وجود الفوسفين بتركيز 2000 جزء في المليون في الهواء عامل قاتل للإنسان. من المصدر

شرطة أبوظبي تحذر من المبيدات الحشرية غير المرخصة

حذرت شرطة أبوظبي المواطنين والمقيمين من استخدام مبيدات غير مصرح باستخدامها في مكافحة الحشرات المنزلية، يجلبها أشخاص من جنسيات دول آسيوية في رحلة عودتهم من بلدانهم، لافتة إلى أنها تتسبب في وقوع حالات وفاة، وإصابة بالاستسقاء الرئوي، وتشنجات، نتيجة استنشاق غاز الفوسفين شديد السمية.

وفيما أكد رئيس قسم التحاليل الكيميائية بالأدلة الجنائية، العقيد الخبير أنور محمود العوضي، أن كثيراً من حوادث الموت وقعت نتيجة التسمم العرضي لغاز الفوسفين، دعا خبير فحص السموم والمخدرات عمر موسى زعرب، إلى تجريم استعمال فوسفيدات المعادن في المنازل، بسبب خطورتها على صحة الإنسان.

وتفصيلاً، قال العوضي إن المبيدات الحشرية التي تستخدم بصورة غير مشروعة، وهي غير مخصصة لذلك، لها عدد من المسميات التجارية، ويجري شراؤها بسهولة من المحال التي تبيع المواد الزراعية والبيطرية.

وشرح أن مادتي فوسفيد الألمنيوم وفوسفيد المغنسيوم، اللتين تخلطان مع مواد أخرى لتنظيم انطلاق الغاز، هما من المواد شديدة السمية، ولا يوجد ترياق مناسب لمعالجة ما تسببه من أضرار.

وأضاف أن «كثيراً من الحوادث وقعت نتيجة التسمم العرضي لغاز الفوسفين، ففي عام 2011، كشفت شرطة دبي عن وقوع 20 حالة تسمم خلال 10 أشهر، أسفرت عن موت خمسة أشخاص جراء استخدام مبيدات حشرية غير مصرح بها، كما تلقت إدارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي خلال مايو عام 2012 بلاغاً من هيئة الصحة، يفيد بإصابة 10 أشخاص يقيمون في شقة واحدة بحالة قيء شديد، ويشتبه في أنه تسمم غذائي»، مشيراً إلى أن «حوادث عدة شُخصت في البداية على أن سبب القيء أو الوفاة فيها هو حدوث تسمم غذائي، لكن جهات التحقيق اكتشفت بعد إجراء التحاليل الدقيقة أن الحوادث ناتجة عن استنشاق غاز الفوسفين السام، ومنها حادثة وفاة طفلة وإصابة شقيقها في عام 2012».

وذكر أنه ورد إلى مختبر السموم والمخدرات في إدارة الأدلة الجنائية خلال هذا العام، من شرطة الفجيرة، قضية تسمم ثلاث عاملات يعملن في صالون تجميل، أصبن بتسمم أدى إلى وفاة إحداهن، وتم إحضار عينات دم وعينات غسيل للمعدة وعبوة مبيد عثر عليها في الشقة، وبالتدقيق في المحضر والتحاليل التي أجريت، اتضح أن عبوة المبيد المرفقة مع تقرير التحاليل ليس لها علاقة بحالة التسمم، وأن الأعراض المذكورة في التقرير تشير إلى تعرضهن إلى غاز الفوسفين السام جداً، وبالتنسيق مع ضابط التحقيق ومسرح الجريمة، تمت إعادة معاينة الشقة التي تم فيها رش المبيد الحشري، وعثر على مسحوق رمادي اللون، هو المسحوق الذي يتبقى نتيجة استخدام المبيدات المعدنية.

في السياق ذاته، أكد زعرب أن فوسفيدات المعادن تتفاعل مع الماء أو الرطوبة، وينطلق عن هذا التفاعل غاز الفوسفين السام، ويعتبر وجود الغاز بتركيز 2000 جزء في المليون في الهواء عاملاً قاتلاً للإنسان في وقت قصير جداً، إذ إن له رائحة قوية تشبه رائحة الكربيد أو الثوم.

وتابع، أن التسمم قد ينجم عن الابتلاع المباشر للمادة، كما في حالات الانتحار أو الاستنشاق العرضي لغاز الفوسفين الناتج عنها، شارحاً أن استنشاق غاز الفوسفين يسبب الإسهال والاستسقاء الرئوي والتعرق البارد والرطب، ويحدث تشنجات وهذياناً، وتصل الحالة إلى مرحلة الغيبوبة والموت نتيجة توقف التنفس والقلب.

وقال إنه يتم التعامل المخبري مع عينات التسمم بمادة الفوسفيد، والكشف عن غاز الفوسفين، من خلال استخدام ورقة ترشيح مبللة بمحلول نترات الفضة لعينات محتويات المعدة في حالات التسمم بفوسفيد الألمنيوم، وهي طريقة بسيطة، وتعطي نتائج دقيقة، ويتم استخدام مادة موليبدات الامونيوم، وأنابيب خاصة متاحة تجارياً، في التقدير النوعي والكمي لغاز الفوسفين في محتويات المعدة والمواد غير البيولوجية، وهناك طريقة أخرى بسيطة ودقيقة وسريعة للكشف عن الفوسفين، وذلك باستخدام شريط من ورق الترشيح مبلل بخليط كيميائي يحضر في المختبر، وحين تتحول ورقة الترشيح إلى اللون الأحمر يكون دليلاً على وجود غاز الفوسفين، كما يتم استخدام طريقة حديثة باستخدام جهاز التحليل الكروماتوغرافي الغازي مع كشاف (NPD).

وأوصى زعرب بضرورة تجريم استعمال فوسفيدات المعادن في المنازل، وإذا كان ضرورياً ولا مناص منه، يجب إخلاء جميع سكان المبنى لمدة لا تقل عن 24 ساعة.

كما طالب بإعادة النظر في تصميم نظام التكييف المركزي، بحيث يمنع انتقال الغازات وأية مواد طيارة ضارة من شقة إلى الشقق المجاورة، ودعا الى أخذ الحيطة والحذر عند نقل المصاب، ووضعه احتمال إصابته بالتسمم بغاز الفوسفين في الاعتبار، وتالياً إجراء أحد الاختبارات السابقة.

الأكثر مشاركة