد عدد الإصابات على 19 حالة حتى الآن في 2013، مطالبة بالاستفادة من الفرصة وإحراز تقدم، وإيقاف سريان جميع فيروسات شلل الأطفال قبل أن تعاود إصابة البلدان التي خلت منها من قبل.
وأضافت أنه «بعد فترة طويلة من مكافحة شلل الأطفال لدينا الآن معارف جديدة حول فيروسات شلل الأطفال، كما نملك تكنولوجيا وأساليب تمكننا من الوصول إلى أكثر المجتمعات تعرضاً للمخاطر، بل إن الخبرات الواسعة النطاق، والبنية التحتية والمعارف التي اكتسبناها من التخلص من شلل الأطفال يمكن أن تساعدنا على الوصول إلى جميع الأطفال، وجميع المجتمعات بالخدمات الصحية الأساسية».
وأفادت تشان، بأن المبادرة العالمية أعدّت خطة استراتيجية لاستئصال شلل الأطفال «2013 ـ 2018»، استناداً إلى مشاورات مستفيضة مع طيف واسع من الأطراف المعنية، مسترشدة بالنجاحات التي حققتها الهند في وصولها إلى حالة الخلوّ الكامل من شلل الأطفال مطلع عام 2012، وتنفذ المبادرة خطط عمل الطوارئ وفق الاحتياجات منذ العام الماضي في البلدان التي لاتزال موطونة بشلل الأطفال مثل «أفغانستان، وباكستان ونيجيريا»، وتنفذ برامج تلقيح الأطفال في المناطق التي تعاني انعدام الأمن.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف، الدكتور أنطوني ليك، إن «التخلص من شلل الأطفال لن يقتصر على كونه عملاً فذاً في خدمة الإنسانية، بل إنه جزء ضخم من جهودنا التي نبذلها للوصول إلى كل طفل يصعب الوصول إليه وإعطائه مختلف اللقاحات المنقذة للأرواح»، موضحاً أن التقديرات تشير إلى أن الجهود التي بذلتها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ستعود بمنافع تراوح بين 40 و50 مليار دولار بحلول عام 2035، بما تؤدي إليه من خفض لتكاليف المعالجة، ومن مكاسب في الإنتاجية.
وأفاد بأنه في مطلع هذا الشهر أبريل 2013 صادق أكثر من 400 عالم وخبير في الصحة العالمية من شتى أرجاء العالم، على الخطة التي وضعتها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وأصدروا الإعلان العلمي حول استئصال شلل الأطفال، وأكدوا مجدداً إيمانهم الراسخ بإمكانية الوصول إلى عالم خالٍ من شلل الأطفال بحلول عام 2018.
ومن جانبه، أكد الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميلندا غيتس، بيل غيتس، أهمية المنافع المتعددة للتخلص من شلل الأطفال، معلناً أن مؤسسة بيل وميليندا غيتس ستتكفل بثلث التكلفة لميزانية هذه المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، والتي ستنفذ على مدى ستة أعوام، وتلتزم بدفع مبلغ 1.8 مليار دولار أميركي، وتخصص هذه الأموال لتمكين هذه المبادرة العالمية من العمل بشكل فعال، وتشجيع المانحين على الالتزام بالتكاليف المتبقية لتنفيذ الخطة، وستتولى مؤسسة غيتس تمويل الخطة في الفترة الواقعة بين 2016 و2018 على ألا تتعدى مشاركة المؤسسة ثلث حجم الميزانية.
يذكر أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قدم مبلغ 120 مليون دولار أميركي (نحو 440 مليون درهم)، مساهمة في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018، مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news