صحتي
الصحة المهنية
عندما سمعت عن تخصص الصحة المهنية كان اعتقادي للوهلة الأولى أنها تتمحور حول كيفية حماية العامل من إصابات العمل والحرائق واستخدام الإسعافات الأولية، لكن الواقع كان مختلفاً!
الصحة المهنية لها محاور عدة. أولها فحوص اللياقة على حسب الوظيفة، حيث بينت الدراسات العلمية أن عمل الفحوص الطبية على حسب الوظيفة المطلوبة افضل من عمل الفحوص العامة (المعمول بها حالياً لتثبيت الإقامة أو التسجيل في هيئة المعاشات)، حيث يستطيع رب العمل من وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
المحور الثاني هو الفحوص الدورية للعاملين، وهذه تجب ان تكون حسب خطورة الوظيفة والحالة الصحية للموظف، البعض يحتاج إلى الفحص كل ستة أشهر والبعض كل سنة.
أما المحور الثالث والمهم إدارة حالات غياب المرضى بين الموظفين، ويكون هذا بالتعاون مع إدارة الموارد البشرية لكي يتم تدارك حالات الغياب المتكررة لبعض العاملين ومعرفة الأسباب وإيجاد الحلول حتى لا يؤثر ذلك في إنتاجية الموظف والمؤسسة.
محور آخر وهو تقييم المخاطر الصحية في بيئة العمل وإيجاد الحلول المناسبة لمنعها أو تقليلها، وهذا المحور يجنب حدوث الأمراض المزمنة لدى العاملين على المدى الطويل، وبالتالي يوفر على الفرد والمؤسسة والدولة المصروفات المترتبة على علاج ودخول المستشفى، والتأهيل المرتبط بالكثير من الأمراض المزمنة.
خامس هذه المحاور، الذي بدأ يأخذ حيزاً كبيراً في خدمات الصحة المهنية في الآونة الأخيرة هو برامج تعزيز الصحة في بيئة العمل، وقد قام الكثير من المؤسسات العالمية بالتركيز على هذا المحور وتخصيص الميزانيات لوضع برامج صحية في بيئة العمل لزيادة الوعي الصحي للعاملين وتعزيز الصحة لديهم، ووضع الحوافز لتشجيع العاملين على السلوك الصحي السليم، ما يعود بالنفع على الجميع.
سنتناول تباعاً المحاور بتفصيل أدق بإذن الله.
Twitter @drmansoor_anwar
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news