تشخيص 108 حالات توحد جديدة العام الماضي
أفاد مدير عام مركز دبي للتوحد محمد العمادي، بأن المركز شخص 108 حالات توحد العام الماضي، منهم 38 طفلاً مواطناً و45 مقيماً، فضلا عن 25 حالة من خارج الدول، بزيادة 13% عن عام 2011، لافتاً إلى أن قائمة الانتظار الخاصة بالتشخيص ارتفعت إلى 46 حالة خلال ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أن وحدة القياس والتشخيص قدمت خدمات التشخيص المتخصصة لما يزيد على 500 حالة من أكثر من 30 جنسية.
ودعا العمادي المنشآت العاملة في الدولة، ورجال الأعمال والمستثمرين، والأفراد، إلى المشاركة في حملة «نتوحد من أجلهم»، التي أطلقتها «الإمارات اليوم» بالتعاون مع المركز، بهدف جمع مبلغ 50 مليون درهم، لاستكمال بناء وتجهيز مركز حديث لأطفال التوحد، مشيراً إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كان أول المتبرعين للمركز الجديد، بمبلغ 100 مليون درهم، تشمل قيمة الأرض والأساسات.
فندق «أوريس بلازا» يقدم نصف مليون درهم نسب الإصابة قال مدير عام مركز دبي للتوحد محمد العمادي، إن 98% من الأطفال المشخصين في المركز متوحدون، لافتاً إلى أن طفلاً من كل 88 طفلاً في الدولة يعاني اضطراب التوحد وفقاً لنسب عالمية، مشيراً إلى أن زيادة حالات التوحد غير ظاهرة فعلياً كون مظهر المتوحدين طبيعياً للغاية، ويمكن أن تبدو تصرفاتهم طبيعية في حال تأهيلهم، ما لا يسمح للأشخاص العاديين بتمييزهم في الأماكن العامة. لمشاهدة تصميم لمركز دبي للتوحد مقسم إلى 50 جزءاً، يرجى الضغط على هذا الرابط. لمشاهدة قائمة المتبرعين، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
وقال العمادي إن «زيادة التعداد السكاني في الدولة وتطور وسائل التشخيص أسهمت من دون أدنى شك في الاكتشاف المبكر لاضطرابات التوحد»، مشيراً إلى زيادة سنوية ملحوظة في أعداد المتوحدين ونسبتهم من الأطفال المشخصين.
وأكد أنه «تم تشخيص 108 حالات توحد العام الماضي، مقارنة بـ95 حالة عام 2011، و75 حالة عام 2009، و65 حالة في عام 2007، و60 حالة عام 2006، و28 حالة عام 2004، وثماني حالات في عام 2003»، كما أشار إلى أن قائمة الانتظار الخاصة بالالتحاق في خدمات المركز ارتفعت إلى 260 طفلاً، منهم 40 مواطناً و164 مقيماً و56 شخصاً من خارج الدولة.
وأوضح أن «عملية تشخيص التوحد في المركز تتم من خلال لجنة خاصة بالتشخيص تتكون من كادر مؤهل تأهيلاً عالياً تقع على عاتقه مسؤولية تشخيص وتقييم الحالات التي يشك في أنها تعاني اضطرابات طيف التوحد، وتتكون من منسق برامج الأسرة، والأخصائية الإكلينيكية النفسية، والأخصائي النفسي التربوي، وأخصائي علاج النطق، وأخصائي العلاج الوظيفي، وأخصائي التربية الخاصة»، مشيراً إلى أن المركز اعتمد آليات التشخيص من مجموعة من المختصين في هذا المجال، ليصبح أحد مراكز التشخيص المعتمدة في المنطقة. وأكد العمادي أن «الطفل يمر بمجموعة من المراحل قبل الحصول على التقرير النهائي، تبدأ بالمقابلة الأولية، ويعتمد المركز على أداة مسحية متخصصة طورها أعضاء الفريق، ومن ثم دراسة معمقة لحالة الطفل عن طريق إشراك أهل الطفل في عملية التشخيص، ما يوفر الكثير من المعلومات والملاحظات حول الطفل وسلوكياته، التي لا يمكن الحصول عليها من دون مشاركتهم»، مشيراً إلى أهمية مشاركة الأسرة وحديثها عن المشكلات السلوكية لدى طفلها، وتأثير ذلك في أدائه التعليمي والتربوي. وتابع أنه «في المرحلة التي تليها يعمل الفريق على ملاحظة سلوك الطفل في جلسة مشتركة مع مجموعة من المختصين، ومن ثم تطبيق مجموعة من أدوات التشخيص، وفي الختام يجتمع فريق التشخيص لمناقشة الحالة ووضع التصور النهائي والتوصيات».
وقال العمادي إنه «في ظل ارتفاع أعداد المتوحدين في الدولة، وعدم وجود مراكز كافية، بدأت بعض المراكز الخاصة في استغلال الطلب المتزايد برفع أسعارها، فضلاً عن الكلفة المرتفعة لعلاج التوحد، من حيث الادوات والمختصين».
وأضاف أن «بعض المراكز المتخصصة التي تقدم خدمات للأطفال المصابين بالتوحد هي للأسف ربحية، تتجاوز فيها تكاليف الدراسة السنوية 400 ألف درهم، أي بواقع 40 ألف درهم شهرياً، وهذا بحد ذاته عبء على الأسرة، ويفوق إمكانات أي أسرة، ناهيك عن استغلالهم عند المقايضة بالمبلغ المتوافر والخدمات المقدمة فبقدر ما تدفع مالياً يوفر لك من خدمات». وأوضح أن «مركز دبي للتوحد يعتمد في ميزانيته على الهبات والتبرعات من الأفراد والمؤسسات، والتي بالكاد تغطي النفقات التشغيلية للمركز، خصوصاً أن كلفة الطفل الواحد سنوياً مرتفعة للغاية، ويتقاضى المركز رسوماً لا تتجاوز 40 ألف درهم سنوياً، وبقية التكاليف تتم تغطيتها من التبرعات».
وأشار العمادي إلى أن رسوم المركز تشمل تقديم خدمات متخصصة من التشخيص، وتوفير البرامج العلاجية كالتربية الخاصة والعلاج الوظيفي والحركي والعلاج النطقي والنفسي والموسيقي والفن والأنشطة الخارجية كالسباحة وركوب الخيل واللعب مع الدلافين وغيرها من العلاجات الحيوية والضرورية لأطفال التوحد.
تبرّع فندق «أوريس بلازا» في دبي بمبلغ نصف مليون درهم، لحملة «نتوحد من أجلهم». وقالت الإدارة في بيان: «إنها تفاعلت مع الحملة، التي تستهدف فئة المتوحّدين، لأنهم في أمسّ الحاجة إلى تقديم العلاج والتأهيل، ومساعدتهم ليصبحوا أفراداً منتجين في المجتمع». وأضافت أن «هذا التبرع ينسجم مع المسؤولية الاجتماعية التي يتبناها الفندق ويأخذها في الحسبان في أنشطته التجارية، كما أنه ردّ للجميل للدولة التي وفرت البنية الأساسية وأرقى الخدمات».