تأخر علاج جروح الأقدام البسيطة يؤدي إلى إصابة بــ «الغرغرينا»

‬٪100 معدل إصابة مرضى السكري المدخنين باعتلال في الأوعية الدموية

10 مرضى يراجعون طوارئ «المفرق» أسبوعياً لمضاعفات ناتجة عن المرض. أرشيفية

أكد استشاري جراحة الأوعية الدموية والشرايين في مستشفى المفرق الدكتور محمد باجنيد، أن جميع المدخنين المصابين بالسكري لديهم مشكلات في الاوعية الدموية والشرايين، وأن الأطفال المصابين بالسكري سيكون لديهم إصابات مستقبلية في الشرايين بنسبة مماثلة، محذراً من خطورة تأخر علاج اعتلال الأوعية الدموية والشرايين لمرضى السكري، لافتاً إلى أن تأخر علاج جروح الأقدام البسيطة قد يؤدي إلى إصابة المريض بالغرغرينا، ما يجعل بتر القدم أمراً حتمياً.

وقال لـ«الإمارات اليوم» إن ‬20٪ من سكان أبوظبي المصابين بالسكري لديهم مشكلات أوعية دموية وشرايين معلنة أو غير معلنة بسبب الإصابة بالسكري، وتتعاظم تلك النسبة لتصل بين المدخنين إلى ‬100٪. ويضيف «نستقبل قرابة ‬10 حالات أسبوعياً يعاني أصحابها إصابات في الأطراف تحتاج إلى متابعتها في قسم الطوارئ، معظمهم تزيد أعمارهم على ‬50 عاماً من النساء والرجال، مؤكداً زيادة نسبة التدخل الجراحي بين هذه الحالات».

وقال إن المصابين بالسكري لديهم مشكلات معقدة في شرايين القدم لا يشعرون بآلامها، «لأن المرض يعمل على تخدير أعصاب تلك المنطقة، في حين نجد المرضى المدخنين المصابين بشرايين القدم يشعرون بالالم»، لافتاً إلى أن متوسط أعمار مرضى السكري المصابين بالشرايين يبلغ ‬40 عاماً.

ونصح باجنيد باستخدام حذاء لا يشكل ضغطاً على القدم، نظراً لفقدان مرضى السكري الإحساس في تلك المنطقة، لافتاً إلى أن استخدام حذاء غير مريح قد يسبب جرحاً يصعب علاجه، ونصح بمراجعة الطبيب حال وجود جرح، مؤكداً أن تخدير السكري للأعصاب قد يحول دون حدوث آلام بالجرح على الرغم من التهابه.

وأفاد بأن نسبة بتر القدم «مرتفعة جداً» في أبوظبي وتقع بين الحالات التي تراجع قسم الطوارئ أسبوعياً، لكنه أشار إلى عدم وجود رقم ثابت. وذكر أن الاطباء يحاولون تجنب التدخل الجراحي إلا إذا دعت الضرورة. وتابع «المشكلة أن معظم المرضى يراجعون المستشفى في وقت متأخر، لعدم شعورهم بالألم، ما يصعب من التعامل مع هذه الحالات».

وقال باجنيد، إن مشكلات الأوعية الدموية تبدأ بشرايين القلب، ثم المخ، وتكمن أهمية مباشرة العلاج في إحداث توازن في معدل السكر بالدم ليكون بنسب معقولة، ومن ثم تجنب العوامل التي تزيد من عمق الإصابة، من أهمها التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الكوليسترول. ويضيف «على المدخن المريض بالسكري إجراء فحص دوري سنوياً للتعرف إلى معدلات ضغط الدم ونسب الكوليسترول، لتجنب إصابات الشرايين المفاجئة، مؤكداً أهمية وضرورة توقف مرضى السكري عن التدخين.

وأكد أهمية الكشف السريع على القدم المصابة بجرح عند مريض السكري، لافتا إلى أن البداية البسيطة سرعان ما تكون كبيرة عند تركها ما يصعب علاجها. وأكد أن وصول الالتهاب إلى الجرح البسيط عند مريض السكري يزيد من صعوبة العلاج. وقال «نسعى إلى إجراء عمليات فتح شرايين لضخ مزيد من الدماء إلى القدم»، موضحاً أن نقص الدماء في الشرايين يعمل على انسداد الشرايين، ما يؤثر في الجرح بصورة سلبية.

وتطرق الدكتور محمد باجنيد إلى أعداد المصابين بتجلط الدماء في شرايين الساقين أو ما يعرف بـ«الدوالي»، وقال إن نسبتهم تراوح بين ‬1 و‬9 في أبوظبي، لافتاً إلى ان لدى هؤلاء المرضى صمامات داخل العروق لا تعمل بصورة جيدة، وتظهر في النساء أكثر من الرجال بسبب الحمل والولادة.

ويضيف «يضطر البعض للوقوف طويلاً أثناء العمل ما قد يعرضه للإصابة، إذ إن توقف ضخ الدماء من أسفل إلى أعلى عند قبض العضلات أثناء المشي ناتج عن غلق صمامات الشرايين وهو ما يعرف بالدوالي.

وأفاد بأن الإصابة ليست بالخطرة، لكنها تزعج النساء بسبب التأثير السلبي في شكل سيقان المرأة. ويضيف «قد يصاب ‬10٪ من مرضى الدوالي مستقبلاً بقرحة دم ما يعرف بنزيف نتيجة جرح». ونصح باستخدام جوارب طبية ضاغطة، مؤكداً إمكانية إجراء عملية جراحية لإخراج الدوالي باستخدام إبرة الليزر، مبيناً أن نسبة نجاح تلك العملية تصل إلى ‬95٪، إذ تخفف الألم وتوقف نزف الدم.

وأشار باجنيد إلى أن ‬20٪ ممن لديهم جلطة في المخ لديهم مشكلات في شرايين الرقبة، وأن إصابة شرايين الرقبة تتسبب في حدوث جلطات صغيرة سرعان ما تتحول إلى جلطة كبيرة.

وقال «لعدم معرفة المريض الدقيقة بمشكلات شرايين الرقبة وعدم فحصها يتعرض غالبية المرضى لجلطات كبيرة مباشرة ويراجعون المستشفى».

وتابع «تصاب شرايين الرقبة بتجلطات وتصبح بها كتل دم متجمدة، سرعان ما تصعد إلى المخ وتحدث جلطات»، موضحاً أن الجلطات الدماغية في القسم الأيمن من المخ تؤثر في أطراف القسم الأيسر من الجسم والعكس.

وأفاد بأن الجلطات الصغيرة في بريطانيا تعد حالة طارئة، لكنها في أبوظبي ولعدم المعرفة بها قد لا يراجع المريض الطبيب ما يعرضه لجلطة أكبر.

وأكد أن مستشفى المفرق وفر خطاً ساخناً لاستقبال طلبات الإصابة العاجلة بالجلطات، كاشفاً عن قيام المستشفى بإجراء عمليات جراحية لمن يعانون أعراض تعرق للأطراف عبر عملية جراحية لقص عصب تحت الإبط المسبب لفرز العرق.

تويتر