طبيب نفسي: مراهقون يصرون على طلب «الترامادول» للعلاج

آبـاء: أبناؤنا يتعاطـون حبوبـاً مخـدرة مــن أصدقاء يعانون أمراضاً نفسية

مراهقون يحصلون على وصفات طبية مخدرة من عيادات خاصة. أرشيفية

قال آباء لمراهقين تورطوا في تعاطي حبوب مخدرة، برأس الخيمة، إن أبناءهم وقعوا ضحية أصدقائهم، الذين يعانون أمراضاً نفسية، إذ يستغلون وصفات طبية في توزيع «الترامادول»، وأنواع عقاقير مخدرة أخرى على أبنائهم الأصحاء، ما تسبب في دخولهم السجن بتهمة تعاطي مواد مخدرة.

فيما أكد استشاري الطب النفسي في مستشفى عبيدالله برأس الخيمة الدكتور رياض خضرا، حصول مراهقين على وصفات طبية مخدرة من عيادات خاصة خارج الإمارة، على الرغم من عدم إصابتهم بأي أمراض نفسية أو صحية، وتابع أن أكثر من ‬15 شابا مراهقا يأتون إلى عيادة الطب النفسي في المستشفى شهريا، يطلبون حبوبا مخدرة، بحجة أنهم يعانون اكتئاباً وأمراضاً نفسية مختلفة.

وتفصيلا، قالت المواطنة «هـ.ش»، إن ابنها المراهق توفي قبل عامين، نتيجة تناول حبوب مخدرة، حصل عليها من قبل أصحابه ممن يحملون وصفات طبية، وتابعت أن ابنها لا يعاني أي أمراض نفسية، وأن رفاق السوء دفعوه إلى تناول الحبوب المخدرة، على سبيل التجربة.

وأضافت أن ابنها الثاني تورط في تناول الحبوب المخدرة، والتي حصل عليها من أصدقائه ممن يحملون وصفات طبية، وتابعت أن ابنها يحاكم أمام محكمة جنايات رأس الخيمة، بتهمة حيازة وتعاطي حبوب مخدرة، إذ ضبط بحوزته حبتان من «الترامادول»، حصل عليهما من صديقه.

ايقاف طبيب

قال مدير منطقة رأس الخيمة الطبية الدكتور ياسر النعيمي، إن المنطقة أوقفت، العام الماضي، طبيبا من جنسية دولة عربية عن العمل، وتم سحب رخصته المهنية، بعد التأكد من صرفه وصفات طبية مخدرة لمراهقين، مقابل الحصول على مبالغ مالية، موضحاً أن المنطقة لديها إجراءات صارمة، في مراقبة العيادات والمراكز الطبية والصيدليات الخاصة في الإمارة.

فيما أوضح (أبو أحمد)، أن ابنه المراهق يحاكم بتهمة تعاطي الحبوب المخدرة، التي حصل عليها من قبل أصدقائه، ممن لديهم وصفات طبية تحميهم من المساءلة القانونية، وتابع أنه تم ضبط ابنه وثلاثة من أصدقائه، وتمت إحالتهم لمحكمة الجنايات، إذ قدم أصدقاؤه لأعضاء المحكمة وصفات طبية تسمح لهم بتناول الحبوب المخدرة، باستثناء ابني الذي لا يعلم شيئا عن شكل وأنواع الحبوب المخدرة، لكنّ أصدقاءه ورطوه في تعاطي حبوب «الترامادول»، عن طريق المزاح.

كما أشار (أبو رامي)، إلى أن بعض المراهقين، الحاصلين على وصفات طبية، يستغلون الوصفات لتوريط أصدقائهم في تعاطي الحبوب المخدرة، مضيفا «اكتشفت تعاطي ابني، البالغ من العمر ‬17 عاما، حبوب (الترامادول)، التي حصل عليها من أحد أصدقائه».

وأوضح أن «سلوك ابنه بدأ يتغير، وتصرفاته أصبحت عنيفة وسلبية، وعندما واجهته بذلك اعترف بتناوله حبوباً مخدرة، حصل عليها من أحد أصدقائه، الذي يعاني أمراضاً نفسية، ولديه وصفة طبية لتناول الحبوب المخدرة.

وأضاف أنه منع ابنه من مصاحبة أصدقائه والتحدث معهم، وبدأ بمتابعة حالته، وعرض حالته الصحية على طبيب نفسي، وتمت معالجته من حالة الإدمان البسيط، التي أصابته جراء تعاطي الحبوب المخدرة.

من جهته، قال استشاري الطب النفسي في مستشفى عبيدالله برأس الخيمة الدكتور رياض خضرا، إن حبوب «الترامادول» ليست دواء للأمراض النفسية، ولا يوجد مرض نفسي يعالج بالحبوب المخدرة، لكن سوء الاستخدام من قبل بعض الشباب المراهقين يؤدي الى الإدمان على تلك العقاقير.

وأكد أن بعض المراهقين يضغطون على الأطباء، للحصول على حبوب «الترامادول»، والحبوب المشابهة لها، عبر التظاهر بأنهم يعانون حالات نفسية صعبة، وانفصاماً في الشخصية، والاكتئاب واضطرابات نفسية.

وأوضح خضرا أن بعض المراهقين يأتون للعيادة النفسية، ويطلبون الحبوب المخدرة بالاسم، ويكررون طلبهم بشكل ملح، بحجة أنهم يعانون الحزن والفراغ، والصداع المستمر.

وأضاف أن المراهق يحصل على الوصفة الطبية أثناء محاولته المتكررة مع الطبيب في العيادات الخاصة، إذ يرفض الطبيب في بداية الأمر صرف الوصفة الطبية، لكنه في النهاية يحصل عليها المراهق، لاستمرار تردده على العيادة بهدف العلاج النفسي.

وتابع أن أكثر الفئات التي تتعاطى الحبوب المخدرة تراوح بين ‬16 و‬25 عاما، وفور حصولهم على الوصفات الطبية، يوزعون الحبوب على أصدقائهم أثناء السهر في الليل، ما يؤدي إلى وقوع أصحابهم في قضايا تعاطي المواد المخدرة، ولا يتحمل صاحب الوصفة الطبية أي مسؤولية قانونية تجاه تعاطيها.

وأشار خضرا إلى أنه يستقبل أكثر من ‬15 مراهقا شهريا، في العيادة النفسية بالمستشفى، يرغبون في العلاج من أمراض النفسية، والاكتئاب والقلق، وتابع أنه يتم استقبال المريض بالعيادة والجلوس معه وتفهم حالته النفسية، ولا يتم رفضه حتى لا يلجأ إلى عيادات خاصة للحصول على حبوب مخدرة، ويصبحون بعد ذلك مدمنين.

وذكر أن العيادة تدرس الحالة النفسية لكل شاب، حال تم اكتشاف أنه من فئة متعاطي المواد المخدرة، ويتم إرساله إلى مركز التأهيل الوطني في أبوظبي، لمواصلة علاجه بشكل كامل، وشفائه من حالة الإدمان التي أصابته.

وحذر خضرا من تساهل الأسر في مراقبة ومتابعة أبنائهم المراهقين، لأنهم الفئة الأكثر عرضة لإدمان وتعاطي الحبوب المخدرة، حال حصولهم على وصفات طبية من قبل بعض العيادات غير الملتزمة بالقانون.

من جانبه، قال مدير منطقة رأس الخيمة الطبية الدكتور ياسر النعيمي، إن نظام صرف الأدوية المخدرة الإلكتروني، الذي تم من خلاله ربط الصيدليات إلكترونياً، سيحد من صرف عيادات خاصة وصفات طبية وعقاقير مخدرة ورقيا، وأن أي طبيب يصرف عقاقير مخدرة لغير المرضى المحتاجين، سيتم اكتشافه على الفور، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.

وتابع أن المنطقة تطبق نظاما صارما في مراقبة ومتابعة العيادات الخاصة، التي تصرف وصفات طبية مخدرة للمرضى، موضحاً أنه يوجد لدى كل عيادة نفسية خاصة، دفتر لصرف الوصفات الطبية، إذ تحتوي كل وصفة طبية على ثلاث نسخ ورقية، نسخة للطبيب وواحدة للمريض وأخرى للمنطقة الطبية، إذ تسلم العيادات الخاصة دفاتر الوصفات الطبية لإدارة الرقابة الدوائية عند انتهاء أوراقها، لمراجعتها والتأكد من عدم صرف العقاقير المخدرة لشخص ما أكثر من مرة.

وأضاف أنه لا يتم صرف دفتر الوصفات الطبية لأي طبيب من قبل إدارة الرقابة الدوائية، إلا عند استهلاك كامل أوراق الدفتر السابق، ومراجعته من قبل المنطقة والتأكد من أن جميع الوصفات الطبية تم صرفها للمرضى المستحقين.

تويتر