صحتي في عملي
بعد الانتهاء من دراسة الطب، وبعد سبع سنوات مملوءة بالأحداث الكثيرة في بلاد الغربة، انطلقت للعمل في مستشفيات دولتنا الحبيبة. كانت تطلعات الأهل إكمال التخصص في الجراحة أو القلب أو غيرهما من التخصصات الكلاسيكية، لكنني اخترت تخصصين مختلفين وجمعت بينهما وهما طب الأسرة والصحة المهنية. وبدأت الأسئلة وعلامات الاستفهام تظهر عن ماهية تخصص الصحة المهنية، وسبب اختيار هذا التخصص غير المألوف!
اهتمت الحضارات القديمة والحديثة منذ وقت مبكر بالصحة المهنية، فأكدت على حماية الأجير، كالعامل والفلاح والخادم، من أخطار المهنة، وتعويضه عن إصابة العمل، وتوفير العلاج والدواء له.
وقد عرفت منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية في اجتماعها الأول سنة 1950 الصحة المهنية بأنها فرع من فروع الصحة يهدف إلى الارتقاء بصحة العاملين في جميع المهن، والاحتفاظ بها في أعلى درجات الرفاهة البدنية والنفسية والاجتماعية، ومنع الانحرافات الصحية التي قد تتسبب للعاملين من ظروف العمل، وكذلك وقاية العاملين من المخاطر الصحية في أماكن العمل، ووضع العامل والاحتفاظ به في بيئة عمل ملائمة لإمكاناته الفسيولوجية والنفسية.
وهنا يجب التنويه بأن الصحة المهنية لا تتعلق فقط بالعاملين في قطاع المصانع والإنشاءات، بل إن الموظفين العاملين في المكاتب الذين زاد عددهم في الآونة الأخيرة، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص معرضون للكثير من المخاطر الصحية في بيئة العمل من الأمراض العضلية والمزمنة، وضغط العمل وما ينتج عنه من أعراض جسدية ونفسية.
من هذا المنطلق سنتناول في هذه الزاوية الأسبوعية من (الإمارات اليوم) مفهوم الصحة المهنية ومحاورها بشكل أوسع، ما يعود بالنفع على كل واحد فينا، حسب بيئة عمله وتحدياتها، بإذن الله.
Twitter @drmansoor_anwar
إختصاصي طب الأسرة والصحة المهنية